لم يبق أمام المهندس طارق زقوت (30 عاما) وخطيبته ألاء، حلاً سوى الاعتصام، بعد أن قررت وكالة الغوث إنهاء عقد عمله المستمر منذ ثلاثة أعوام بشكل مفاجئ.

وتفرغ طارق وآلاء من سكان مخيم النصيرات للاجئين للاعتصام أمام مقر " الأونروا "، عقب اتخاذهما قرارًا صعبا بتأجيل حفل زفافهما إلى أجل غير مسمى، بعدما كان مقررًا في أبريل المقبل.

وتلقى طارق كما 100 مهندس آخر، وعودًا بـ "التثبت" منذ العام الماضي، لكنه يقول لـ(سوا) إن إدارة الوكالة فاجأته بقرار إنهاء العقد المبرم بينهما في ظل قيامه بعمله على أكمل وجه.

"هذا القرار قلّب حياتي رأسا على عقب (..) بات تفكيري منصبا على التزامات حفل الزفاف ومرحلة ما بعد الزواج (..) كيف سيتم هذا بدون راتب"، يتساءل طارق خلال حديثه لـ(سوا).

ولم يفقد طارق الأمل بحقه في العمل، بقوله: "ما زلت أتمنى أن يتم تمديد العقد، على الأقل حتى أستطيع تسديد الأقسام المالية التي على كاهلي لثلاثة سنوات قادمة".

يذكر أن إدارة الوكالة قررت إلغاء عقود 100 مهندسا، بعد أكثر من أربع سنوات على العمل، إذ أن حال المهندس أحمد (32 عاما) لا يختلف عن سابقه، حيث اجبرته الظروف العائلية الصعبة على شراء شقة بالتقسيط، إلا أن القرار الأممي شكّل صدمه له ولأسرته.

 

ويقول أحمد: "لا بد من تسديد أقساط لخمس سنوات قادمة بقيمة 35 ألف دولار، كثمن للشقة"، مستدركًا: لكن سيلغى العقد حال لم أتمكن من تسديد أول قسط بمطلع أبريل المقبل".

ويشير أحمد إلى أنه يعمل في وكالة الغوث منذ حوالي 6 سنوات متتالية، لكن لم يتم تعيينه رسميًا "رغم أنه يحق للموظف التثبيت بعد أربع سنوات من العمل تحت بند العقد".

 

لا حل بالأفق

من جهتها قالت امال البطش نائب رئيس اتحاد الموظفين بوكالة الغوث، إنه نظراً للأزمة المالية التي تمر بها الأونروا، تم إلغاء عقد مائة مهندس كانوا مدرجين تحت بند العقود.

وكشفت البطش لـ(سوا) أنه "لا يوجد حتى الآن أي حل لمشكلة المهندسين".

وقالت: "حتى أن حصولهم على عقود بطالة أصبح صعباً جداَ"، مشيرة أن هذه الأزمة حقيقية؛ نتيجة المؤامرة على إنهاء وجود الأونروا.

وأضافت أنه بالرغم من تعاطف إدارة الأونروا مع مشكلة المهندسين نتيجة الوضع الاقتصادي السيء في قطاع غزة ، إلا أنها لا تملك أي حل جذري لتوفير فرص عمل لهم.