2014/11/16
247-TRIAL-
في مثل هذا الأيام قبل ست وعشرين عاما وقف الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد ممسكا بيد الأخ القائد أبو عمار وملوحا معه شموخا واعتزازا تواصلا مع الآلاف من أبناء الشعب العربي الجزائري البطل في قصر المؤتمرات حيث ينعقد المجلس الوطني الفلسطيني في دورته العشرين، دورة الانتفاضة _ دورة الشهيد القائد الرمز أبو جهاد ويعلنان علي الملأ وثيقة إعلان الاستقلال ويصطف إلي جانبهما كل قيادة الثورة الفلسطينية بكل فصائلها وأحزابها واتجاهاتها وتياراتها السياسية والفكرية والدينية وكل هيئاتها ومؤسساتها النضالية العاملة ويحيط بالجميع كل قلوب المحبين والمخلصين والأوفياء للعهد والقسم والقضية والمسيرة النضالية وكل الأصدقاء والأحرار في العالم ومن كل مكان في العواصم والمدن والقرى والأحياء حيث يتواجد الأحرار وفي المقدمة كل الشعب الفلسطيني داخل الوطن حيث جماهير الانتفاضة المباركة نشغل مشاعل الكبرياء والشموخ والمواجهة والتحدي وتكتب بالدم معاني الاستقلال دلالاته وترسم بالعطاء والبذل معالم طريق الغد طريق العودة وبناء الوطن وتغرس بالعرق والجهد والإخلاص أغراس الحرية والنصر والاستقلال وت فتح القلوب رحبة عامرة بالمحبة والوفاء وتسجل في سفر الخلود والبقاء والانتصار حق الشعب العربي الفلسطيني في العيش علي أرضه وفي رحاب وطنه حرا كريما مستقلا فاعلا يضع قواعد البناء والعمل والتقدم ويؤسس قواعد الدولة المستقلة الواعدة وعاصمتها القدس الشريف وبقيادة طلائعها المجاهدة داخل الوطن وخارجه وبقيادة زعيمها ياسر عرفات "ابوعمار" ومعه رفاقه الأحرار وشعبه الذي يصفه دائما أكبر من قياداته في مثل هذه الأجواء انطلق صوت ياسر عرفات يعلن وثيقة الاستقلال ويرتفع مع النداء علم فلسطين إلي جانب علم الجزائر العزيزة المجاهدة وتهتف القلوب وتهتز الأفئدة فرحا وطربا وعشقا وأملا وتنهمر الدموع ودموع الفرح والتحدي والصبر والأمل وترفرف الأيدي عاليا، موحدة عالية ياسر عرفات والشاذلي بن جديد وجورج حبش ونايف حواتمة وأبو الأديب والشيخ عبد الحميد السايح رئيس المجلس الوطني وكل القيادة الجزائرية وكل السفراء وكل الأحرار الذين وفدوا من العواصم العربية والعالمية وسجلت كاميرات التليفزيون العالمية سيول الدموع المتدفقة من الجميع وفي المقدمة الوفود الإعلامية التي اعتادت مشاركتنا مجالسنا الوطنية وتفتيش معنا آمالنا وآلامنا وتسجل آلات التسجيل عن قرب وعن بعد مشرحات الصوت وبكاء الرجال والنساء من الأعضاء والحضور والقيادات وهم في فرحة غامرة وروح صافية ونفوس طيبة أنها الحرية وأنها فلسطين .
هكذا كان المشهد.. في يوم إعلان الاستقلال 15/11/1988 هذا الاستقلال الذي يكتسب معانية ودلالاته من مسيرة العطاء والبذل تلك المسيرة المتواصلة التي عبر طريقها بالدم رجال الحرية والكفاح وأقامت مجدها بأجسام الضحايا من الشهداء وشحذت المهمة بأنات الأسري وتوصيات المعاقين وزغردات أمهات الشهداء وبالإصرار والعزم والتحدي والإيمان والإخلاص من اجل ذلك اليوم الذي تقوم فيه علي أرض الوطن دولة فلسطين..
واليوم وفي الذكري السادس والعشرين للاستقلال نطرح السؤال المهم..
لماذا هذا الاستقلال وما هي دلالاته وأبعاده وما هي المعاني والمغازي من ذلك الإعلان وما دورنا ومهماتنا في مثل هذا اليوم ونحن نقوم علي أرض الوطن ونحن نشكل حكومة التوافق الوطني؟
رحم الله ياسر عرفات 120
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية