بالصور: مهندس غزي ينجح في بناء المنازل دون الحاجة للإسمنت

241-TRIAL- غزة / خاص سوا/ يوماً بعد يوم تزداد قناعة مشردي ومنكوبي العدوان الاسرائيلي في غزة بأن عملية إعادة بناء منازلهم المدمرة ستطول طالما بقي الحصار مفروضاَ على قطاع غزة، واستمرار العمل بخطة المبعوث الاممي لعملية السلام روبرت سيري لاعادة الاعمار.
فغزة التي تعاني من أزمة سكنية حادة منذ سنوات طويلة تخللها تدمير ممنهج من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي للمنازل خلال الحروب الثلاثة التي شنت على قطاع غزة خلال الست سنوات الماضية، تحتم على سكانها التفكير في طرق بديلة لبناء منازلهم المدمرة.
وفي محاولة للتغلب على تلك الأزمة والمعيقات الإسرائيلية التي يرى البعض أنها بحاجة لأشهر طويلة إن لم يكن سنوات للتغلب عليها مع الجانب الإسرائيلي، نجح مهندس فلسطيني في ابتكار مواد أولية لصناعة الطوب دون الحاجة للإسمنت الذي يعد المادة الأساسية المستخدمة في بناء المنازل بغزة.
طوب محلي
وتقوم فكرة صناعة الطوب على تقنية خاصة توصل إليها المهندس "عماد الخالدي" بعد عدة دراسات تعتمد على مزج مادة الـ"كركار والرمل" وتعالج تحت الضغط، لتخرج بهيئتها النهائية والتي يتم بها بناء المنازل البديلة.
وبين الخالدي في حديث خاص لوكالة (سوا) الإخبارية، أن العديد من التجارب والاختبارات أجريت على الطوب المصنع، وأثبت فعاليته وقدرته على البقاء لآلاف السنين، حيث أنه والفريق العامل معه راعوا عوامل الطقس التي تمر بها الأراضي الفلسطينية طوال العام من رطوبة وأمطار وحرارة.
وأشار إلى أن النموذج المحلي للبناء والذي توصل إليه ونفذ أول وحدة منه عام 2008، أثبتت فعاليتها، مؤكداً أنه اتصل بالعديد من الجهات الرسمية وغير الرسمية من أجل المساهمة في حل مشكلة البناء التي يعيشها قطاع غزة لا سيما بعد الحرب عام 2008-2009.
تعديلات وتحسينات
ولفت إلى أنه أدخل تعديلات وتحسينات على صناعة تلك المنازل، حيث يتم إنتاجها بـ 5 تقنيات حالياً، مشدداً على أن المواد الأولية لصناعة ذلك الطوب متوفرة في قطاع غزة بكثرة ولا يحتاج القطاع لاستيراد أي من تلك المواد من الخارج.
وأوضح المهندس الخالدي أن بناء تلك المنازل يمكن الاستفادة منها في تعمير المناطق العشوائية والحدودية، ناهيك عن الأماكن السياحية كالمطاعم والمساجد، حيث أن تكلفة بنائها أقل من تكلفة بناء المنازل من الاسمنت.
وقال إنه بالطريقة التي ابتكرها للمساعدة في حل مشكلة السكن في غزة لا ينفي حاجة القطاع للإسمنت، بل هو مطلوب وقطاع غزة بحاجة إليه وهو الأساس، ولكنه طرح الفكرة التي توصل إليها للتغلب على إيواء الأسرة المشردة وبناء منازل تكون بديلة في ظل عدم توفر مواد البناء الأساسية.
وكشف الخالدي عن تواصل بعض الجهات معه بخصوص الفكرة، إلا أن تلك المحاولات بقيت في إطار الاتصالات والاطلاع على الفكرة دون الاتفاق على تطبيقها على أرض الواقع، في ظل أن ذلك يحتاج إلى قرار رسمي.
أرقام صادمة
هذا وكانت وثيقة رسمية بينت أن عدد المباني التي دمرت كلياً تبلغ 12 ألف وحدة سكنية، وألفين وحدة تحتاج إلى تدعيم عاجل، و10 آلاف متضررة بشكل بالغ، ونحو 60 ألف بشكل طفيف ومتوسط، إضافة إلى 98 مبنى عام، و75 كيلومتر من الطرق الرئيسية والفرعية.
وذكرت أن إعادة اعمارها يحتاج إلى مليون ونص طن من الاسمنت  و227,600طن من الحديد، والحصمة بجميع انواعها 4,922,000طن، فيما بلغت اجمالي الكمية المطلوبة من البيسكورس 1,750,000طن، وإجمالي الكمية المطلوبة من البيتومين 30,000 طن.
وذكرت الوثيقة أن نحو 12 ألف وحدة سكنية دمرت بشكل كلي خلال عدوان 2014 وما تبقى من الحروب السابقة، مشيرة إلى أن كمية الاسمنت المطلوبة للوحدة الواحدة 100طن ليبلغ إجمالي الكمية المطلوبة الـ1,200,000.
كما قدرت الوثيقة كميات الحديد المطلوبة للوحدة ب12 طن بإجمالي الكمية بلغت 144,000 طن، فيما بلغت الكميات المطلوبة من الحصمة بجميع أنواعها 3000 طن للوحدة لتصل إجمالي الكمية المطلوبة الى 3,600,000 طن.















136
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد