غزة: تنظيم حفل توقيع اصدار شعري بعنوان " أشياء لا تكتمل"
احتفى مركز غزة للثقافة والفنون، اليوم ، بتوقيع الإصدار الشعري "أشياء لا تكتمل" للشاعر علاء الغول.
وجرى حفل توقيع الاصدار، بقاعة مؤسسة المسحال ضمن مبادرة مساءات إبداعية، الدورة الثانية، بدعم وتمويل من برنامج الثقافة والفنون بمؤسسة عبد المحسن القطان، بحضور ضيوف اللقاء الكاتب/عبد الكريم عليان، والشاعر/خالد شاهين، وحين أدارت اللقاء الاعلامية ديانا كمال ومشاركة الفنان أيمن أبو عبدو.
وقال رئيس مجلس إدارة مركز غزة للثقافة والفنون أشرف سحويل: نلتقي بحفل اصدار أدبي جديد للشاعر علاء الغول يضاف للمكتبة الفلسطينية والعربية لشاعر بات من رمز الشعر الفلسطيني المعاصر في المشهد الثقافي الفلسطيني.
وأردف: يضاف اصداره "أشياء لا تكتمل"، والتي سبق أن طالعنا الكثير منها، لكن شاعرنا يتفرد بغزارة إنتاجه الادبي الابداعي اليومي بشكل ملفت وهذه دعوة للكتاب والنقاد لدراسة أشعاره وبتفرد للغوص في غمار نصوصه الابداعية ونحن بدورنا في مركز غزة للثقافة والفنون نحرص كل الحرص على تقديم الابداع الفلسطيني للمشهد الثقافي والتعريف به بشكل مستمر على أسس مهنية ضمن الخطط التي يضعها المركز بشكل تنفيذي مع تقييم كل تجربة يتم تنفيذها بهدف الارتقاء دوماً بالمشهد الثقافي.
وأشار سحويل الى أن هذه الأمسية الثالثة ضمن سلسلة المساءات الإبداعية في دورتها الثانية التي ينفذها المركز، وينظمها بمشاركة عدد من الشعراء والكتاب لمختلف الأجيال، مثمنا دور برنامج الثقافة والفنون بمؤسسة عبد المحسن القطان على دورهم الواضح في دعم الابداع والمبدعين في فلسطين.
بدوره، قال الكاتب عبد الكريم عليان: لا أعتقد أن كثيرا منا يعرف ما هو "الدوبيت"، ولو سألنا الشعراء في غزة إن كانوا يعرفون ما هو الدوبيت؛ فكم إجابة نتوقعها منهم؟ وأنا أيضا من قبل "أشياء لا تكتمل" لم أكن أعرف، وإن سبق أن مررت سريعا على معناه، فقد نسيته لندرة تداوله، وشاعرنا علاء يقدم لنا في ديوانه اثني عشر "دوبيتا"، اثنتي عشرة أيقونة جميلة وساحرة وعذبة توسطت الديوان في محاولة من الشاعر لإحياء هذا التراث النادر.
وبين أن الدوبيت ضربٌ من الشعر الثنائي اشتهر به سكان المناطق الرعوية في السودان، وهو شبيه بالزجل، أو ما يشابهه في الفولكلور البدوي لدينا بما يسمى "البَدِعْ" أي من الإبداع على أساس ارتجالي من بيتين من الشعر فقط. ويتم بين اثنين يطارحان بعضهما شعرا على أساس كل منهما يطرح بيتين من الغناء. وأصل التسمية فارسية من (دو) أي اثنين، وللتفريق بينه وبين الرباعية، حيث يتكون "الدوبيت" من قصيدة غنائية طويلة مكونة من مقاطع صغيرة تتألف من بيتين من الشعر.
وأضاف: شاعرنا علاء اعتاد على كتابة الشعر يوميا، كراهبٍ أو كاهنٍ لا همّ له سوى تأدية الصلاة، وكلما زاد في العبادة، كلما اقترب من الوصال الذي يبتغيه، لكنه لا يكتمل، ولو اكتمل لما استمر في صلاته وعبادته.. وهذا هو علاء لن يغادر محراب الشعر، يصلي يوميا بقصيدة أو أكثر يعلقها لنا على كعبة الشعر، وسوق الثقافة، لننهل منها الحب والحكمة والأمل تهذيبا للنفوس وحفظا للهوية والطقوس؛ فحان لنا أن نحتفي به شاعرا عاشقا معشوقا صوفيا رائيا معلما حكيما.
أما الشاعر خالد شاهين فقال: في هذا الاحتفال "حقيقةً" لا أرى بينكم إلا علاء، فعلاء الغول "الوديع" الإشكالي الذي ما انفك يحير الشعراء والأدباء ويحدث جلبة في الوسط الأدبي بسبب الانجازات الغزيرة والمتتالية التي يضيفها لمكتبة الشعر الفلسطينية والعربية ولا أبالغ لو قلت والعالمية أيضا.
وتابع: مبارك هذا الانجاز الهائل أبا نعيم. معتز جدا بنفسه علاء الغول. هذا الرجل الوسيم المعطر دائما برائحة المشمش والنعناع البلدي. اللامنتبه لفوضاه لأن الشعر المسكون فيه قد سرق منه الوقت كله، فعلاء أن تكتب فيعني أن تكون راعي غنم أو نبياً. وفي الحالتين: هناك رسالة حب وعشب.
وقال: علاء أن تكتب يعني أن تخرج من هذا النص عصافيرً محبوسة. تضئ طريق فراشاتٍ تائهات بين شجر "الازكادنيا" يعني أن تمسك بيدي امرأةٍ منسية في طريق الحب وترقص معها. تدرب صغار النوق على الصبر المر وطهي الشمس الطازجة وتُعدُ المساءات المهيأة للتحليق والتزاوج بين اللغة العربية وأنثى الجمل. جاهزٌ أنتَ لحرق روحك والنصوص قصيرة النفس. فقل لامرأةٍ حائرة من "زرع شجرة تناحة في عقلك" أن تكتب يعني أن أمرر اسمك تحت لساني مثل حبة "cordil" وتذوب الشهوة في محيط الفكرة العابرة، أن تكتب: يعني أن أتعلم على يديكَ كيف الماء يسقي الشعر ليظل النص ناضجاً وأخضر.
وأضاف شاهين: أن تكتب يعني أن توقظ كل فقراء العالم من كوابيسهم وتمهد لهم الطريق إلى الجنة ويزدحم الفردوس. أن نكتب: يعني أن تسمع للبحر خوار. للحوت مواء. حشرجة في وتر العود. صدى سوط على ظهر الليل. نقر أصابع قلقة لامرأة تعد الخبز والحب لرجلِ على أبواب الخمسين. أن تكتب يعني أن تُحدق أكثر في وجهِ امرأةٍ من نعنع تضفي للماء نكهة ليمون، وبإصبعين تذوب الروح والسكر".
من جهته، تساءل الروائي غريب عسقلاني في مداخلة سريعة، هل الشعر صناعة ام موهبة؟ ويتساءل عن هذا التساؤل ويريد من الشعراء والقراء إجابة شافية نظرا لكثرة الشعراء ومتي يكون الشعر حقيقيا.
ونقتطف من مشاركته:
تترنح الساعاتُ
تفقدُ من وزنها في تكةٍ أو ما يشاءُ الانتظارُ
هنا المقاعدُ فارغة
وأنا الوحيد المنتظر والعابرون يشوشون الصمت
ينتعلون ظلي المُندلق و أنا أراقبُ فوق سلك الكهرباء
طيور صيفٍ متخمة وكأنني من يملكُ التفسير للأشياء
جنبي مجلسك بل في يدي هذي سأشعر
كيف تمسحُ رعشة جسدك
وننسى أننا في مقعدٍ عند المحطة
أو نجرب ُ كيف تحملُنا المقاهي
في أماكن لم نرتبها معاً
لا تنتهي الأحلام تعصرني وتتركُني
كرحمٍ عاقرٍ لا ترحمُ الأحلام تجعلُني
على شفة اليقين وفجأة
الوقت يترك لي عقارب فارغة
وأنا البعيدُ بما لدي وأنت ذاكرتي الأنيقةُ
والتذاكرُ والسفر.