صور:هل ستتحول غزة الى اكبر مدينة كرفانات في العالم؟

28-TRIAL- غزة / خاص سوا/ "مدينة الكرفانات" مصطلح يرى العديد من المتابعين والمحللين أنه سيطلق على بعض أحياء قطاع غزة التي تعرضت لدمار واسع خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، حيث لجأت جهات دولية وعربية مانحة إلى توفير بيوت متنقلة "كرفانات" لإيواء أصحاب المنازل المدمرة إلى أن يتم إعادة إعمار منازلهم والتي يتوقع البعض أن تستغرق سنوات طويلة.
وكشفت عدة مصادر لوكالة (سوا) الإخبارية، أن الجهات المانحة تستعد لاستجلاب أعداد كبيرة من تلك "الكرفانات" التي تصنع حالياً في عدة دول من بينها إسرائيل، حيث يتم صناعة أعداد كبيرة منها في بلدة "كفار سابا" الإسرائيلية.
الإعمار بحاجة لسنوات
أستاذ العلوم الاقتصادية في جامعة الأزهر "معين رجب"، اعتبر أن الوتيرة الحالية في إدخال مواد الإعمار منذ توقيع اتفاقية التهدئة وإلى اليوم تسير ببطء شديد، ما يعني أنه إذا استمرت الأمور على هذا المنوال فإن خطة إعمار قطاع غزة ستأخذ سنوات طويلة جداً وليس كما يتوقع البعض بضع سنوات.
وبين أن ما يزيد الأمر قتامةً هو أن الدول المانحة التي اجتمعت في القاهرة بداية أكتوبر الماضي لم تحول ما التزمت به في مؤتمر إعادة إعمار غزة من أموال، فكل تلك الأسباب تدفع لجلب "كرفانات" للإيواء، ولكن ما يخشاه الفلسطينيون أن تتحول تلك البيوت المؤقتة إلى دائمة.
ورأى رجب في حديث مع وكالة (سوا) الإخبارية، أن تأخر إدخال مواد الإعمار هو بسبب سياسي، معرباً عن أن تشهد الأيام المقبلة ارتفاعاً في وتيرة إدخال مواد البناء عبر المعابر.
وقفة قبل الاستيراد
وطالب أستاذ الاقتصاد بإعادة النظر في أعداد "الكرفانات" التي من المقرر أن تجلب من الخارج، وذلك لأن تلك الأعداد بحاجة لمساحات واسعة توضع فيها، بالإضافة إلى أنها بحاجة إلى شبكات مياه وكهرباء وصرف صحي، ما يعني إنفاق مبالغ كبيرة عليها من أموال الإعمار.
وكانت الدفعة الأولى في من تلك البيوت المتنقلة قد وضعت في الأماكن التي تعرضت لدمار كبير شرق حي الشجاعية شرقي غزة، وشرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، حيث تم إيواء عشرات الأسر في تلك "الكرفانات" والتي غرفت بمياه الأمطار مع أول منخفض تعرض له قطاع غزة.
وفي ذات السياق، اعتبر المحلل الاقتصادي "محسن رمضان" أن آلية الرقابة التي تفرض على إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة هي التي ستطيل فترة الإعمار، لأنها تستنزف جهد وأموال، بالإضافة إلى أنها معقدة جداً ويلاحظ من خلالها تطبيقها على أرض الواقع أن هدفها هو إعاقة عملية الإعمار.
مرفوضة ثقافياً
وأوضح رمضان في تصريحات لوكالة (سوا) أن الحلول التي تقوم بها الجهات المانحة لإسكان المدمرة منازلهم هي حلول "مرفوضة ثقافياً" والمتمثلة في "الكرفانات" والتي يمكن أن تفرض على السكان كأماكن ثابتة في حال استمرت وتيرة إدخال مواد الإعمار بهذه الصورة.
وتوافق رمضان مع سابقه في أن الأعداد المتوقع إدخالها لقطاع غزة من "كرفانات" بحاجة إلى مساحات كبيرة توضع فيها، بالإضافة إلى تأهيل بنية تحتية لتلك "الكرفانات"، "ما يعني أننا سنشاهد "مدينة كرفانات" في غزة عما قريب".
وبين أن الكارثة تتمثل في أن تتحول هكذا خيارات لإسكان السكان من مؤقتة إلى ثابتة، في ظل البطء الشديد الذي تسير به عملية إعادة إعمار غزة.
ويبقى التساؤل الذي يطرحه المتضررون قبل المحللين والمتابعين "هل ستتحول هذه "الكرفانات" إلى منازل ثابتة في ظل البطء الشديد الذي تسير به خطة إعمار غزة، وعدم إيفاء الدول المانحة في مؤتمر إعادة إعمار غزة بما تعهدت به قبل أربعين يوماً".















214
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد