ما زالت المرأة العربية تمر في دهاليز مظلمة في واقعها على مستويات مختلفة الاجتماعية والاقتصادية وكينونتها كامرأة مستقلة، وهنا ربما يتساءل البعض ماذا تعني الاستقلالية وسيكون البعض مهاجما قبل قراءة المقال بتمعن واضح وواقعية مكشوفة للعيان، أن المراة العربية تمر بتحديات ومشكلات تزيد يوما بعد يوم في ظل غياب ثقافة اخلاقة واقعية كبيرة.

حتى وقتنا هذا قلة من النساء استطعن تحقيق اهدافهن وانجازتهن وكان لهن النصيب الاكبر في وضع بصمة في هذا العالم الذي تسيطر عليه الذكورية بفعل العادات والتقاليد وبعض القوانين المجحفة التي لا تزيد المرأة الا ظلما، فكم من امراة استطاعت كسر الحواجز الاجتماعية، التي لا ينظر لها الكثيرون الا من منظور العيب، واقصد هنا الاجتماعية هي تحقيق كينونتها واستقلاليتها في تحديد خيارتها الاقتصادية وحقوقها التي اقرتها الشريعة الاسلامية قبل ان ينطق بها البشر، قلة من استطعن ذلك ويبقى الانجاز حبيس الانجاز الفردي، لا يعمم ولا يكون له النصيب اجتماعيا.

المرأة في المجتمع العربي بقيت حبيسة الثقافة الموروثة المنطلقة من التلويح بعصا المجتمع والتخويف الديني والقانون الضعيف في انصافها، فتسكن المرأة بلا حراكٍ الى ظل حائط تخاف من هذه الجدران التي صنعت منذ نشأتها.

المراة هي اساس المجتمع وهي اللبنة الاساس في بنائه وهي الركيزة للجيل فكيف ممكن ان تكون بنائة وذات قدرة على تربية جيل بكامله وهي خائفة مهضومة الحقوق، وصدق من قال إن الاممدرسةاذااعددتهاأعددتشعباطيبالأعراق.

يوم المرأة لم يكن عالمياً من اجل ان ناخذ اجازة، وان نعود في اليوم الاخر كما لو أن الموضوع عطلة كأي عطلة لا قيمة فيها ولا اهداف لها ولا غاية من اجلها لانه ليس يوم عطلة، لماذا لا يكون هذا اليوم هو احقاق الحق للمراة والسعي من المؤسسات الحقوقية والمجتمعية وايضا الحركات النسائية للمطالبة بوضع النقاط على الحروف واقرار الحقوق، وقتئذ سيكون المجتمع اكثر قوة ونضجا وعطاء، ولن نكون مجتمعا مستهلكا بالدرجة الاولى.

نحن قادرون على التغيير اذا رغبنا في ذلك، واذا كان هناك اناس يريدون انصاف المرأة وتغيير كل القوانين والعادات الواقعة عليها ظلما، بسبب عادات هشة لم تأتي من الدين بشيء اخترعت واصبحت مسلكا للذكور من اجل فرض سيطرتهم وقوتهم، فمتى يصبح للمرأة كينونة خاصة؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد