أبو عيطة: مستعد للتنازل عن استحقاقي الوظيفي من أجل المصالحة
أبدى نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح فايز أبو عيطة استعداده للتنازل عن موقعه كموظف درجة عليا بالسلطة الوطنية في سبيل اتمام المصالحة.
وأكد أبو عيطة أن الموضوع الوطني هو الشغل الشاغل للقيادة الفلسطينية خاصة في ظل المؤامرة التي أحيكت في الظلام ولم نتوقع أن تكون بهذه الوقاحة والتي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واعتبر خلالها القدس خارج موضوع التسوية وليست مطروحة على الطاولة.
ولمح أبو عيطة خلال لقاء حواري نظمته نقابة الصحفيين الفلسطينيين في غزة بحضور نائب نقيب الصحفيين الدكتور تحسين الأسطل، ولفيف من الأكاديميين والمفكرين والصحفيين، وإدارة الصحفي والكاتب ناصر عطاالله، إلى سعادته بالموقف الأمريكي كونه اختصر علينا (أربعة أو ثماني سنوات قادمة) من الخداع , ووضعنا أمام مسؤولياتنا لترتيب أوراقنا ووضعنا الداخلي.
وأشار أبو عيطة إلى أن تمسك المدراء والوكلاء بمناصبهم لا يمكن أن يدفع عجلة المصالحة للأمام قائلا:” يجب أن نتنازل من أجل شعبنا وقضيتنا".
وقال: "علينا ان نتنازل من أجل العمال والخريجين والشباب، فكيف يهون علنا هذا الشعب المناضل بهذه الطريقة ونحن نعيش تحت مأساة الحصار الظلم والاحتلال”.
وأشار أبو عيطة إلى أن ترامب كشف الحقيقية الأمريكية بشكل واضح وأنهى هذا الخداع لنعمل سويا على إعادة صياغة برنامجنا الوطني والسياسي ونبدأ عهدا جديدا.
وشدد أبو عيطة على أن الرعاية الأمريكية خلال السنوات الماضية كانت منحازة وفاشلة ونحن الآن أمام عهد جديد يتلخص في عدم رفض خيار المفاوضات ولكن يجب أن يكون مشروطا على أساس الاعتراف بحدود الرابع من حزيران والقدس عاصمة لدولة فلسطين.
وأضاف:” لسنا مستعدين أن نضيع المزيد من الوقت لأن إسرائيل تريدها مفاوضات إلى الأبد لنصل للإحباط والملل ويتم فرض الحلول علينا لاحقا”.
وبخصوص ما يروج له تحت مسمى “ صفقة القرن ” قال أبو عيطة :” لم يطرح علينا الامريكان حتى الآن أي صفقة , والرئيس قال بشكل واضح أن لا مانع بأي صفقة قائمة على قرارات الشرعية الدولية المبنية على أساس حل الدولتين” نافيا في نفس الوقت أن يكون العرب شركاء لأمريكا في ما يتم الترويج له من صفقة بشأن القضية الفلسطينية.
وفي موضوع المصالحة أوضح أبو عيطة أنها العمود الفقري للجسم الفلسطيني وأن الوحدة هي طريق الانتصار ويجب اعادة الاعتبار لهذا المسار المهم والمفصلي.
وأكد أبو عيطة في نفس الوقت على أهمية الزيارات التي يقوم بها المسؤولين في حركة فتح لقطاع غزة بالتزامن مع استمرار الجهد المصري المقدر في هذا الملف.
ودعا أبو عيطة حركة حماس لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في العاشر من ديسمبر الماضي في القاهرة منوها إلى أن هذا الاتفاق تطرق إلى قضايا وتفاصيل لم يتم البت فيها سابقا ومنها موضوع الإيرادات والجباية وموظفي حماس في غزة ووضع حلول عملية لها.
واستدرك:” لكن لو لدينا إرادة جدية وقوية وقادرين على أن نعمل بضمير فسنتجاوز كافة العقبات ولكن للأسف هناك بعض المعيقات وانتهى شهر ديسمبر ولم تتمكن السلطة من استلام الجباية والايرادات وممارسة عملها بشكل كامل في قطاع غزة".
ونوه أبو عيطة إلى أن التزام حماس بما تم الاتفاق عليه في القاهرة هو المخرج من أزمة المصالحة قائلا:” يجب أن لا تتردد حماس في هذه المسألة فالوطن أهم من الجميع , ولن يستطيع أحد أن يعتدي على حقوق الموظفين , ولكن هناك لجنة إدارية مختصة بهذه القضية , ولن يتم ترك أحد في الشارع “ مشددا على ضرورة أن تسود ثقافة التنازل والعمل لمصلحة الوطن والالتزام بما تم الاتفاق عليه في العاشر من ديسمبر بالقاهرة وتنفيذه بحذافيره لأنه المدخل والمفتاح لحل كافة القضايا.
وجدد أبو عيطة تأكيده على موقف القيادة ممثلة بالرئيس محمود عباس برفض أي دور أمريكي في التسوية ما لم تتراجع أمريكا عن موقفها بشأن القدس مؤكدا أن لا حل ولا أمن ولا استقرار في المنطقة دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف.