خياران أمام الأمراء المعتقلين بفندق "ريتز كارلتون"

أمراء السعودية

بعد تداول الحديث بالإفراج عن بعض الأمراء والتفاوض مع آخرين، من المعتقلين على خلفية قضايا "فساد" بالسعودية وإيداعهم في فندق "ريتز كارلتون"، وضع المعتقلين أمام خيارين؛ إما التسوية المالية مع النظام أو المحاكمة، بحسب ما أشار إليه النائب العام السعودي.

وأفرجت السلطات السعودية عن اثنين من أبناء العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز كانا ضمن المحتجزين مع آخرين في فندق ريتز كارلتون، ضمن حملة توقيفات قالت المملكة إنها تهدف إلى مكافحة الفساد.

ونقلت رويترز عن مسؤول سعودي كبير مطلع على القضية قوله إن النائب العام السعودي وافق على الإفراج عن الأمير مشعل بن عبد الله والأمير فيصل بن عبد الله بعد أن توصلا إلى تسوية مالية مع الحكومة.

ولم يذكر المصدر تفاصيل بشأن التسويات، وذكر أن النائب العام لم يتخذ قرارا بعد بشأن الإفراج عن شقيق ثالث لهما هو الأمير تركي بن عبد الله.

واحتجزت قوات الأمن السعودية نحو 200 أمير ووزير ورجل أعمال في فندق ريتز كارلتون في أوائل نوفمبر، في إطار ما وصفته الرياض بحملة على الفساد.

وأفرج عن الأمير متعب بن عبد الله، أحد أبناء الملك عبد الله ورئيس الحرس الوطني السابق، الشهر الماضي وقيل إن ذلك جرى بعد أن وافق على دفع مليار دولار للحكومة.

وذكرت صحيفة عكاظ السعودية، أنه جرى الإفراج عن 23 شخصا بعد أن توصلوا إلى اتفاقات مع الحكومة وأنه من المتوقع الإفراج عن المزيد في الأيام المقبلة.

وأضافت الصحيفة أن من لا يتوصلون إلى اتفاقات مع الحكومة سيمثلون أمام المحكمة.

خطوات التسوية

بدوره قال أحمد قطان السفير السعودي بالقاهرة، ﻹن النائب العام السعودي عضو اللجنة العليا لمكافحة الفساد، المُشَكَّلة بالأمر الملكي رقم (أ / 38) وتاريخ 4 نوفمبر 2017م، أصدر بيانًا التالي عن أعمال اللجنة حتى تاريخه.

وأضاف قطان، في بيان تلقت "مصر العربية" نسخة منه أنه "بلغ عدد الأشخاص الذين استدعتهم اللجنة (320) شخصًا، حيث تم استدعاء أشخاص إضافيين بعد البيان الصادر بتاريخ 9 نوفمبر 2017م، بناءً على المعلومات التي أدلى بها الموقوفون، وذلك لتقديم ما لديهم من معلومات إضافية".

وأكد البيان أن "اللجنة قامت بإحالة عدد منهم للنيابة العامة، وبهذا أصبح عدد الموقوفين حتى تاريخه (159) شخصًا.

وتابع: "معظم من تمت مواجهتهم بتهم الفساد المنسوبة إليهم من قِبَل اللجنة وافقوا على التسوية، ويجري الآن استكمال الإجراءات اللازمة بهذا الشأن".

وبحسب البيان قامت النيابة العامة بدراسة ملفات من أحيلوا إليها، وفقاً للإجراءات النظامية ذات العلاقة، وقررت التحفظ على عدد محدود منهم وأفرجت عن البقية.

وبلغ عدد المحجوز على حساباتهم البنكية حتى تاريخه (376) شخصاً، من الموقوفين أو الأشخاص ذوي الصلة.

وفي هذا السياق، أشار "قطان" إلى تأكيد البيان على أن الجهات المعنية ستستمر بمراعاة عدم تأثر أو انقطاع أي أنشطة متعلقة بأصول وأموال الموقوفين أو الحقوق المتعلقة بها لأطراف أخرى، لاسيما الشركات والمؤسسات، وأنه قد تم اتخاذ ما يلزم لحماية المؤسسات والشركات المملوكة كلياً أو جزئياً لأي من الموقوفين، كما تم تمكين الشركاء والإدارات التنفيذية في تلك الشركات والمؤسسات من مواصلة أنشطتها ومعاملاتها المالية والإدارية دون أي تأثير.

كما أوضح أن الإجراءات المتبعة في التعامل مع هذه القضايا تتم على مرحلتين هما:

المرحلة الأولى.. مرحلة التفاوض والتسوية

تستند هذه المرحلة نظامًا على ما قضى به الأمر الملكي، المشار إليه أعلاه، من أن للجنة تقرير ما تراه محققاً للمصلحة العامة خاصةً مع الذين أبدوا تجاوبهم معها، وبناءً عليه، فقد اتبعت اللجنة أساليب مطبقة عالمياً في التعامل مع هذه الحالات وذلك بالتفاوض مع الموقوفين بتهم الفساد لديها، وعرض اتفاقية تسوية عليهم تسهل استعادة أموال الدولة وتختصر إجراءات التقاضي التي تأخذ عادة وقتاً يطول أمده.

ومن المتوقع أن تنتهي هذه المرحلة خلال أسابيع، وتجدر الإشارة إلى أن جميع الموقوفين متاح لهم التواصل مع من يرغبون التواصل معه في هذه المرحلة، ولا يتم بأي شكل من الأشكال التأثير على إرادة أي منهم، ويحق للموقوف رفض التسوية في أي وقت قبل توقيعها، وبناءً عليه، فإنه يتم في هذه المرحلة ما يلي:

1. مواجهة الموقوف بما هو منسوب إليه، فإن أقر به بكامل اختياره ورضاه، تم الاتفاق معه على تسوية تدفع للدولة مقابل قيام اللجنة بالتوصية بصدور عفو عن حقوق الدولة عليه المتعلقة بما نُسِبَ إليه من تهم فساد، وانقضاء الدعوى الجزائية. ويتم بناء على ذلك توقيع اتفاقية تسوية تتضمن ما أُشير إليه.

2. في حال عدم التوصل إلى تسوية أو إنكار الموقوف ما نُسِبَ إليه، يتم إحالته إلى النيابة العامة لاستكمال الإجراءات النظامية بحقه.

المرحلة الثانية.. مرحلة الإحالة إلى النيابة العامة

وفيها تدرس النيابة العامة قضية المحال إليها من اللجنة وتستكمل الإجراءات النظامية المتمثلة بما يأتي:

1. مواصلة التحقيق مع المتهم ومواجهته بالأدلة والمعلومات التي توافرت عن ارتكاب لجرائم فساد وذلك وفقاً لإجراءات التحقيق التي نص عليها نظام الإجراءات الجزائية.

2.البت في أمر الإيقاف على ذمة التحقيق، فإذا كانت الأدلة تسوغ الاستمرار في توقيفه فيتم ذلك وفقاً للمدد المحددة نظاماً، والتي تصل إلى ستة أشهر وفقاً لصلاحيات النائب العام، أو يتم التمديد لمدد أكثر من ذلك في الحالات الاستثنائية بقرار من المحكمة المختصة.

3. تقوم النيابة العامة بإطلاق سراح المتهم بمجرد انتهاء التحقيق بأن الأدلة ضد الموقوف غير كافية وأنه لا وجه للسير في الدعوى ضده، وإلا يتم رفع الدعوى ضده وفقاً للإجراءات النظامية.

وأكد البيان على أن نظام الإجراءات الجزائية كفل للمتهم عدداً من الحقوق، والتي منها - على سبيل المثال- الحق في الاستعانة بوكيل أو محام في مرحلتي التحقيق والمحاكمة، والحق في الاتصال بمن يريد إبلاغه بتوقيفه، والحق في عدم توقيفه أكثر من ستة أشهر إلا بقرار من المحكمة المختصة، وأنه يحظر إيذاؤه جسدياً أو تعرضه للتعذيب أو المعاملة المهينة للكرامة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد