في ذكرى يوم الأرض

بالصور: 'مسيرات العودة' تتحدى تهديدات إسرائيل

طفل في احد الخيام التي نصبت استعدادا لمسيرة العودة الكبرى

قالت صحيفة الحياة اللندنية في عددها الصادر صباح الجمعة، إن خفقان قلوب ملايين الفلسطينيين تتسارع مع اقتراب ساعة الصفر لانطلاق " مسيرة العودة الكبرى" اليوم بعد صلاة الجمعة.

وبدأ في وقت مبكر من صباح اليوم مئات الفلسطينيين في قطاع غزة بالتوجه لمخيمات العودة المنصوبة في خمس مناطق تبعد 700 متر عن السياج الفاصل، عقب انتهاء الاستعدادات لاستقبال الآلاف هناك، لإقامة صلاة الجمعة هناك ومجموعة من الفعاليات.

29595131_2074320609481380_5076580138507694220_n.jpg
 

وتوزعت كالتالي: في رفح بمنطقة "قوز أبو خصلة"، وفي خانيونس شرق بلدة خزاعة، فيما تم نصب مخيم المحافظة الوسطى شرق مخيم البريج، أما في غزة بمنطقة الكسارات نهاية شارع المنصورة شرق حي الشجاعية، وأخيرًا مخيم الشمال في منطقة أبو صفية شرق مخيم جباليا.

وتم تجهيز تلك المخيمات بغرفة وطنية للخدمات الطبية، بمشاركة وزارة الصحة والهلال الأحمر، مع توفير مياه، وأمور لوجستية، وسيمكث بعض المواطنين ليلًا ونهارًا داخل الخيام، وستكون هناك سلسلة فعاليات يومية، وفق المنظمين.

f604efe5-1ee4-42ee-a324-9cdaae7d283c.jpg
 

وذكرت الصحيفة أنه وعلى امتداد أماكن وجود الفلسطينيين، خصوصاً في قطاع غزة، يشعرون بشيء من الخوف وكثير من الغضب، في مرحلة حساسة بعد 70 عاماً من تاريخ الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وتهجيرهم قسراً من منازلهم وديارهم.

بعضهم يعتقد أن هذه اللحظة مواتية جداً للعودة إلى أراضيهم في قراهم المدمَّرة على يد العصابات الصهيونية عام 1948، خصوصاً القرى القريبة من قطاع غزة، لكن كثيرين يرون وجوب التريث قبل الإقدام على خطوة كبيرة وخطرة من قبيل العودة إلى حيث وُلد أباؤهم وأجدادهم، وتركوا، مرغمين تحت النار، منازلهم ومقتنياتهم وذكرياتهم وأحلامهم.

وترى "الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة الكبرى" أن أمامها تحدّيَين في غاية الأهمية لإنجاح "الفكرة" في وقت لاحق، ربما في منتصف أيار (مايو) المقبل مع حلول الذكرى السبعين لنكبة فلسطين وتشريد حوالى 700 ألف من شعبها.

أقرأ/ي المزيد: اللجنة التنسيقية الدولية لمسيرة العودة توجه عدة مطالب وإرشادات

وتعتبر اللجنة أن التحدي الأول يتمثل في أن تكون المسيرات، التي تنطلق من كل أماكن تجمع اللاجئين في سورية ولبنان والضفة الغربية المحتلة ومدن القطاع ومخيماته كافة، سلمية تماماً وبعيدة كلياً من العنف.

أما التحدي الثاني، فيتمثل في قدرة المنظمين على الحيلولة دون اجتياز السياج الحدودي مع إسرائيل، على الأقل هذه المرة في ذكرى " يوم الأرض "، وإتاحته في أيار أو غيره من المواعيد المهمة والمأساوية على الأجندة الفلسطينية.

29597340_2074320619481379_6382523234545020447_n.jpg
 

وحرصت الفصائل كافة على تأكيد سلمية المسيرة وعدم اجتياز الحدود، منذ إعلان تنظيمها قبل أسابيع، خصوصاً حركة " حماس " التي توعد الجنرال السابق وزير الإسكان الإسرائيلي الحالي يوأف غالنت باغتيال رئيسها في غزة يحيى السنوار.

اقرأ/ي أيضًا: وزير إسرائيلي: السنوار على رأس قائمة الاغتيالات حال حدوث أي تصعيد

ومع ذلك، أصرّت الحركة وبقية الفصائل الوطنية والإسلامية على المضي قدماً في تنظيم المسيرة، وتحدّي إسرائيل والتسبب في صداع دائم لها، حيث باتت تحسب حساب اليوم الموعود.

وفي السياق، كشف القيادي في "حماس" موسى أبو مرزوق عن تلقيه اتصالات من مسؤولين أوروبيين "نصحوه" بإلغاء المسيرة.

اقرأي أيضًا: قيادي بحماس: مسؤولون غربيون 'نصحوني' بوقف مسيرة العودة

ولفتت حركة "حماس" إلى أن "ذكرى يوم الأرض تطل علينا وشعبنا الفلسطيني يستعد للمشاركة في مسيرة العودة لفرض قواعد اشتباك جديدة تحاكي عودة الطيور المهاجرة إلى ديارها".

ودعت في بيان أمس، جماهير الشعب الفلسطيني في كل مكان إلى «المشاركة الواسعة في مسيرة العودة، والتزام سلميتها بشكل بدقيق، والابتعاد من أي مظهر من المظاهر التي يمكن أن تحرفها عن هدفها وتقف عائقاً في وجه نجاحها».

كما دعا الناطق باسم الحركة عبداللطيف القانوع العالم إلى «التقاط رسالة مسيرات العودة الكبرى» التي تشكل «أحد خيارات الشعب الفلسطيني في الرد على قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد القضية الفلسطينية وحصار الاحتلال الإسرائيلي وصلفه». وأكد القانوع في بيان، أن «مسيرة العودة ستجسد مشهد الوحدة الوطنية والميدانية للشعب الفلسطيني الرافض الحصار المفروض على قطاع غزة ومحاولة إسقاط حق العودة».

اقرأ/ي أيضًا: حماس تدعو شعبنا للمشاركة في مسيرة العودة الكبرى

29572942_2074320586148049_357705606226182572_n.jpg
 

ولطمأنة الفلسطينيين، قال المحلل السياسي والباحث الحقوقي في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان مصطفى ابراهيم إن المسيرة "نضال جمعي شعبي سلمي، وتجربة علينا خوضها، وقد تنتج عنها تفاعلات متعددة في فلسطين".

وكتب في حسابه على موقع "فيسبوك": "يكفي أن نرى الرعب والخوف الإسرائيلي والاستعدادات لمواجهة المسيرة، وتسخير الجيش طاقاته لوقفها، ومحاولته حتى منع الفلسطينيين من التفكير فيها، من خلال نشر الشائعات وتخويف الناس وتهديدهم".

وشدد ابراهيم، الذي يجيد العبرية والمختص أيضاً في الشأن الإسرائيلي، على أن "الناس لن يقتحموا الحدود يوم الجمعة، فالمسيرة فعل شعبي سلمي، وفعل متدرج، وتجربة علينا خوضها والمحاولة، ومن المهم مساندتها ودعمها".

إلى ذلك، حمّلت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تداعيات التهديدات العلنية بالقتل والإعدام الميداني بحق المشاركين في المسيرات، وذلك بعدما منح جيش الاحتلال جنوده تصريحاً ب فتح النار إذا اقترب الفلسطينيون من الحدود.

اقرأ/ي أيضًا: ليبرمان: مئات القناصة جاهزون لإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين بغزة

وطلب من سكان مستوطنات "غلاف غزة" حمل السلاح تحسباً لدخول فلسطينيين من القطاع. وأكدت الوزارة في بيان، أن هذه التهديدات تشكل "انتهاكاً صارخاً وعلنياً للمواثيق الدولية كافة" و "حرباً علنية على المدنيين" و "امتداداً لعقلية الاحتلال الداعشية والعنصرية والفاشية".

اقرأ/ي أيضًا:مستوطنو 'غلاف غزة' يغادرون منازلهم خوفا من مسيرة العودة

الجامعة العربية

في غضون ذلك، دعت جامعة الدول العربية في بيان لمناسبة الذكرى الـ42 لـ "يوم الأرض"، المجتمع الدولي إلى التحرك لاتخاذ الخطوات اللازمة من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين، كما طالبته بــ "تحرك فوري لمنع الانتهاكات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، وتفعيل الحماية الدولية له". 

وعدّت أن "خلاصه الحقيقي يكمن بممارسة حقه في تقرير المصير".

اقرأ/ي أيضًا: مبعوث ترامب يهاجم حماس ومسيرات العودة

 

5abdd823cb664.jpg
5abdd823cb319.jpg
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد