مركز حقوقي يدعو لتوفير حماية دولية للفلسطينيين في الأرض المحتلة

آليات جيش الاحتلال الاسرائيلي

في جريمة جديدة من جرائم الاستخدام المفرط للقوة المسلحة المميتة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت الموافق 3 فبراير 2018 فتى فلسطينياً في الثامنة عشرة من عمره، وأصابت (7) مدنيين آخرين، بينهم (4) أطفال. جرى ذلك أثناء اقتحام تلك القوات بلدة برقين، غرب مدينة جنين، في إطار عمليتها العسكرية المستمرة، والتي بدأتها بتاريخ 18 يناير 2018، في مطاردة المواطن أحمد نصر جرار، 22 عاماً، والذي تتهمه بقتل حاخام إسرائيلي بالقرب من مستوطنة "حفات جلعاد" العشوائية، جنوب غرب مدينة نابلس ، بتاريخ 9/1/2018.

واستناداً لتحقيقات المركز، ولشهود العيان، ففي حوالي الساعة 2:25 بعد ظهر يوم السبت الموافق 3/2/2018، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، معززة بعدة آليات عسكرية وجرافتين، تساندها طائرة استطلاع، الحي الشرقي في بلدة برقين، غرب مدينة جنين. حاصرت تلك القوات عدة منازل سكنية تعود لمواطنين من عائلة عتيق، وقصر عائلة جرار الأثري، بهدف اعتقال المواطن أحمد نصر جرار، والذي تتهمه بأنه منفذ عملية قتل حاخام إسرائيلي بالقرب من مستوطنة "حفات جلعاد" العشوائية، جنوب غرب مدينة نابلس، بتاريخ 9/1/2018. اعتلى جنود الاحتلال أسطح عدد من منازل المواطنين، وسط إطلاق كثيف للقنابل الصوتية والمتفجرات، وهي تنادي عبر مكبرات الصوت: "أحمد.. سِلِّمْ نفسك، وإلا سيتم هدم الحي منزلاً .. منزلاً". شرعت الجرافتان بتجريف سقيفتين مبنيتين من الصفيح والطوب على مساحة 260م2، تستخدمان لتربية الأغنام، وتعود ملكيتهما للمواطنين: مصطفى عبد الرحمن عتيق، وشقيقه حسن. وخلال تلك العملية، تجمهر عشرات الأطفال والفتية في الحي، وفي منطقة الهدف المتاخمة لبلدة برقين من الجهة الجنوبية الشرقية، ورشقوا الحجارة والزجاجات الفارغة تجاه جنود الاحتلال. وعلى الفور، ردّ الجنود بإطلاق النار تجاههم، ما أسفر عن إصابة (8) مواطنين، بينهم (4) أطفال، كان من بينهم الفتى أحمد سمير محمود عبيد، 18 عاماً، حيث أصيب بعيار ناري بالرأس. نقل الفتى المذكور إلى مستشفى الرازي التابع للجنة الزكاة في المدينة لتلقي العلاج، وأدخل غرفة العمليات، إلا أن جهود الأطباء فشلت في إنقاذ حياته، وأعلن عن وفاته في حوالي الساعة 10:10 مساء اليوم نفسه. وذكرت المصادر الطبية في المستشفى المذكورة أن العيار النار ألذي أصاب عبيد استقر في الدماغ.

هذا وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت في حوالي الساعة 4:30 فجر اليوم المذكور أعلاه قرية الكفير، جنوب شرق مدينة جنين. دهم أفرادها العديد من المنازل السكنية بعد خلع أبوابها الخارجية بواسطة ماكينة ضغط، واعتلوا أسطحها. حاصرت تلك القوات منزل عائلة المواطن وليد ذيب الرشيد، وطالبت سكانه بالخروج منه، وتسليم أنفسهم لها. وبعد خروجهم، احتجزوهم في الطابق الأول من منزل المواطن نور الدين روحي راشد عواد، والذي يستأجره من المواطن خالد ارشيد، وقاموا بإطلاق الصواريخ من أسلحة محمولة على الأكتاف تجاه كهف وتفجيره، ثم أطلقوا عدة قذائف نحو أبواب مخازن لبيوت قديمة بجانب المنزل، وفجروها. وبعد ذلك شرعوا بالمناداة عبر مكبرات الصوت المثبتة على الآليات المواطن أحمد نصر جرار، بالخروج وتسليم نفسه لها.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يتابع بقلق عميق تدهور الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وينظر بخطورة بالغة، إلى استخدام القوة المميتة ضد مدنيين عزل، مشاركين في تظاهرات سلمية غير عنفية، بما بخالف معايير القانون الدولي الإنساني. وإذ يدين المركز استخدام قوات الاحتلال للقوة المفرطة والمميتة غير المتناسبة ضد المتظاهرين، فإنه يرى أنها نتيجة الضوء الأخضر للاحتلال بعد القرار الأمريكي بإعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ما يمثل اشتراكاً مباشراً في جريمة عدوان ويهدد السلم والأمن الدوليين بشكل مباشر.

يدعو المركز المجتمع الدولي والهيئات الأممية للتدخل لوقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته المتصاعدة، والعمل على توفير حماية دولية للفلسطينيين في الأرض المحتلة. ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد