مركز حقوقي الاحتلال يتعمد قتل الفلسطينيين

مواجهات مع قوات الاحتلال

يتابع المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بقلق عميق تدهور الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وينظر بخطورة بالغة، إلى استخدام القوة المميتة ضد مدنيين عزل، مشاركين في تظاهرات سلمية غير عنفية، بما بخالف معايير القانون الدولي الإنساني.

وادان المركز استخدام قوات الاحتلال للقوة المفرطة والمميتة غير المتناسبة ضد المتظاهرين، فإنه يرى أنها نتيجة الضوء الأخضر للاحتلال بعد القرار الأمريكي بإعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ما يمثل اشتراكاً مباشراً في جريمة عدوان ويهدد السلم والأمن الدوليين بشكل مباشر.

دعا المركز المجتمع الدولي والهيئات الأممية للتدخل لوقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته المتصاعدة، والعمل على توفير حماية دولية للفلسطينيين في الأرض المحتلة.

حذر من استمرار التداعيات الخطيرة للإعلان الأمريكي، كونه يؤجج المشاعر الدينية للمسحيين والمسلمين حول العالم، وليس في فلسطين فقط، ويظهر ذلك بوضوح من ردة الفعل المحلية والدولية الواسعة.

وجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

image003 (1).jpg
 

وافاد المركز ان قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت مدنيين فلسطينيين اثنين، وأصابت (111) مواطنًا بجراح، منهم (12) طفلاً، والعشرات بالاختناق بالغاز منهم (5) مسعفين، في قطاع غزة والضفة الغربية، مساء أمس الجمعة الموافق 22/12/2017، في استخدامٍ مفرطٍ للقوة المميتة ضد المشاركين في تظاهرات سلمية، فيما توفي مواطن بقطاع غزة، متأثراً بإصابته في تظاهرة سابقة. وتأتي هذه الأحداث في ظل استمرار تأجج الأجواء إثر إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل السفارة الأمريكية إليها، وهو ما شكل سابقة خطيرة تتناقض مع القانون الدولي.

وقال المركز ان سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا، لا سيما عمليات القتل، يدل أنها تجري بشكل مقصود من جنود الاحتلال، وعبر عمليات قنص مباشرة، لمدنيين في تظاهرات سلمية غير عنفية، يعزز ذلك، انتشار قناصة الاحتلال وتموضعها قبالة الأماكن التي تجري فيها التظاهرات. علمًا أنه منذ بداية هذه الأحداث لم يسجل أي إيذاء أو تهديد جدي لحياة الجنود، ومع ذلك تستمر قوات الاحتلال في جرائمها، واستخدام القوة المفرطة، غير المتناسبة، ودون تمييز، ضد المواطنين الفلسطينيين، واستهتارها بأرواحهم.

وأظهرت متابعة طواقم المركز، أن قوات الاحتلال من الواضح أنها كثفت وبقرار استخدام الذخيرة الحية، وبعضها من النوع المتفجر، في مواجهة المدنيين العزل؛ إذ ارتفعت أعداد المصابين بالأعيرة النارية شرق قطاع غزة، للجمعة الثانية على التوالي هذا إلى جانب إصابات ارتطام مباشر بالقنابل المسيلة للدموع.

image004 (1).jpg
 

ويأتي ذلك ترجمة لتهديدات الجيش الإسرائيلي، قبل يوم واحد، على لسان الناطق باسمه افيخاي ادرعي، للمتظاهرين في القطاع بأن "وصولكم للجدار ومحاولاتكم لإلحاق الضرر به يعرّضكم للخطر."

كما أطلقت قوات الاحتلال عشرات القنابل المسيلة للدموع، وعبر عربات خاصة، تجاه تجمعات المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة عشرات المواطنين بالإجهاد والتشنجات والتقيؤ والسعال وتسارع في نبضات القلب، ونقل بعضهم للمشافي فيما عولج آخرون ميدانيًّا.

ففي قطاع غزة: شهدت نقاط التماس مع الاحتلال شرق القطاع وشماله، تظاهرات احتجاج ومواجهات تنديد بقرار الرئيس الأميركي، واستخدمت قوات الاحتلال القوة ضد المشاركين فيها، أسفرت عن مقتل مدنيين فلسطينيين اثنين، وإصابة (85) مواطناً، منهم (12) طفلاً، ومن المصابين (55) بالأعيرة النارية، و(35) بالقنابل المسيلة للدموع التي ارتطمت بأجسادهم، كما أصيب العشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، بينهم 5 مسعفين، فيما تضررت إحدى سيارات الإسعاف، فيما توفي مواطن بقطاع غزة، متأثراً بإصابته في تظاهرة سابقة.

image005 (1).jpg
 

واستنادًا لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 1:00 مساء أمس الجمعة الموافق 22/12/2017، تجمع عشرات الشبان والفتية قرب الشريط الحدودي مع إسرائيل، قرب معبر ناحل عوز سابقًا، شرق حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وأشعلوا إطارات سيارات، ورشقوا قوات الاحتلال المتمركزة خلف الشريط بالحجارة، احتجاجًا على إعلان الرئيس الأمريكي القدس عاصمة لإسرائيل. واستمرت الأحداث حتى الساعة 7:00 مساءً من اليوم نفسه، ما أدى إلى مقتل المواطن محمد نبيل محمد محيسن 30 عاما سكان حي الشجاعية، نتيجة إصابته بعيار ناري أعلى الفخذ الأيسر.

وفي ظروف مماثلة، وخلال الفترة نفسها، أطلقت أطلق جنود الاحتلال قنابل مسيلة للدموع، وأعيرة نارية باتجاه المتظاهرين، الذين تجمعوا على بعد عشرات الأمتار من الشريط الحدودي مع إسرائيل، قرب معبر بيت حانون، شمال قطاع غزة، الذين بشكل متقطع، ما أدى إلى مقتل المواطن زكريا أدهم حسين الكفارنة، 20 عاما، من سكان حي الأمل ببلدة بيت حانون، بعد إصابته بعيار ناري في الصدر، أثناء تواجده قرب بوابة عبور المركبات "الطريق الأسفلتي" على المعبر.

وفجر اليوم السبت الموافق 23/12/2017، أعلنت المصادر الطبية داخل المستشفى الإندونيسي بجباليا، شمال القطاع، وفاة المواطن شريف العبد محمد شلاش، 28 عاما، من سكان مخيم جباليا شمال قطاع غزة، الذي كان يرقد داخل قسم العناية المركزة منذ إصابته بعيار ناري في البطن مساء يوم الأحد الموافق 17/12/2017، أطلقه تجاهه جنود الاحتلال بينما كان مشاركا في تظاهرة احتجاجية وقعت شرق مقبرة الشهداء الإسلامية شرق جباليا.

image006 (1).jpg
 

وفيما يلي تفصيل للإصابات في محافظات قطاع غزة:

محافظة الشمال: تركزت المواجهات وإطلاق النار من قوات الاحتلال في محيط مقبرة الشهداء شرق جباليا، ومحيط معبر بيت حانون، وبؤرة أبو سمرة شمال بيت لاهيا، شمال المحافظة، وأسفرت عن إصابة 24 مواطنا منهم 5 أطفال، ومن المصابين 10 بأعيرة نارية، و14 بقنابل مسيلة للدموع ارتطمت بأجسادهم، والعشرات بالاختناق الشديد جراء استنشاقهم للغاز.

محافظة غزة: تركزت المواجهات وإطلاق النار من قوات الاحتلال بالقرب من معبر ناحل العوز سابقا شرق حي الشجاعية، شرقي المحافظة، وأسفرت عن إصابة 24 مواطنًا، منهم 12بالأعيرة النارية، و12 بقنابل الغاز المسيل للدموع ارتطمت بأجسادهم، والعشرات بالاختناق الشديد جراء استنشاقهم للغاز، بينهم 5 مسعفين.

محافظة الوسطى: اندلعت المواجهات وإطلاق النار من قوات الاحتلال شرق مخيم البريج، شرقي المحافظة، وأدت لإصابة 11 مواطنًا، منهم 3 أطفال، ومن المصابين 9 بالأعيرة النارية، و2 بالقنابل المسيلة للدموع التي أصابتهم بشكل مباشر، فيما أصيب آخرون بحالات اختناق. كما تضررت إحدى سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، إثر استهدافها بقنبلة غاز أصابت حافة النافذة اليسرى مما أدى لكسرها.

محافظة خان يونس: تركزت المواجهات وإطلاق النار من قوات الاحتلال في 4 نقاط هي: شرق بلدات خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة والفخاري، شرقي المحافظة، وأسفرت عن إصابة 21 مواطنًا، منهم طفلان، ومن المصابين 19 بالأعيرة النارية، أحدهم محامٍ كان يرتدي ملابس بابا نويل ويوزع الهدايا على المشاركين، والآخران بقنابل مسيلة للدموع، فيما أصيبت العشرات بالاختناق من الغاز.

محافظة رفح: تركزت المواجهات وإطلاق النار من قوات الاحتلال على الشريط الحدودي، شرق حي الشوكة، ومحيط معبر كرم أبو سالم، شرق المحافظة، وأسفرت عن إصابة 5 مواطنين بأعيرة نارية في الأطراف السفلية.

وفي الضفة الغربية، شهدت محافظات الضفة كافة، مسيرات احتجاج وتنديد بقرار الرئيس الأميركي، واستخدمت قوات الاحتلال القوة ضد المشاركين فيها. وأسفرت أعمال إطلاق النار لتفريق تلك المسيرات، والتي جرى تنظيمها في حوالي (40) موقعاً، عن إصابة (26) مواطناً، وصفت إصابة أحدهم بالخطرة. أصيب (6) منهم بالأعيرة النارية، و(20) بالأعيرة المعدنية، وواحد بقنبلة غاز بشكل مباشر، فضلاً عن إصابة عشرات آخرين بحالات اختناق شديد جراء استنشاقهم الغاز.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد