مركز حقوقي: الاحتلال تعمد قتل المتظاهرين السلميين

أحد الجرحى الفلسطينيين على حدود غزة اليوم

أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن قناصة الاحتلال الإسرائيلي تعمدوا إطلاق النار على المتظاهرين السلميين شرق قطاع غزة ، ما أوقع عدد كبير من الشهداء والجرحى.

وقال المركز في بيان صحفي تلقت "سوا"، مساء اليوم، إن الاستهداف هذه المرة، كان ضد تجمعات سلمية واضحة تضم مئات الآلاف بما في ذلك آلاف النساء والأطفال؛ وعبر استخدام أعيرة نارية حية مباشرة، ودون تهديد على حياة الجنود، ما يعكس استهتار تلك القوات بحياة مئات الآلاف من المشاركين.

وأكد الاستخدام المفرط للقوة من قبل جنود الاحتلال وبقرار سياسي من أعلى مستوى سياسي في إسرائيل، لقمع مئات الآلاف من المواطنين المشاركين في تظاهرات سلمية بالكامل، على بعد مئات الأمتار من الشريط الحدودي مع إسرائيل، دون أي مبرر، ودون وجود أي خطر أو حتى تهديد على حياة جنود الاحتلال.

ووفق المشاهدات الميدانية لباحثي المركز، فإن عشرات القناصة من قوات الاحتلال الذين تمركزوا خلف سواتر رملية داخل الشريط الحدودي الفاصل شرق القطاع، أطلقوا النار بشكل متقطع وعمدي تجاه المشاركين في التجمعات السلمية التي ضمت مئات الآلاف من المواطنين، وتركزت في 5 مناطق شرق قطاع غزة، موقعين عمليات قتل وإصابات مباشرة، في صفوف المتظاهرين.

وأظهرت مشاهدات باحثي المركز أن قوات الاحتلال ركزت على استهداف المشاركين في التجمعات الخلفية للتظاهرة، حيث كانوا يسقطون الواحد تلو الآخر، على بعد مسافات تزيد عن 300 متر من الشريط الحدودي، إلى جانب بعض الذين حاولوا بأعداد قليلة الاقتراب من الشريط الحدودي، ما يدلل على وجود قرار رسمي باقتراف جرائم قتل وإيذاء جسدي ضد المتظاهرين؛ تنفيذًا لسياسة التخويف والترهيب التي انتهجها الاحتلال الإسرائيلي وناطقوه ومسؤولوه على مدار الأيام الماضية؛ لمحاولة خفض المشاركة الشعبية في التجمعات السلمية.

ووفق تحقيقات المركز، فمنذ وقت مبكر صاح اليوم الجمعة الموافق 30/3/2018، بدأ عشرات آلاف المواطنين، وضمنهم نساء وأطفال ضمن عائلات بأكملها، بالتدفق إلى 5 مخيمات أقامتها الهيئة الوطنية العليا ل مسيرة العودة وكسر الحصار، شرق رفح، وخزاعة في خانيونس، والبريج، بالوسطى، وحي الشجاعية بغزة، وشرق جباليا شمال القطاع.

ومنذ وقت مبكر بدأت قوات الاحتلال باستهداف تجمعات المتظاهرين، التي تميزت بالطابع السلمي بالكامل، فأوقعت عشرات الإصابات في صفوفهم.

وعقب صلاة الظهر زادت أعداد المشاركين في التجمعات الخمس، وقدرت أعدادهم بمئات الآلاف من الرجال والشيوخ والنساء والأطفال، حيث توقفوا على بعد مسافة تتراوح مئات الأمتار عن الشريط الحدودي وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية، وأعداد محدودة منهم حاولت الاقتراب من الشريط الحدودي لمحاولة رشق الحجارة ورفع الأعلام.

وأطلقت قوات الاحتلال أعيرة نارية ضد المتظاهرين ما أدى – حتى الساعة 5:00 مساء اليوم وفق توثيق باحثي المركز - إلى استشهاد 8 منهم، اثنان منهم شرق جباليا، و4 منهم شرق غزة، واثنان شرق رفح، وجميعهم أصيبوا في الجزء العلوي من الجسم ما بين الرأس والصدر والبطن.

كما أصيب 708 مواطنين منهم 121 طفلا و26 امرأة، وصحفي، فضلا عن إصابة المئات بالاختناق جراء استنشاق الغاز الذي أطلقته قوات الاحتلال بكثافة من داخل الشريط الحدودي، ومن طائرات مسيرة حلقت في سماء منطقة التظاهرات، علمًا أن قوات الاحتلال لا تزال مستمرة، في استهداف المتظاهرين، ما ينذر بارتفاع عدد الضحايا في كل لحظة.

والشهداء هم (لحظة كتابة البيان):

محمد كمال النجار، 25 عامًا، من سكان شمال القطاع، عيار ناري في البطن، شرق جباليا.

عبد الفتاح بهجت عبد النبي، 19 عامًا، من سكان شمال القطاع، عيار ناري في الرأس، شرق جباليا.

محمود سعدي يونس رحمي، 34 عاما، من سكان غزة، عيار ناري في الصدر، شرق غزة.

جهاد أحمد فرينة، 35 عاما، من سكان غزة، عيار ناري في الرأس، شرق غزة.

أحمد ابراهيم عاشور عودة، 19 عامًا، من سكان مخيم الشاطئ، وأصيب بعيار ناري في الرأس، شرق غزة.

محمد نعيم محمد أبو عمر، 25 سكان الشجاعية عيار ناري في البطن، شرق غزة.

أمين محمود منصور معمر، 25 عاما، من سكان رفح ناري في الرأس، شرق غزة.

إبراهيم صلاح أبو شعر، 20عاما، من سكان رفح، عيار ناري في الرأس شرق رفح.

وتابع المركز: " في حوالي الساعة 4:30 فجر اليوم، أطلقت قوات الاحتلال قذيفتي مدفعية، تجاه مواطنين كانا يقطفان البقدونس، من أرض زراعية تبعد حوالي 1000 متر عن الشريط الحدودي مع إسرائيل شرق القرارة، ما أدى إلى مقتل أحدهما، ويدعى عمر وحيد نصر الله أبو سمور، 27 عامًا، ووصل مستشفى غزة الأوروبي عبارة عن أشلاء، فيما أصيب الآخر بجروح متوسطة، حيث بقيا في المكان نحو نصف ساعة حتى تمكنت الطواقم الطبية من الوصول إليهما ونقلهما إلى المستشفى".

ويدلل سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا، على استمرار قوات الاحتلال في اقتراف المزيد من جرائمها، واستخدام القوة المفرطة ضد المواطنين الفلسطينيين، واستهتارها بأرواحهم بقرار سياسي رسمي.

وأشار المركز إلى أن قوات الاحتلال استبقت المسيرات -التي أعلن القائمون عليها بشكل مسبق أنها سلمية وتنادي بتطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 194، وأنها ترفع أعلام فلسطينية وأعلام الأمم المتحدة- بإرسال رسائل تهديد وتخويف للمنظمين ولسكان القطاع، كما نشرت القناصة على طول الحدود مع غزة وفق ما أعلنه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي على صفحته على فيسبوك، ووحدة الكلاب.

وأردف البيان: " كما هدد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بأنه "إذا لزم الأمر سنرد في الجدار وأيضا في عمق القطاع ضد من يقف وراء هذه المظاهرات العنيفة"، في تلويح باقتراف جرائم قتل خارج نطاق القانون (اغتيالات)".

وأدان المركز هذه الجريمة الجديدة التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأودت بهذا العدد الكبير من الضحايا بين قتلى وإصابات.

وشدد على أن هذه الجريمة تأتي نتيجة صمت المجتمع الدولي على الجرائم التي تقترفها تلك القوات بقرار رسمي من أعلى المستويات العسكرية والسياسية.

وحذر المركز: "طالما استمرت إسرائيل في التنكر لحقوق الفلسطينيين في قطاع غزة، وفرص الحصار المشدد عليهم؛ ورفضها تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة باللاجئين وحقوقهم، فإنه هذه التظاهرات مرشحة للاستمرار والتزايد، الأمر الذي يتطلب كم المجتمع الدولي والهيئات الأممية التدخل لوقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته المتصاعدة، والعمل على توفير حماية دولية للفلسطينيين في الأرض المحتلة".

وجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد