كبديل لغاز "بروميد الميثايل"
خاص: مزارع غزة تتجه للاستغناء عن المبيدات المحظورة
نجح مزارعو غزة في كسر الحظر الإسرائيلي المفروض على دخول المبيدات الزراعية إلى القطاع منذ سنوات بداعي "الاستخدام المزدوج"، إذ عثروا على بديلٍ أقل كلفة وأعلى فاعلية منها.
"تطعيم الخضار"، هي تقنية جديدة بالنسبة لغزة، تعود أصولها لليابان وكوريا مع بدايات العام 1920، حيث تعمل على زيادة مناعة الأشتال، وتقنن من استخدام المبيدات.
والتقنية المبتكرة، تقوم على تركيب صنف من النباتات (نمو خضري) لخصائصه وصفاته على صنف آخر (أصل جذري) من نفس العائلة النباتية، للحصول على نبات جديد ذو مجموع جذري قوي قادر على نقل العناصر الغذائية من التربة إلى المجموع الخضري بكفاءة عالية وتحمل خصائص وصفات أكثر مقاومة وقدرة على مواجهة ظروف التربة وأمراضها.
بديل لغاز سام
المهندسة حنين عوض أخصائية وقاية وإنتاج نباتي، أوضحت أنها لجئت لاستخدام تقنية تطعيم الخضار، كبديل لتجنب استعمال غاز "بروميد الميثايل".
وكشفت الأخصائية عوض أن غاز "بروميد الميثايل" محرم دوليًا، مشيرةً إلى أن العديد من الدول وقعت على منع استخدامه وفرضت حضراً على إنتاجه.
ويتم إنتاج الأشتال المطعمة داخل غزة، فيما يجري استيراد البذور المهجنة من الخارج؛ كونها تحمل مواصفات عالية جداً مقاومة لظروف التربة، بحسب الأخصائية.
وأُنشِأ في قطاع غزة، مختبرات زراعية خاصة، لإجراء بحوث على بعض النباتات والبذور، وإمكانية تطعيمها ودراسة ناتج الثمار للوقوف على خصائص جديدة للنباتات المُطعمة.
وحول فوائد تقنية تطعيم الخضار، قالت حنين عوض إن : "عملية التطعيم لا تشكل أي خطر على صحة الإنسان، وتقلل من استخدام الأسمدة وقد تمنعها نهائياً وتمكن المزارعين من التغلب على مشاكل التربة وملوحتها".
كما تعمل -بحسب عوض- على اختصار الوقت والجهد على المزارعين، وكذلك تحسين نوعية الثمار، وتزيد عددها وحجمها وبالتالي زيادة في معدل إنتاجها.
وخلال جولة في المناطق الشرقية جنوب قطاع غزة شارك فيها مراسل (سوا)، أطلع طاقم من المهندسين الزراعين على الأصناف المطعمة من النباتات والتي قد تتحمل العيش في الظروف البيئية، والتي لا تصلح أن تعيش فيها غير المهجنة.
يذكر أن تلك المناطق تفتقر لزراعة أنواع عديدة من النباتات؛ نتيجة ارتفاع نسبة الأملاح في المياه الجوفية، وعدم ملائمة التربة لها.
وخلال الجولة، تحدث إلينا المزارع الستيني أبو هاني مهنا، عن معاناة أرضه التي تصل نسبة الملوحة في مياهها إلى أكثر من 2500 جزء من المليون (أي ملليغرام / لتر)، موضحًا أنها نسبة عالية جداً، لا تصلح لزراعة أصناف من النباتات مثل الخيار والبطيخ والشمام.
وأشار إلى أن منطقته تفتقر لمثل تلك الأصناف، إذ يسعى المزارعون دومًا لإيجاد طرق بديلة لزراعتها، وتزويد الأسواق بمنتجات محلية تمكنهم من زيادة الدخل وتوفير فرص عمل.
وقرر المزارع أن يلجأ لتلك التقنية، بعدما طلب من أصحاب مشتل "المشاتل الخضراء" منحه عينة للتجربة، علها تنقذه وأرضه.
الزراعة تُشجع
بدوره، شدد أدهم البسيوني رئيس قسم المكافحة المتكاملة في وزارة الزراعة، على أهمية تطوير مشروع تطعيم الخضار، لما له أثر على تعزيز كمية ونوعية الإنتاج.
وأوضح أن التقنية أخذت بالانتشار في القطاع، مبينًا أنها مكّنت المزارعين من الحصول على نبات جديد ذي مجموع جذري قوي، قادر علي نقل العناصر الغذائية من التربة إلى المجموع الخضري بكفاءة عالية مع تحمله لمشاكل التربة.
ولفت البسيوني إلى أن الاتجاه حالياً في الزراعة يُبتكر نحو تعزيز قدرة النباتات على التعايش مع الظروف البيئية الصعبة ومقاومة أمراض التربة المختلفة ومنها النيماتودا والفيزاريوم.