يرتدي رامي مقداد بدلته السوداء ويحمل أدوات الغوص والصيد الحديثة، متجهًا صوب أحد المناطق الصخرية في البحر المتوسط بقطاع غزة ، برفقة اثنين من أصدقائه، ليكتشف أعماق ذاك العالم على طريقته الخاصة.

ويعمل رامي (32 عامًا) في مهنة الصيد منذ سنوات، لكنه تعلم رياضة الغوص مؤخرًا بالصدفة حينما رأى بعض السباحين يمارسونها ويصطادون بـ"المسدس البحري" تحت الماء.

تعرف رامي بمرور الوقت على خبايا الغوص والصيد بالمسدس البحري "القاتل"، فقرر أن يتخذها هواية ومهنة يعتش منها، فاتجه إلى جلّب أدوات تصوير حديثه لالتقاط المشاهد الجميلة في أعماق البحر.

ونجح وفريقه في توفير المعدات اللازمة للغوص من خارج قطاع غزة "بطرق سرية"؛ نظرًا لعدم توفرها وحظر دخولها عبر معبر كرم أبو سالم بسبب ما يزعم الاحتلال الإسرائيلي بأنها تستخدم لأغراض عسكرية.

أماكن الغوص

"نختار الأماكن التي تكون فيها صخور على أعماق مختلفة، خصوصا التي تتواجد بها الأسماك بوفرة"، يقول رامي مقداد لوكالة (سوا).

ويستخدم الغواصون، نوعين من المسدس "الهاربون"، وهما الجلدة وضغط الهواء، لكن تكلفته مرتفعة، الأمر الذي دفع رامي وزملائه لشراء اثنين فقط، وتقليد عدد آخر بمساندة "اليوتيوب" لاستخدامها في الرحلات.

وتقف بحرية الاحتلال سدًا أمام الغواصين؛ كونه يسمح بإبحارهم والصيادين لمسافة تقل عن 6 أميال فقط، وبهذا الصدد يضيف مقداد: "اضطررنا لتجنب الدخول إلى مسافات طويلة، تفاديًا للاعتقال أو الاستهداف، واكتفينا بالدخول لمسافات لا تزيد عن كيلومتر، وأعماق لا تتجاوز 14 متر تحت الماء".

 

رحلات بحرية

وتمكن رامي من جذّب متصفحي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عبر اللقطات المثيرة التي ينشرها على صفحته الشخصية، والتي تُظهره وفريقه في أعمال البحار بجوار الأسماك الملونة والصخور.

و فتح الفريق المجال لعامة الناس خاصة المغامرين منهم، للغوص والتصوير أسفل الماء. ويقول رامي لـ(سوا) إن هناك إقبالا كبيرًا من الشباب على الرحلات البحرية.

 

وأشار إلى أن تكلفة الرحلة الواحدة تختلف بحسب المعدات المستخدمة، لكنها "غير مرتفعة".

وذكر أنه أجرى العديد من الدورات التدريبية حول الغوص الحر والسباحة، والصيد بالمسدس البحري.

 

اتحاد رياضي

ويطمح رامي إلى تأسيس اتحاد رياضي بغزة، ويقول بلسان زملائه الغواصين إنه توجه إلى وزارة الشباب والرياضة بغزة من أجل هذا الغرض، لكن ظروف الانقسام وقفت عائقًا أمام الاعتماد بين غزة والضفة.

ولفت إلى وجود اتحاد لهذه الرياضة بالضفة وأنه على تواصل مستمر معهم، إلا أن سياسات الاحتلال تمنع إقامة أي نشاط للغوص.

 

وعبّر عن أمله في المشاركة ببطولات دولية، في ظل وجود رياضة الصيد بالرمح تحت الماء لدى بعض الدول المجاورة.

ودعا الجهات المختصة إلى دعم فريقه ورياضة الغوص، وتوفير المعدات اللازمة لهم، ومكان خاص بهم، مطالبًا المجتمع الدولي بالمساهمة في رفع الحصار وإزالة الحظر الإسرائيلي على دخول الأدوات.