مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية.. هكذا حدثت نهايتها !!

الرئيس عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنامين نتنياهو وهلاري كلينتون

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أيام نهاية الوساطة الامريكية بشكل نهائي ، في مفاوضات عملية التسوية مع الجانب الاسرائيلي ، لان واشنطن منحازة بالكامل لإسرائيل وخصوصا بعد قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب الاعتراف ب القدس عاصمة لإسرائيل.

كلايتون سويشر صحفي استقصائي ومؤلف كتابين حول الوساطة الأمريكية في الصراع العربي- الإسرائيلي كتب في مجلة ( ناشونال إنترست ) ان قرار ترامب الاستفزازي اضطر الرئيس عباس لاتخاذ هذا الموقف.

وقال الكاتب ان جميع التنظيمات والفصائل الفلسطينية ترغب حاليا بوقف العمل نهائيا مع الولايات المتحدة الامريكية.

ويرى الكاتب ان مسؤولية انهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حريته تقع على كاهل الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ، الذي فرض لتوه عقوبات اقتصادية على السلع الاسرائيلية المصنعة في المستوطنات غير الشرعية المقامة على اراضي الضفة الغربية.

ويقول الكاتب سويشر إن هيكلية "الوساطة المنحازة" صممت في السبعينيات على يد البروفسور الإسرائيلي ساديا توفال، الذي رأى أن الوسيط المتحيز يمكن أن يمثل رصيداً مفيداً في حل النزاعات.

وقد استندت تلك الفكرة على أساس أن الطرف المستفيد من الانحياز إليه، يستطيع تلقي نصائح ومشورة حليف موثوق يقوم بدور الوسيط. كما يمكن الاعتماد على وسيط منحاز لتوفير رؤى عميقة لأطراف الصراع، ممن يحتمل افتقارهم لمعلومات عن بعضهم.

ورأى توفال أن الطرف المفضل تكون له مكانته الخاصة، وله بالتالي تأثيره على الطرف غير المفضل.

ويلفت سويشر لما ذكر عند وفاة توفال، في عام 2008، من أن نظريته في الوساطة المنحازة قد أثرت على دنيس روس الذي قاد المفاوضات الأمريكية على الجبهة العربية- الإسرائيلية من 2001-1992، وعلى آرون ميللر، نائب روس طوال تلك المدة.

وقد اعتاد روس على الاسترشاد بكتاب توفال حول "فن الحكم"، فيما اتخذ ميللر خط نقد ذاتي أوسع.

IS00 (5).jpg
 

وقد وصف ميللر، في مقال نشره، في عام 2005، كيف شعر بأن روس وزملاءه (بمن فيهم هو نفسه) لم يقوموا "بدور الوسيط بقدر ما عملوا كمحامين عن إسرائيل، وذلك بسبب تنسيقهم مع الإسرائيليين على حساب مفاوضات سلام ناجحة".

وقد تبين من خلال عدة تقارير وأبحاث مستقلة الأثر السلبي لدنيس روس وكذلك لمارتن إنديك، الذي خدم مرتين كسفير للولايات المتحدة لدى إسرائيل، على كامل المساعي السلمية الأمريكية.

وقد أسس كل من روس وإنديك مركز ايباك، واعتمد عليهما الرئيس السابق بيل كلينتون لقيادة جهد يهدف لوقف" الانحياز إلى العرب" من قبل بعض الديبلوماسيين في مقر وزارة الخارجية الأمريكية.

وخلال عهده، تمكن روس من التوسط للتوصل لاتفاقية الخليل لعام 1997.

وكانت تلك صفقة كارثية أدت لتقسيم غير متناسب للقدس، لصالح مستوطنين متطرفين، ما أدى لخنق الفلسطينيين في المدينة.

ولم يتوسط إنديك في أي شيء، ووصل الأمر لدرجة تعليق بطاقة تصريحه الأمنية لاتهامه بمناقشة قضايا أمنية أمريكية حساسة بوجود إسرائيليين.

ويقول الكاتب إن لا روس ولا إنديك، ولا أي من الوسطاء الأمريكيين المنحازين لإسرائيل، شرحوا كيف أضاف انحيازهم أية قيمة حقيقية لعملية السلام منذ بدء عملية أوسلو.

وباستثناء توفير "رؤى عميقة" عن الفلسطينيين إلى الجانب الإسرائيلي، فإنه وبدءاً من التسعينيات وحتى اليوم، كان لدى الإسرائيليين فهم أفضل ومعرفة أوسع بالفلسطينيين (والعكس بالعكس) من أي من الوسطاء الأمريكيين القادمين من واشنطن.

وتوقفت المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية في إبريل/نيسان عام 2014 بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحل الدولتين على أساس حدود 1967 والإفراج عن معتقلين من السجون الإسرائيلية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد