خانيونس/ سوا/ طير أربعة فنانين تشكيليين، وبمشاركة نوعية من أطفال مركز نوار التربوي، رسائل حياة عبر ألوانهم، التي امتزجت فيها، اليوم الخميس، خيوط الحصار والحرب بالأمل بحياة، وغد أفضل، مشكّلة لوحة فنية نطقت نقوشها، وصرخت بأن على هذه الأرض من يستحق الحياة.

 جاء ذلك خلال افتتاح مركز نوار التربوي لجدارية ’سيدة الأرض’ بوسط شارع البحر في محافظة خان يونس جنوب القطاع، بتمويل من الحملة اليابانية لأطفال فلسطين، بحضور ممثلي عن المؤسسات الأهلية والتعليمية ولجنة اللاجئين وممثلي عن البلدية وجمهور غفير.

واختزلت الجدارية، حكاية الوطن خلال العقود الستة الماضية، والمعاناة التي مر بها شعبنا منذ أن اغتصبت أرضه.

وتربعت في الجدارية، امرأة شامخة يحيطها ركام المنازل التي دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية خلال الحروب التي شهدها القطاع خلال السنوات الست الماضية، يطوقها سياج حديدي تطير من جانبه حمامتين في رسالة رمزية لضرورة فك الحصار الخانق على أهل القطاع منذ 8 سنوات، ولتقول للعالم: إنّا شعب تواق للسلام الذي يعيد لنا حقوقنا وأرضنا، وإننا دعاة سلام وليسنا دعاة حرب.

 وفى كلمته نيابة عن الفنانين المشاركين قال الفنان محمد هيكل: إن الجدارية هي انتفاضة تشكيلية جسدتها أنامل كل من الفنان اشرف حمدان والفنان محمد طومان والفنان حسين السميري، وبمشاركة فنانين صغار من مركز نوار التربوي، ضد همجية آلة الحرب الإسرائيلية، وما اقترفته بحق شعبنا الاعزل، ورسالة جمال من شعب تواق للحرية والأمان والسلام.

من جهتها، أكدت مديرة مركز نوار نجوى الفرا خلال كلمتها هذه المعاني للجدارية. وقالت: إن الفنان الفلسطيني ابن شعبه، وينحاز إلى قضاياه. ومن الطبيعي أن يجتمع الفنانون كبارا وصغارا ليظهروا موقفهم الجمالي ضد القبح المتمثل في الاحتلال وممارساته، ويطيروا رسائل عبر ريشتهم وأناملهم وألوانهم بأن على هذه الارض شعبا رغم كل الدمار التي تعرض له سيبقى صامدا ويستطيع ان يصنع من الركام حياة، واننا شعب يستحق الحياة، وان فلسطين ستبقى سيدة الأرض ما بقى الإنسان.

 وبينت الفرا أن جمعية الثقافة والفكر الحر من خلال مراكزها المختلفة تهدف من وراء إقامة مثل هذه الجداريات إلى دعم وإثراء الثقافة البصرية والفنية المعاصرة في المجتمع الغزي، وإتاحة الفرصة للشباب الموهوب لمناقشة قضاياهم وقضايا مجتمعهم بوسائلهم وبأدواتهم الفنية لمخاطبة الشعوب بلغة يفهمونها.