الدبلوماسية الشعبية تهتم بالتأثير على سياسات الدول ولكن بشكل غير مباشر وعن طريق وسائل الإعلام والهيئات التعليمية ووسائل التواصل الاجتماعي وجمعيات الصداقة الدولية، هذه النشاطات التي تبذل لكسب الرأي العام الخارجي، يدعمها في حالتنا الفلسطينية نشاط السفارات والبعثات الدبلوماسية والإعلام الرسمي وهو ما المسه.

بدايتاً اسجل اعتزازي وشكري لشعبي الفلسطيني في كل اماكن تواجده؛ المبدع في اشكال مقاومته؛ وافكاره النيرة التي يتم تداولها علي وسائل التواصل الاجتماعي، واتمني ان يتم تسجيل كل فكرة قد تكون غير ناضجة، ونحاول تنميتها وتطويعها بما يخدم المسير السلمي، بالإضافة للأخذ بكل المحاذير التي من الممكن ان تطرح ضد اي فكرة وموائمتها بما يخدم، وعلينا جميعاً دون استثناء ان لا نُسخر طاقاتنا في التجاذبات الاعلامية بالإضافة الي ان ما سأطرحه قد يلامس جوانب من الصح ولكنه ليس انتقاص من دور احد لان الوقت يداهمنا جميعاً قبل 15/5/2018، ونحتاج ان نسجل النجاحات والاختراقات الدولية من خلال هذه الاحتجاجات بعمل مدروس وجهود مركزة ومصاغة بشكل صحيح وليس كفزعة، فإن ما نقوم به اليوم هو ما يسمي بالدبلوماسية الشعبية التي تلتحم مع العمل الرسمي لإيصال رسالتنا بشكلها الحضاري، فإننا نفقد كثير من الطاقات في جلسات مفتوحة او مغلقة نتناكح بها فكرياً ونضاجع مفردات اللغة وسجالات لها ابعاد ضيقة علي مواقع التواصل نتحدث عن استراتيجيات وتكتيك وخطة وخطوات دون ان نضع هذا علي ورق يكون لنا جميعاً كمرجع نهتدي ونسير عليه.

الامر في اعتقادي لا يحتاج الي تكليف بل يحتاج الي مبادرين يضعوا ما يفكرون به وافكار غيرهم ضمن رؤية تكون لأولنا واخرنا منهجاً نسير عليه، ولهذا ومن خلال اطلاعي فترة دراستي الماجستير كانت رسالتي في تغطية الصحافة الاسرائيلية للحرب علي غزة ٢٠٠٨-٢٠٠٩، اهم ما وجدته في التحضير للحرب هو منهجية تكوين المطبخ الاعلامي للاحتلال المبني علي ثلاث: اكبر اربع اعلاميين مخضرمين و وزارة الخارجية ووزارة الدفاع، امضي هذا المطبخ تسعة شهور تحضيراً قبل الحرب صاغوا كل الامثلة والردود والادوات الدبلوماسية وعينوا المتحدثين والرسائل بكل اللغات التي سيتم توجيهها للمجتمع الدولي واعتمدوا الشكل القصصي في رواية الاخبار لاستعطاف الرأي الدولي، وهنا أتساءل لماذا لا نتعلم من طريقتهم في ترتيب اوراقنا التي اتمني ان لا تتبعثر وان لا نسجل غيابنا عندما يحضرون ولا نسجل غيابنا عندما يغيبون، ودائماً هناك وقت.

إن ما نحتاجه في رسالتنا وترتيب اولوياتنا ان نتذكر ان اختيارنا في هذا التوقيت للعمل السلمي لم يأتي لتدجين المجتمع بهذه الفكرة او للإلهاء لكنه جاء حسب اعتقادي المتواضع لمخاطبه المجتمع الدولي وايصال الرسالة الصحيحة عن ان التاريخ النضالي التحرري للشعب الفلسطيني لم يكن يوماً دموياً او غوغائياً فقد جاء اليوم يحمل غصن الزيتون في يده فلا تسقطوه فاقداً للامل، مطالباً بحقوقه التي شرعتها القرارات الدولية ونصت عليها المواثيق واهمها حق عودته وتقرير مصيره.

هذا يحتاج تجنيد اكفاء لغوياً في ثلاث لغات مهمة (العبرية والانجليزية والفرنسية) دون اجتهاد وبتوجيه من المطبخ الاعلامي للدبلوماسية الشعبية التي تعتبر رافداً مهماً لعمل الدبلوماسية الرسمية وقد تسبقها، بالإضافة لكل من يستطيع ايصال الرسالة بشكلها المطلوب من خلال العمل والتنسيق مع المؤسسة الرسمية الدبلوماسية وزارة الخارجية والسفارات والجاليات الفلسطينية، فرسالة قصيرة لطفلة في اقل من عشر ثواني استطاعت ان تلف الاروقة الدبلوماسية بقليل الكلام وباللغة الانجليزية وجهتها للاحتلال الاسرائيلي من علي السياج الفاصل ومن مسافة لا تقل عن 700متر( جئنا الي هنا برسالة سلام لو سمحت لا تقتلني (وهنا اشكر الصديق سعادة السفير في الولايات المتحدة د. حسام زملط لقربه من التقاط مثل هذه الافكار التي تدعم روايتنا السلمية ونشرها.

اولويات العمل :

· طاقم كامل يتناول الرواية الفلسطينية وقولبتها بشكل قصصي فنحن ليس ارقام.

· اختيار المفردات اللغوية لا يختلف كثيراً عن اختيار النجاح او الفشل.

· تشكيل طاقم يتابع المبادرات التي يتم تناولها من الاخوة في وسائل الاعلام الاجتماعي.

· ان يكون هنالك طاقم متكامل يرصد الاخبار الاسرائيلية ويحللها ويرد عليها.

· تغذية راجعة يومية وتفنيد مواطن الخلل في رسالتنا الاعلامية.

· الاخوة السوشلجية والمتابعين ومن يعرفون اللغة العبرية جيداً اذكركم ان الاعلام الاسرائيلي لا يتعامل بشكل عبثي مع القضية الفلسطينية فلا تكونوا مروجين لروايته.

· هذا التظاهر السلمي لا ينتهي في 15-5-2018 لتقييمه كما سمعت، فهو ليس هبة او هوجة وحماوة دم؛ فلنحافظ علي استمراريته لضمان نجاحه وان لا يكون ورقة لها تاريخ انتهاء.

· الحفاظ علي المنطقة الاحتجاجية قرب السياج الفاصل من العبث او اقتراب أي شخص من مسافة اقل من 300 متر، ولا مانع من شرح هذا للمشاركين.

لذلك علينا ان نحافظ علي الجانب السلمي طالما كان هذا خيارنا الان وبالطريقة التي يفهمها المجتمع الدولي من خلال تعزيز الجوانب الفنية والثقافية والموسيقا والغناء والرسم، فلتحرروا الجانب الابداعي في مقاومتنا دون ان تعرضوا حياتكم للخطر.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد