بالصور: غزة.. لقمة عيش في مرمى النيران

شاب فلسطيني يرشق الاحتلال بالحجارة على حدود غزة الشرقية

على وقع الرصاص الحي والمغلف بالمطاط، وتطاير قنابل الغاز، يدفع الشاب ياسر جبر عربته الحديدية التي يبيع الحلوى عليها، نحو الحدود الشرقية لقطاع غزة ، حيث مكان المواجهات بين عشرات الشبان وجنود الاحتلال الإسرائيلي.

ياسر كغيره من الباعة المتجولين، يبحث عن أي مكان يتجمع فيه الناس من أجل توفير لقمة عيشه، في ظل ظروف كارثية تمر بها غزة؛ نتيجة النسبة العالية للبطالة وشُح فرص العمل.

ويقول ياسر الذي أنهى دراسته الجامعية عام 2012 لمراسل ( سوا) : "لم أتمكن من الحصول على فرص عمل كريمة بعد دراستي الجامعية، وها انا أتنقل بين الشوارع والساحات حتى وصل بي الحال إلى هنا (يقصد الحدود الشرقية)".

ولم يتوقع ياسر يومًا أن يضطر للذهاب إلى مكان خطر كهذا من أجل رزقه ، قائلا إن : "قسوة الحياة أجبرتني على التفكير في أي وسيلة مهما كانت".

وتابع: "أرى جنود الاحتلال بأم عيني على بعد أمتار قليلة ، وأشعر أني معرضًا لرصاصاتهم بأي لحظة، لكن رغم ذلك، لن أستسلم للظروف، وسأذهب لأي مكان أجد فيه رزقي".

واختتم ياسر حديثه بتوجيه رسالة إلى كل أحرار العالم، بأن ينظروا إلى الوضع السيء الذي يعيشه شباب غزة، وألا يترددوا في مساعدتنا بتوفير الحد الأدنى من حقوقنا.

120118_MO_00 (38).jpg
 

ومنذ القرار الأميركي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل بالسادس من شهر ديسمبر/ كانون أول الماضي، يخرج الشبان الفلسطينيون على نقاط التماس للاشتباك مع الاحتلال في جميع المحافظات، بما فيها قطاع غزة.

واستشهد 10 فلسطينيين، وأصيب الآلاف منذ بدء المواجهات على حدود غزة وحتى الآن ، احتجاجا على قرار ترامب.

ولم يكن حال ياسر أفضل من الثلاثيني إبراهيم عمر، والذي يجلس ساعات طويلة جوالًا في المكان، منتظرًا صوت منادٍ من بعيد "أريد سجائر".

ويُعيل بائع السجائر إبراهيم أسرة مكونة من خمسة أفرد، وخلال حديث مراسل (سوا) معه بهذا السياق، قال : " أنا مستعد للذهاب إلى أي مكان من أجل تأمين قوت زوجتي وأولادي، حتى لو كان الثمن حياتي".

"لا أظن أن أحدا يشعر بالظلم الذي نتعرض له، وسوء الحال الذي نمر به، فهل لأحد يتخيل ان نحول ساحة موت إلى مكان لكسب الأرزاق"، يضيف.

وحمل إبراهيم بلسانه كلمات شريحة كبيرة من شباب قطاع غزة، مناشدًا فيها المسئولين عن هذا الشعب "بأن يتقوا الله فينا، وأن يخلقوا الحلول لإيقاف المعاناة اليومية التي نعيشها".

120118_ASH_00 (50).jpg
 

وحسب إحصائية صادرة عن اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، فإن80% من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر، فيما وصلت نسبة البطالة لـ50%، أما نسبتها بين فئة الشباب والخريجين فبلغت 60%. .

ولا يزال ربع مليون عامل عاطلين عن العمل، ولا يجدون فرصة سانحة لذلك، بسبب الحصار والحروب والانقسام، وما تبع ذلك من آثار خطيرة على مناحي الحياة..

وفي مكان ليس ببعيد، الفتى أحمد ظاهر (17 عامًا) من مخيم جباليا شمال القطاع، يتجوّل بعربته التي يمُد عليها "الكعك"، على بعد أمتار من قناص الاحتلال.

ويقول الفتى ظاهر لمراسل" سوا" : "والدي توفي قبل 10 سنوات ، وهو ما جعلني أتحمل مسؤولية كبيرة في إعالة عائلتي".

وأضاف : "بعد الفجر أتجول بين المنازل، ثم أذهب إلى السوق من أجل استكمال بيعي ، وبعدها أذهب إلى الحدود في مكان تجمع الشبان".

وأوضح أنه يذهب إلى الحدود الشرقية بشكل شبه يومي، رغم ما يُشكله ذلك من خطر على حياته، مشيرًا إلى أنه يختنق بشكل متكرر؛ جراء استنشاقه للغاز المسيل للدموع الذي يطلقه جنود الاحتلال ، "وذلك لا ولن يجعلني أتراجع عن كسب قوت يومي"، يختم الفتى ذو السبع عشرة ربيعاً .

 


 

IMG_0503.jpg
IMG_0494.jpg
IMG_0479.jpg
IMG_0443.jpg
IMG_0442.jpg
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد