ندوة سياسية في بلدة عرابة بعنوان "فلسطين بين الناصر والحكيم"

ندوة سياسية بعنوان "فلسطين بين الناصر والحكيم"

نظمت مجموعة شباب البلد مساء أمس الأحد في بلدة عرابة جنوب جنين ندوة سياسية بمناسبة الذكرى المائة لميلاد القائد القومي جمال عبد الناصر والعاشرة على رحيل حكيم الثورة الفلسطينية جورج حبش، وقد نظمت الندوة بحضور جمهور من وجهاء شباب البلدة، في قاعة الشهيد ابو علي مصطفى ببلدية عرابة.

وقد شارك في الندوة كل من الكاتب الاعلامي الأستاذ عدنان الصباح والناشط السياسي الشيخ عبد الحليم عز الدين إلى جانب السكرتير العام لمسرح الحرية مصطفى شتا، حيث تم افتتاح الندوة باستعراض تاريخ جمال الناصر وتلاقيه مع فكر جورج حبش وعن مدى التضحيات الجسام التي قدمها الرواد في سبيل تحقيق الوحدة والقومية العربية.

وقد قدم عدنان الصباح مداخلة نقدية مشيراً الى انه ورغم حجم وقيمة جمال عبد الناصر في السياق التاريخي السياسي العربي الحديث إلا أن هناك جملة من الاعتبارات يجب أخذها في عين الاعتبار عند تناول هذا الزعيم العربي المصري الكبير؛ حيث أن التجربة الناصرية غاب عنها البناء المؤسس للفكر والفلسفة الثورية، إضافة إلى تجنب النقد الذاتي والموضوعي لهزيمة ١٩٦٧، واعتمد التجربة في مصر على شخص جمال عبد الناصر، هذه الفردنة حسب الصباح في إدارة الفكر وتدويره تعمق من الهزيمة، مشيراً الى احداث مقارنة بين هذه التجربة وتجربة جورج حبش في حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية يحتاج الى ارضية معرفية معتمدة على دم جديد يفهم ماهية الهيكلية النبوية لأحداث التغيير (الحزب/الفكر/البرنامج) ومعززة بالهوية الوطنية وتستند الى اجراء التقييم شمولي لكل التجربة الفلسطينية.

ودعا الصباح إلى تحمل الجبهة الشعبية لمسؤوليتها التاريخية اتجاه إرث المؤسس الحكيم جورج حبش حيث أن تجربته قامت على العمل الجماعي وقادت للأمل.

من جهته، فقد أكد عبد الحليم عز الدين أهمية الاعتدال في الحالة الفلسطينية عند تناول شخصية تاريخية ومؤثرة كالحكيم، مع إشادته بدور جورج حبش الصادق والمرتبط يقينا بالوجدان الوطني، مستعرضاً جملة من التناقضات التي قدمها النظام السياسي العربي في إطار استخدامه للخطاب الديني في تبريره للمشاريع السياسية وتمريرها على الشعوب خاصة في مصر إبان حكم السادات، والذي شكل حسب عز الدين حالة ارتداد على كل ما حمله النظام الناصري من قيم مساندة للشعب الفلسطيني.

واختتم مصطفى شتا المداخلات بالإشارة إلى الحالة الفلسطينية تعاني من ازمة هوية وهذا ما يتطلب الاستثمار في الثقافة الوطنية، فالحكيم أكد بوضوح بأن المثقف غير الواعي سياسياً كأنما يصوب البندقية نحو صدره، وفي استذكار الرجلين فإنهما قدما نماذج جدية لتقديم مناخ ثقافي ليبرالي يساعد الأفراد على التعبير عن أنفسهم خاصة في سياق رفض الاحتلال والظلم والجهل والفساد والفقر من خلال تعزيز مفاهيم العلم والعدل والإنسانية والثقافة والوطن، مضيفاً الى الحراك الثقافي لدى اليسار العربي في مرحلة نضوجه ركزت على التمسك المنهجي بقانون الوعي المجتمعي وتوافق البنى الفوقية مع البنية التحتية وعلاقات الانتاج والقوى المنتجة، وبهذا تتمظهر المتلازمات في إطار الوعي القومي الطبقي والتي تربط بين القضية الوطنية والمضامين الاجتماعية والديمقراطية ومفهوم التحرر والاهم في بيان العلاقة بين الهوية القومية العربية والإسلام كثقافة وعمق جيوسياسي في العالم العربي.

وانتهت الندوة بمجموعة من الأسئلة وجهها الجمهور للمتحدثين، والذي وجهوا تحياتهم لعائلة جرّار في مصابها الجلل بمواجهة الاحتلال، كم تم توجيه دعوة خلال الأسبوع القادم لحضور ندوة سياسية في جنين بالذكرى العاشرة لرحيل حكيم الثورة جورج حبش.

unnamed.jpg
unnamed (1).jpg
unnamed (4).jpg
unnamed (3).jpg
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد