بالفيديو والصور: غزة تلتحق بأوروبا وتدخل عالم زراعة الشعر

زراعة الشعر في غزة

لم يعُدّ "الصلع" مشكلة مؤرقة بالنسبة لرمزي (27 عامًا)، بعد أن عثّر على علاجه داخل قطاع غزة ، دون الحاجة للسفر لأي من الدول الأوروبية المتخصصة.

التقى مراسل (سوا)، بـ ـرمزي أثناء تواجده للمراجعة في مركز الطبيب أحمد المغربي وهو الأول المتخصص بهذا النوع من عمليات التجميل في غزة، حيث بدا على رأسه "شعر" يبدو "غير مألوف".

ويقول رمزي إنه زرع هذا الشعر قبل أربعة أيام وجاء اليوم للمراجعة، مشيرًا إلى أن الطبيب أبلغه بأنه سيبدو طبيعيًا بعد مضي حوالي أسبوعين.

ولم يُشكل "الصلع" مشكلة كبيرة بالنسبة لرمزي؛ كونه اعتاد على الحلاقة بطريقة معينة، لكنه فضّل زراعة الشعر؛ كي يظهر بشكل أفضل أمام أصدقائه.

وعلى كرسي آخر داخل المركز الصحي، يجلس شاب ذي شعر خفيف، يدعى عبد الله (22 عامًا)، منتظرًا أن يخرج له الطبيب المغربي ويحدد له موعدًا لإجراء العملية.

زراعة الشعر في غزة
 

إحراج وإغلاق المعابر

وتحدث عبد الله لـ(سوا) عن معاناته مع تساقط الشعر، ويقول: "قاربت أن أصبح أصلعًا، وقررت لحاق نفسي قبل فوت الأوان، فوجدت أثناء بحثي عبر الانترنت على أماكن لعلاج الشعر، أنها متوفرة في تركيا ودول أوروبية؛ لكن إغلاق المعبر يحول دون وصولي لها (..) بالصدفة ظهر لي إعلانا عبر فيسبوك حول وجود طبيب في غزة يقوم بزراعة الشعر".

ولم يكن عبد الله يعاني من تساقط الشعر في طفولته، لكنه بدأ بالاختفاء شيئًا فشيئًا إلى أن "صارّ شكلي الخارجي يؤرقني ويسبب لي الإحراج (..) أتمنى أن تنجح هذه العملية لتعود لي ثقتي الكاملة بنفسي"، يضيف.

وحسب دراسة معلقة على أحد جدران مركز الطبيب المغربي، فإن 95% من الأشخاص لا يتقبلون أن يطلق عليهم لقب (أصلع)، بينما 5% فقط يمكنهم الرضا بذلك.

تقنيات عالمية

الطبيب أحمد المغربي، تمكن بعد رحلة دراسية امتدت لسنوات ما بين لندن والهند، من استجلاب أحدث التقنيات العالمية لعلاج "الصلع" في قطاع غزة.

وكان المغربي يعمل بمجمع الشفاء الطبي عام 2005، ثم غادر إلى لندن، وحصل على شهادة الماجستير في جراحة الحروق والترميم والجراحات المجهرية، قبل أن يتوجه إلى الهند، ونال هناك الزمالة في جراحة التجميل والترميم.

وافتتح المغربي مركزه الطبي الأول من نوعه بغزة مطلع يناير الماضي، ويقول لـ(سوا) إن الإقبال على زراعة الشعر شديد، مستدركًا : "لكن العامل الاقتصادي الصعب لدى المواطنين، يحول دون اتخاذ بعضهم للقرار".

_AS_6088.JPG
 

وتختلف تكلفة زراعة الشعر من حالة لأخرى، إذ تتراوح ما بين (1000 إلى 1500 دولار أمريكي).

وأجرى الطبيب أحمد منذ يوم الافتتاح للآن، قرابة 15 عملية، تستغرق كل منها مدة من 5 إلى 10 ساعات متواصلة مع "وقت قصير للراحة"، فيما وصلت نسبة نجاحها كافة إلى 100%، وفقا له.

وحول آلية الزراعة، يبين أنه يأخذ بويصلات من مناطق في أسفل الرأس، ويزرعها مجددًا في المكان الخالي من الشعر، فينبت "شعرًا" طبيعيًا جديدًا، فيما علمًا لا يقتصر على شعر الرأس إنما يشمل "الذقن والحاجب".

وفيما يتعلق بمضاعفات العملية، ذكر أنها "قد تؤدي لحدوث التهابات؛ حال كانت الأدوات غير معقمة جيدًا أو لم يتبع الشخص التعليمات المتمثلة بعدم تعرضه للشمس مدة 72 ساعة متواصلة.

27993577_2018934665097190_3243326471388765767_o.jpg
 

وتكون نسبة نجاح العملية بالنسبة للشخص المدخن أقل من غيره؛ كون السجائر تؤدي لانكماش الأوعية الدموية المغذية لفروة الرأس، كما يجب عدم تناول الأدوية والمسكنات قبل العملية بـ24 ساعة، بينما يمكن للشخص العودة لممارسة حياته بشكل طبيعي بعد مضي أسبوعين.

ويجري الطبيب المغربي، عمليات أخرى معقدة، مثل، ترميم آثار الحروب والحروق، وتجميل الأنف والأذن والحاجب، وإزالة التجاعيد، وحقن الشفاه بـ"الفيلر"، وتكبير وتصغير الثدي.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد