'المصالحة صعبة لكننا متمسكون بها'
الرئيس عباس: أمريكا لم تعد وسيطًا نزيهًا ولن نقبل أي خطة منها
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الولايات المتحدة لم تعد وسيطا نزيهًا في عملية السلام، ولم تعد قادرة على تقديم الجديد.
وأضاف الرئيس عباس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة : "ما قامت به الولايات المتحدة جعلها تبعد عن الوساطة، ولن نقبل أي خطة منها؛ بسبب خرقها للقانون الدولي".
وشكر الرئيس عباس فرنسا وكل دول أوروبا على التصويت الذي تم بالأمس في الأمم المتحدة، مؤكدًا أن "الاعتراف بدولة فلسطين هو استثمار في السلام واستبعاد لشبح التطرف".
ولفت إلى أن "كل المظاهرات التي خرجت في الأراضي الفلسطينية كانت سلمية، فيما قتل الكثر من الفلسطينيين"، منوهًا إلى أنه "لدى فلسطين اتفاقيات مع 83 دولة في العالم تحت هدف محاربة الإرهاب؛ لأننا نريد الوصول للحل بالطرق السلمية".
وبشأن المصالحة، قال الرئيس عباس : "أعلم أن المصالحة صعبة وأمامها عقبات كثيرة، لكن نحن مصممون على الوصول للمصالحة؛ لإعادة الوحدة للشعب الفلسطيني".
وأشار إلى أن "الوحدة مصلحة وطنية فلسطينية، وللإقليم والعالم".
وسبق المؤتمر الصحفي، جلسة مباحثات عقدها الرئيسان معًا، وأطلع خلالها الرئيس عباس نظيره ماكرون على آخر التطورات والاتصالات التي يجريها لحماية القدس من المخاطر المحدقة بها، إثر اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها.
وردا على سؤال للصحفيين حول الذي طلبه الرئيس عباس من نظيره الفرنسي، أجاب الرئيس: نتكلم مع الرئيس ماكرون كأصدقاء وهناك ثقة عالية بينه وبيننا وبين فرنسا وفلسطين، ونتحدث بوضوح وصراحة، وفرنسا تقول دائما أنها مع الحل السياسي القائم على الشرعية الدولية، وحل الدولتين.
وذكّر الرئيس بأن 128 صوتا (دولة) دعمت الليلة الماضية مشروع القرار الخاص بالقدس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مضيفا: بدأنا في مجلس الأمن ثم في الجمعية العامة مرتين وهذه الثالثة، وسنستمر في جهودنا.
وأردف الرئيس: هذه المرة "متحدون من أجل السلام" وآمل أن يتعظ الآخرون، فلا يمكن أن تُفرض مواقف على العالم بالمال.
وقال: وسنستمر في مساعينا هذه، وإذا قبلوا بحل الدولتين والقدس عاصمة، وجلسنا على أساس حدود 1967 نحن مستعدون للتفاوض، ولن نخرج عن ثقافة السلام وعن أسلوبنا، حتى نحقق السلام مع جيراننا، والمهم أن هناك دولا كثيرة في العالم أيدت موقفنا، وهناك دولا لها تأثيرها تدعم مواقفنا.
وردا على سؤال للرئيس عباس حول المسائل التي بحثها مع الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته الأخيرة للسعودية، المعروف بقربه من أميركا، قال: بالنسبة للسعودية، كما تعلمون أن علاقاتها قوية منذ الأربعينيات مع أميركا، والحقيقة أن القضية الوحيدة بين أميركا والسعودية هي القضية الفلسطينية التي هي ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل المسيحيين والمسلمين.
وأثنى الرئيس على الدعم السعودي للقضية الفلسطينية، مضيفا: السعوديون يقولون لنا ماذا تريدون نحن معكم، ولن نتدخل في شؤونكم، وهناك البعض تدخل في شؤوننا، أما السعودية بالذات لم تتدخل في شؤوننا، وهي لم تتأخر في دعمنا.
وتابع: أذكر أن الملك سلمان قال لي، لا حل إقليمي دون حل القضية الفلسطينية، هذه المرة أكدها الملك، وكذلك ولي العهد.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن قرار ترامب بشأن القدس "كان في صلب محادثاتنا"، مبينًا أنها كانت محادثات "مثمرة وجدية".
وعدّ أن "خطأ أمريكا كان في التصرف بشكل أحادي"، مشددًا على أن "الحل يجب أن يبنى على أساس حل الدولتين".
وقال ماكرون : "لا بديل عن حل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين"، مضيفًا : "لن يتحقق ذلك دون محددات ومفاوضات بين الطرفين".
وتابع : "فلسطين ليست وحدها وسنبذل كل الجهد لتعيش في سلام"، مردفًا : "متمسكون بالاستقرار والسلام في المنطقة وحريصون على أمن وسلامة الطرفين".
وأشار إلى أنه طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقاءه مؤخرًا أن يساهم في استئناف المفاوضات، ويوقف الاستيطان "الذي يهدد مسيرة السلام".
ولفت إلى أن الرئيس عباس طلب منه أن يعمل من أجل استقلال فلسطين وصناعة السلام، مؤكدًا أنه سيبذل كل الجهود من أجل مساعدته في هذا الاتجاه.
وبشأن المصالحة، قال : "أتابع باهتمام جهود المصالحة، وفرنسا حيت الاتفاق بين الأطراف الفلسطينية في القاهرة، ونود أن تعود السلطة إلى غزة ".