موقع اسرائيلي: لماذا لا يستهدف الجيش مطلقي الصواريخ من غزة؟
تساءل المعلق العسكري في موقع (واللا) الإسرائيلي أمير بوحبوط، عن القرار الاستراتيجي للجيش الإسرائيلي بعدم استهداف مطلقي الصواريخ من غزة .
وأشار بوحبوط إلى أنه على مدى الأسابيع القليلة الماضية، تم إطلاق 32 صاروخاً إلى أراضي إسرائيل من غزة، أطلقت ثلاثة منها أمس من شمال قطاع غزة ، وقد عبرت 18 صاروخاً الحدود الإسرائيلية، ولم تعترض القبة الحديدية سوى ستة منها.
وبحسب المعلق الإسرائيلي فإنه "حتى اليوم، لم ينجح الجيش في إحباط إطلاق الصواريخ، وبالتالي تظهر صور المدنيين وهم مستلقون على الأرض بعد سماع صافرات الانذار ، والجهات المسئولة في القيادة الجنوبية لا تجري مطاردة ضد الخلايا التي تطلق الصواريخ؟".
وقال الموقع :" إن أحد الأدوات الرئيسية للتعامل مع التهديد الصاروخي من غزة هو غرفة الحرب التي تُعرف بالجيش باسم "مظلة النار"، والتي الغرض منها استهداف الخلايا التي تطلق الصواريخ في الوقت الحقيقي، وإغلاق دوائر النار، ويكون ذلك من خلال استخبارات دقيقة وتحديد الأهداف إلى جانب الهجمات الجوية أو البرية والعلاقة بين مختلف الأطراف لتنفيذ هذه المهمة يشكل تحديا في حد ذاته".
واستدرك بالقول "لكن الآن يبدو أن استهداف هذه الخلايا لا يحدث، على الرغم من التوتر المتزايد ، ويرجع ذلك إلى الأولويات ، ويعتبر جمع المعلومات الاستخبارية حول هذه الخلايا الصغيرة أمراً معقداً للغاية ويتطلب موارد كبيرة ، هذا بالإضافة الى تعدد التيارات والمنظمات التي لا تتفق مع حماس ، والبنى التحتية لهذه المنظمات ليست دائما مبنية بتسلسل هرمي مألوف، وليس لديها بالضرورة سياسة واضحة, وكلما قل حجمها، زاد التحدي الذي تواجهه المخابرات العسكرية وأجهزة الأمن في الشين بيت ، وليس من الصواب أن يتم دفن معظم الصواريخ تحت الأرض وأن تطلق من قبل أجهزة توقيت التي وجهها النشطاء مقدما.
ومن المهم أن نتذكر أن جزءا كبيرا من موارد قسم الاستخبارات يركز على المشاريع الاعمال الكبيرة مثل الأنفاق، التي تتطلب قوى عاملة وميزانيات كبيرة. ويتعين على المخابرات تحديد أولويات التهديدات،* مع العلم أن القبة الحديدية سوف تعترض معظم الصواريخ التي تطلق على المراكز السكانية، مما يسمح للقيادة السياسية والجيش بالمخاطرة، وعدم متابعة كل خلية تطلق الصواريخ، وتركيز الجهود الاستخباراتية على التحديات الأخرى الأكثر خطورة. بحسب بوحبوط.
وذكر المعلق الإسرائيلي بموقع والا أن لإدارة المخاطر ثلاثة أبعاد، فالبعد الأول الذي يمكن حل المشكلة فيه يشير إلى أن القتل في هذه اعتبارات هذه المنظمات هو تصعيد واسعاً من قبل إسرائيل، وبالتالي فإن المؤسسة الأمنية حريصة على عدم استخدام هذه الأداة على الأقل في هذه المرحلة حتى لا تتدهور الامور.
أما البعد الثاني فيتعلق بموقف "إسرائيل" من حماس باعتبارها جهة سيادية في قطاع غزة، ومن المتوقع أن تفرض الهدوء.
أما الجانب الثالث فهو تقييم الحالة الأمنية. وتعتقد مصادر في المؤسسة الدفاعية أن هذه الحالة هي "مسافة الفرامل" أي الوقت الذي سينقضي حتى يتخذ فيها قطاع غزة قرارا بالعودة إلى الهدوء ويتوقف عن إطلاق الصواريخ. وكذلك فإن حماس غير معنية بالتصعيد، ومن ناحية أخرى حماس تستغل حساسية الجيش، ولا تزال تشجع وتحرض في وسائل الإعلام ضد إسرائيل وللقيام بالمظاهرات العنيفة.
في العام الماضي، فقدت حماس ستة ناشطين، من بينهم كبار القادة. وكان أحدهم مازن فقها، الذي اغتيل من قبل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وفقاً لما قاله الفلسطينيين. وفي كل رد إسرائيلي على إطلاق الصواريخ، يدمر الجيش مواقع لحماس ومستودعات الأسلحة ومراكز المراقبة والوسائل التكنولوجية ومواقع إنتاج الأسلحة. ونتيجة لذلك، فإن الوقت ليس بصالح حماس، خاصة وأنها لم تتمكن بعد من تحديد مصدر تمويل المرتبات والوقود والكهرباء والأدوية. صحيح أنه قريب من تلقي المساعدات من إيران، لكنه لم يقترب بعد من حل الأزمة.
الاستنتاج الواضح من سياسة ليبرمان هو محاولة تأجيل حملة واسعة قدر الإمكان مع استخدام أدوات تكتيكية ذكية ضد حماس. ولكن إذا لم تنتقل الرسالة في المستقبل المنظور ولا يعود الهدوء إلى النقب الغربي، يبدو أن ليبرمان لن يختار التوقف في منتصف الدرج وسيرد بقوة مختلفة عما كان في الاسابيع الاخيرة، في هذه الاثناء، وعلى الرغم من صفارات الانذار والصور الصعبة من احتفال ذكرى ارون شاؤول يبدوا ان الطريق لمعركة في الجنوب ماتزال طويلة.