المحزن في غزة ان قتل المتهم بتفجير موكب رئيس الوزراء قتل أمل الناس في النجاة من العقوبات ومن حالة الهرج والمرج التي يعيشونها، والمصيبة ان الناس لا يبحثوا عن الحقيقة بقدر البحث عن النجاة والخلاص من الحال المقيت الذي يعيشونه والخوف والقلق من القادم والردح وجولات الاتهام والتخوين وتعميق الكراهية.

يعني تعالوا نفكر بعقل مفتوح هل معقول انه حركة حماس تضحي بمقتل اثنين من ابنائها من الأجهزة الامنية بهذه السهولة من اجل إلقاء القبض على متهم بجريمة موكب رئيس الوزراء وهي متهمة بها، وتعمل بكل جهدها من اجل إثبات برائتها وقبل ان تثبت للسلطة والحكومة وللمجتمع الفلسطيني انها لم ترتكب هذه الجريمة؟

حتى لو القي القبض على المتهم حياً فالسلطة وحركة فتح ستشككان في حماس وتحقيقاتها فهما لا يعترفان بحكمها على قطاع غزة، وحتى لو تم التحقيق معه من لجنة مشتركة وعرض المتهم على القضاء، فحال الشك وانعدام الثقة بين الطرفين لن يفضي للحقيقة.

حماس متسرعة وتعمل تحت الضغط وتريد ان تثبت ان الامن لديها خط احمر وهي التي تفتخر انها حققت إنجازات كبيرة لتحقيقه في غزة، وتبحث عن نتائج سريعة وخلال هذه السرعة قتل المتهم ومواطن اخر كان مختبئ معه، كما قتل اثنين من افراد الأجهزة الامنية، كان بإمكان حماس ان تستخدم وسائل اخرى من اجل إلقاء القبض حياً على المتهم وتمنح الأجهزة الامنية نفسها مزيد من الوقت وتحاصر المتهم وتجمع معلومات حول العدد وتسليحهم حتى لو استمر الحصار فترة زمنية والصبر قبل الاقتحام وان تحاول مرات ومرات وتفاوض المتهم قبل اطلاق النار حتى لو هو الذي بدأ بإطلاق النار او كان متزنر بحزام ناسف، صحيح اننا لا نعلم حيثيات الحادث وماذا جرى في الميدان، لكن كان بامكانها ان لا  تعمل تحت الضغط ولا تعلن مباشرة عن العملية وتقوم بمحاصرة المكان وكان بامكانها ان تعمل بسرية وبدون الإعلان وبات جميع اهل قطاع غزة صحافيون وينشرون الاخبار وكأنهم يشاركون في عملية الاقتحام وينتظرون النتيجة بفارغ الصبر، وكانت النتيجة المفاجأة ان قتل المتهم وسبب قتله احباط كبير لعدد كبير من الناس فهو الدليل والشاهد على جريمة فتحت أبواب جهنم على غزة ومعركة جديدة والاعتقاد السائد أنه سينقذ غزة وما ينتظرها من وَيل وثبور  من القيادة الفلسطينية.

النتيجة كما نراها اتهامات متبادلة وغياب لجزء كبير من الحقيقة ونحن في انتظار  الجزء الذي تملكه الأجهزة الامنية في غزة ومطلوب من حماس ان تنتشر  الحقيقة بشفافية وبدون مواربة وهي التي قالت ان لديها تفاصيل ومعلومات مذهلة وعليها إقناع الناس بما لديها من تحقيقات ومعلومات.

السلطة ومعها فتح لن تقتنعا حتى لو كان المتهم فتحي حمّاد فعليا كما تدعي بعض الأطراف في السلطة والحكومة وحركة فتح، وسيقولون ان هناك متهمين اخرين ويجب تسليمهم، نحن وصلنا لمرحلة اللاعودة وفقدان الثقة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد