قادة الموساد: هكذا تطورات علاقتنا مع المتمردين في جنوب السودان

الموساد يقيم علاقات مع دول وجماعات متمردة

نشرت قناة التلفزة الإسرائيلية الثامنة مؤخرا سلسلة وثائقيات حول جهاز الموساد، تناولت تاريخه وطابع عملياته ومجالات عمله، ودوره في بناء العلاقات السرية بين إسرائيل ودول وجماعات لم تكن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وقد ركز الفيلم بشكل خاص على دور الموساد في بناء العلاقة التاريخية بين إسرائيل ومتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون غارنغ.

يقول القيادي السابق في الموساد: "عام 1969، طرق جون غرنغ باب إحدى سفاراتنا في أفريقيا وطلب أن تقدم إسرائيل له المساعدة في الحرب على السودان، فطلب منه رئيس الموساد تسفي زامير القدوم لإسرائيل واصطحبه معه إلى ديوان رئيسة الحكومة غولدا مائير التي وافقت على تقديم المساعدة لمنظمته.

ويضيف إلفر: وافقت إسرائيل على طلب غارانغ من أجل الحصول على مساعداته في المقابل، فقد استغل الموساد استغل العلاقة مع الدول والأقليات والمنظمات التي حصلت على مساعدة إسرائيل في توظيف إقليمها في تنفيذ عمليات استخبارية ضد دول وأطراف هي في حالة عداء مع إسرائيل وهذه الدول وتلك الأقليات والمنظمات أيضا. ويشير أنه على هذا الأساس تولدت العلاقة بين إسرائيل والحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان.

وحول دوره في مساعدة المتمردين في الجنوب السوداني يقول إلفر: تم تكليفي بإصدار صحيفة خاصة بالمتمردين في جنوب السودان، وحصلنا على عناوين عدد كبير من الصحفيين والدبلوماسيين من أجل التواصل معهم لإطلاعهم على مسوغات التمرد ومحاولة إقناع دولهم بدعمه

أما دفيد بن عزرائيل، الضابط في شعبة العمليات التابعة للموساد والمعروفة بـ "قيساريا"، فيقول:وصلت للسودان عام 1969 للأشراف على تدريب المتمردين وتزويدهم بالسلاح ومحاولة إكسابهم خبرات قتالية من أجل مساغلة الجيش السوداني، وذلك بهدف إيذاء مصر، حيث أن 30 ألف جندي سوداني كانوا يرابطون على الضفة الغربية لقناة السويس، وكان هذا هدفنا من دعم المتمردين في جنوب السودان، لم نأت لجنوب السودان من اجل عيون الناس هناك، بل من أجل تحقيق مصالحنا القومية.

ويضيف: قمت بتشكيل كتيبة من 1000 مقاتل من عناصر الجبهة الشعبية لتحرير السودان، وقمنا بتدشين مسار لهبوط الطائرات من أجل نقل التسليح لهم. وقمنا بتديب عناصر الكتيبة على تنفيذ عمليات في العمق السوداني، حيث قمنا بنصب كمائن مسلحة وتفجير جسور، بهدف تشويش مسار الحياة في السودان.

ويضيف متباهيا: " لم يكن يعلم السودانيون والمصريون يعلمون أن ثلاثة من عناصر الموساد، مزودين بمسدسات وكاميرات فقط هم الذين يقفون على ظهرهم ويوجهون العمليات التي أرهقت السودان وأثرت على قدرات مصر، حيث اضطر السودان لسحب قواته من السويس.

نقلاً عن صفحة الباحث والصحفي د. صالح النعامي

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد