مركز حقوقي يشرح جريمة الاحتلال الجديدة بحق المتظاهرين السلميين
أدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الجريمة الجديدة التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ضد المتظاهرين السلميين ب غزة وأودت بهذا العدد الكبير من الضحايا بين شهداء وإصابات.
وقال المركز أنها نتيجة صمت المجتمع الدولي على الجرائم التي تقترفها تلك القوات بقرار رسمي من أعلى المستويات العسكرية والسياسية.
وأكد المركز أن قوات الاحتلال قتلت اليوم 7 مدنيين، وأصابت 718 آخرين منهم 77 طفلا و17 امرأة و3 صحفيين، و5 مسعفين، من المواطنين المشاركين في تظاهرات سلمية بالكامل، على بعد مئات الأمتار من الشريط الحدودي مع إسرائيل، دون ان يشكلوا أي تهديد او خطر على حياة جنودها.
كما توفي مواطن ثامن متأثرًا بإصابته في مسيرة يوم الأرض 30 مارس الماضي، وبهذا يرتفع عدد الشهداء إلى 24 شهيدا منهم 3 أطفال، والمصابين إلى 1876 جريحا، منهم 299 طفلا، و57 امرأة.
أقرأ/ي المزيد: قدم "الدواهيدي" الاصطناعية لم تسلم من قناصة الاحتلال
وأوضح أن سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا، يدلل على استمرار قوات الاحتلال في اقتراف المزيد من جرائمها، واستخدام القوة المفرطة ضد المواطنين الفلسطينيين، واستهتارها بأرواحهم بقرار سياسي رسمي.
وأشار المركز إلى أن قوات الاحتلال استبقت هذه المسيرة والتي قبلها، بتصريحات محددة لمسؤولين سياسيين وعسكريين من إسرائيل، هددوا فيها بإيقاع قتلى وإصابات في صفوف المتظاهرين، إضافة إلى اعتبارهم ان التظاهرة بحد ذاتها تشكل خطرًا.
ولفت المركز، إلى أن الاستهداف هذه المرة، كان ضد تجمعات سلمية واضحة تضم عشرات الآلاف بما في ذلك آلاف النساء والأطفال؛ وعبر استخدام أعيرة نارية حية ومتفجرة مباشرة، ودون تهديد على حياة الجنود، ما يعكس استهتار تلك القوات بحياة المتظاهرين السلميين.
وأشارت تحقيقات المركز إلى أن جميع الشهداء كانت إصاباتهم في الرأس والعنق والصدر والبطن، وتعمدت قوات الاحتلال إيقاع أكبر عدد من الإعاقات في صفوف المتظاهرين، من خلال استهداف الأطراف، بحسب البيان.
وحذر المركز، أنه طالما استمرت إسرائيل في التنكر لحقوق الفلسطينيين في قطاع غزة، وفرض الحصار المشدد عليهم؛ ورفضها تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة باللاجئين وحقوقهم، فإنه هذه التظاهرات مرشحة للاستمرار والتزايد، الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي والهيئات الأممية التدخل لوقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته المتصاعدة، والعمل على توفير حماية دولية للفلسطينيين في الأرض المحتلة.
اقرأ/ي المزيد: 8 شهداء و1356إصابة في 'جمعة الكوشوك'
وجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وأردف أن تلك الجرائم تتواصل للأسبوع الثاني على التوالي في أكبر تظاهرة سلمية يشهدها قطاع غزة على طول الشريط الحدودي مع إسرائيل، شرق قطاع غزة.
وأكد التحقيقات والمشاهدات الميدانية لباحثي المركز، على ما يلي:
أن عشرات القناصة من قوات الاحتلال الذين تمركزوا خلف سواتر وتلال رملية رملية، وجيبات عسكرية، داخل الشريط الحدودي الفاصل شرق القطاع، أطلقوا النار بشكل متقطع وعمدي تجاه المشاركين في التجمعات السلمية التي ضمت مئات الآلاف من المواطنين، في 5 مناطق شرق قطاع غزة، موقعين عمليات قتل وإصابات مباشرة، في صفوف المتظاهرين، إلى جانب استهدافهم بعشرات قنابل الغاز المسيل للدموع.
أن المسافة التي تمركز خلفها جنود الاحتلال تبعد ما بين 50-100 مترا داخل الحدود، وأنه كان هناك مسافة كبيرة بين التجمع الرئيسي للمتظاهرين وقوات الاحتلال، وأن أعدادًا محدودة من المتظاهرين اقتربت من الشريط الحدودي ووصلت له، لرفع الأعلام أو محاولة رشق الجنود بالحجارة، وبهذا تكون المسافة ما بين الجنود والمتظاهرين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تشكل أي خطر على حياة الجنود.
حافظت المسيرات على سلميتها بشكل كامل، ولم يشاهد باحثو المركز، مظاهر مسلحة أو مسلحين بين المتظاهرين، فيما كان بين المشاركين آلاف الشيوخ والنساء والأطفال، وبعضهم كانوا عبارة عن عائلات باسرها، ومن مختلف الفئات العمرية الذين رفعوا الأعلام ورددوا الهتافات والأغاني الوطنية، وأطلقوا الطائرات الورقية.
في بداية التظاهرة عقب صلاة الجمعة، رصد باحثوا المركز، إشعال أعداد كبيرة من إطارات السيارات في المنطقة الحدودية.
وفقا لما صرحت به المصادر الطبية في مستشفيات القطاع من خلال تعاملهم مع المصابين، فإن العديد من المصابين بالرصاص الحي كان لديهم تهتكات كبيرة في الأنسجة، وفتحات كبيرة مكان الإصابة، مما يدلل على أن الرصاص المستخدم هو من الرصاص الحي المتفجر.
وكانت الاحداث لهذا اليوم الموافق 6/4/2018 على النحو التالي:
منذ وقت مبكر صاح اليوم بدأ آلاف المواطنين، وضمنهم نساء وأطفال وعائلات بأكملها، بالتدفق إلى 5 مخيمات أقامتها الهيئة الوطنية العليا ل مسيرة العودة وكسر الحصار، شرق رفح، وخزاعة في خانيونس، والبريج، بالوسطى، وحي الشجاعية بغزة، وشرق جباليا شمال القطاع.
وعقب صلاة الظهر زادت أعداد المشاركين في التجمعات الخمس، وقدرت أعدادهم بالآلاف من الرجال والشيوخ والنساء والأطفال، حيث تواجدوا داخل ساحات المخيمات، وخارجها، ورفعوا أعلام فلسطين ورددوا هتافات وطنية، واقتربت أعداد محدودة منهم من الشريط الحدودي، مع إسرائيل، وأشعلوا إطارات سيارات، وحاولوا رشق قوات الاحتلال بالحجارة ورفع الأعلام.
أطلقت قوات الاحتلال أعيرة نارية ضد المتظاهرين ما أدى – حتى الساعة 7:00 مساء اليوم وفق توثيق باحثي المركز - إلى مقتل 7 منهم، اثنان منهم شرق رفح، و1 شرق خانيونس، و2 شرق البريج بالوسطى، و1 شرق غزة، و1 شرق جباليا، جميعهم أصيبوا في الجزء العلوي من الجسم ما بين الرأس والصدر والبطن.