منظمة حقوقية: غزة غير صالحة للعيش اليوم لهذه الأسباب!
أكد المرصد الاورومتوسطي لحقوق الانسان ان الحقيقة المريرة هي ان غزة غير صالحة للعيش اليوم ، وليس كما قال تقرير الامم المتحدة بان القطاع لن يكون مكاناً قابلاً للعيش بحلول عام 2020.
وقال المرصد الأورومتوسطي إنه وجه خطابات عاجلة لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، والمفوض العام للأونروا، إضافة لمفوض الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، وذلك لعقد اجتماع دولي عاجل لبحث سبل وقف الإنهيار الحاصل على كافة المستويات في قطاع غزة، معتبراً أن هناك "كارثة تلوح في الأفق في قطاع غزة ما يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً".
ولفت المرصد الحقوقي الدولي في رسالته إلى أن قطاع غزة وصل إلى حالة متردية وغير مسبوقة نتيجة الحصار الإسرائيلي على مدى السنوات الـ11 عاما الماضية، فضلاً عن الإغلاق المصري شبه الدائم للمعابر، ما جعله أكبر سجن في الهواء الطلق في العالم.
وقال الأورومتوسطي إن الحصار الشديد أثر على جميع مناحي الحياة في القطاع، الذي يعيش فيه قرابة مليون و800 ألف فلسطيني معظمهم لاجئون، محذراً من أن "الشباب في غزة فقدوا الأمل في مستقبل أفضل بعد سنوات طويلة من البطالة، حيث أصبح ما يقرب من 60٪ منهم عاطلين عن العمل".
وأشار الأورومتوسطي إلى أن استمرار انقطاع التيار الكهربائي، الذي يمتد إلى 20 ساعة في اليوم، أدى إلى تعليق نظام الحياة الطبيعية بشكل خطير، وأصبح المرضى في مستشفيات غزة تحت رحمة انقطاع الكهرباء. ومؤخراً، قام عمال النظافة في المستشفيات، الذين لم يتلقوا رواتبهم لمدة أربعة أشهر، بإضراب احتجاجاً على ظروفهم المعيشية، ويقوم موظفو الخدمة المدنية بتنظيم احتجاجات واعتصامات بسبب عدم تلقي رواتبهم، ما ترك أسرهم على بطون فارغة دون طعام كافٍ.
وأضاف الأورومتوسطي، وهو منظمة حقوقية دولية مقرها جنيف، أن الآلاف من الطلاب والمرضى ما زالوا محاصرين داخل غزة مع استمرار إغلاق المعابر الحدودية في القطاع، سواء من طرف إسرائيل أو مصر، حيث يفقد عشرات الطلاب منحاً دراسية حصلوا عليها في الخارج، وفقد العديد من المرضى حياتهم في انتظار فتح أبواب غزة، ومُنع الآلاف من الغزيين في العالم من مشاركة عائلاتهم في غزة في لحظات أفراحهم أو أحزانهم بسبب عدم القدرة على السفر إليها في ظل إغلاق المعابر.
ونوّه الأورومتوسطي إلى أن 97٪ من مياه غزة غير صالحة للاستهلاك البشري، فيما تقع شبكات الصرف الصحي والمياه في غزة تحت دائرة الخطر وتوقع الانهيار الكبير في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي، ويتم ضخّ كميات هائلة من مياه الصرف الصحي غير المعالجة في البحر، مما يزيد من التلوث وانتشار الأمراض، فضلاً عن إغلاق البحر، المتنفس الوحيد لسكان غزة.
وفي ظل هذه الكارثة الإنسانية الحاصلة، طالب المرصد الأورومتوسطي في رسالته بالعمل على ترتيب قمة عاجلة تجمع كلاً من "مارك لوكوك"، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، و "بيير كراينبول"، المفوض العام للأنروا، و "كريستوس ستيليانيديس"، مفوض الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، لمناقشة مختلف الطرق لوقف معاناة الفلسطينيين في غزة وتجنب وقوع كارثة تلوح في الأفق يصعب التعامل معها في المستقبل القريب.
وختم الأورومتوسطي رسالته بالإشارة إلى تقريرٍ للأمم المتحدة، والذي كانت أشارت فيه إلى أن غزة لن تكون مكانا قابلا للعيش بحلول عام 2020، وأضاف: "الحقيقة المريرة هي أن غزة غير صالحة للعيش اليوم".