مركز حقوقي: المقعد أبو ثريا لم يشكل خطرا على جنود الاحتلال
أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن الشهيد المقعد مبتور الساقين إبراهيم نايف إبراهيم أبو ثريا، 29 عاما ، قنص قصدا من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال المواجهات ، أمس الجمعة ، ولم يكن يشكل أي خطر على حياتهم.
وقال المركز في بيان تلقت" سوا" نسخة عنه ، اليوم السبت ، إن المقعد أبو ثريا، أصيب بشكل مباشر في رأسه أثناء تواجده على بعد حوالي 30 مترًا من الشريط الحدودي المذكور، في مكان مرئي تمامًا لجنود الاحتلال، ولم يكن يشكل أي خطر على الجنود.
وأضاف أن "إصابته في جبينه تشير إلى أنه جرى قنصه بشكل مقصود من جنود الاحتلال، ودون وجود أي خطر على حياتهم في ظل التظاهرة التي تقوم على الهتافات والرشق بالحجارة وإشعال الإطارات، ما يؤكد أن الاحتلال استخدم قوة نارية مميتة وغير متناسبة ضد المدنيين العزل".
وأشار المركز الفلسطيني إلى أنه تابع بقلق عميق تدهور الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، مؤكدا أنه ينظر بخطورة بالغة، إلى استخدام القوة المميتة ضد مدنيين عزل، وصلت إلى حدا استهداف مدني مبتور الساقين، بما بخالف معايير القانون الدولي الإنساني.
وأدان المركز استخدام قوات الاحتلال للقوة المفرطة والمميتة ضد المتظاهرين، مضيفا أنها نتيجة الضوء الأخضر للاحتلال بعد القرار الأمريكي بإعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ما يمثل اشتراكاً مباشراً في جريمة عدوان ويهدد السلم والأمن الدوليين بشكل مباشر.
ودعا المركز المجتمع الدولي والهيئات الأممية للتدخل لوقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته المتصاعدة ، والعمل على توفير حماية دولية للفلسطينيين في الأرض المحتلة.
وحذر من استمرار التداعيات الخطيرة للإعلان الأمريكي، كونه يؤجج المشاعر الدينية للمسحيين والمسلمين حول العالم، وليس في فلسطين فقط، ويظهر ذلك بوضوح من ردة الفعل المحلية والدولية الواسعة.
وجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية.
وأوضح أن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وقال المركز إن قوات الاحتلال قتلت (3) مواطنين مدنيين فلسطينيين، أحدهم مبتور الساقين بالكامل، وأصابت (252) مواطنًا بجراح، بينهم (19) طفلاً، ومسعفان، وصحفيان، أحدهما أندونيسي الجنسية، في قطاع غزة والضفة الغربية، مساء أمس الجمعة الموافق 15/12/2017، في استخدام مفرط للقوة ضد المشاركين في تظاهرات احتجاجية ، فيما قتلت مواطنًا رابعًا في عملية تصفية وثقتها الكاميرا، بعد تنفيذه عملية طعن على مدخل البيرة الشمالي بالضفة، خلال مواجهات كانت تجري في المنطقة.
وتأتي هذه الأحداث في ظل استمرار تأجج الأجواء إثر إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل السفارة الأمريكية إليها، وهو ما شكل سابقة خطيرة تتناقض مع القانون الدولي.
ويدلل سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا، لا سيما استهداف مدني معاق بلا ساقين، وإصابته بشكل مباشر في رأسه، على استمرار قوات الاحتلال في منهجية جرائمها، واستخدام القوة المفرطة، غير المتناسبة، ودون تمييز، ضد المواطنين الفلسطينيين، واستهتارها بأرواحهم.
وأظهرت متابعة طواقم المركز، أن قوات الاحتلال من الواضح انها كثفت وبقرار استخدام الذخيرة الحية، وبعضها من النوع المتفجر، في مواجهة المدنيين العزل؛ إذ ارتفعت أعداد المصابين بالأعيرة النارية شرق قطاع غزة، مقارنة بالأيام الماضية هذا إلى جانب إصابات ارتطام مباشر بالقنابل المسيلة للدموع.
كما أطلقت قوات الاحتلال عشرات القنابل المسيلة للدموع، وعبر عربات خاصة، تجاه تجمعات المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة عشرات المواطنين بالإجهاد و التشنجات والتقيؤ والسعال وتسارع في نبضات القلب، ونقل بعضهم للمشافي فيما عولج آخرون ميدانيًّا.
ففي قطاع غزة: شهدت نقاط التماس مع الاحتلال شرق القطاع وشماله، تظاهرات احتجاج ومواجهات تنديد بقرار الرئيس الأميركي، واستخدمت قوات الاحتلال القوة ضد المشاركين فيها، عن مقتل مدنيين فلسطينيين اثنين، أحدهما مبتور الرجلين بالكامل، وأصابت وإصابة (192) مواطناً، بينهم (18) طفلاً، ومسعفان، وصحفيان، أحدهما أندونيسي الجنسية، أصيب (95) منهم بالأعيرة النارية، و(55) بالقنابل المسيلة للدموع التي ارتطمت بأجسادهم، وأصيب العشرات بحالات اختناق.
واستنادًا لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 1:30 مساء أمس الجمعة الموافق 15/12/2017، تجمع عشرات الشبان والفتية على بعد عشرات الأمتار من الشريط الحدودي مع إسرائيل، قرب معبر ناحل عوز سابقًا، شرق حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وأشعلوا إطارات سيارات، ورشقوا قوات الاحتلال المتمركزة خلف الشريط بالحجارة، احتجاجًا على إعلان الرئيس الأمريكي القدس عاصمة لإسرائيل.
وعلى مدار 6 ساعات من المناوشات، أطلق جنود الاحتلال قنابل مسيلة للدموع، وأعيرة نارية ومعدنية، باتجاه المتظاهرين، بشكل متقطع، ما أدى إلى مقتل مواطنين، من سكان حي الشجاعية بغزة، أحدهما معاق ومبتور القدمين، بعد إصابتها بالرصاص الحي.
والقتيلان، هما: ياسر ناجي سكر، 23 عامًا، وأصيب بعيار ناري في الرأس، وإبراهيم نايف إبراهيم أبو ثريا، 29 عاما، وأصيب عيار ناري في مقدمة رأسه، علمًا أنه مبتور القدمين نتيجة إصابته في قصف إسرائيلي عام 2008.
ووفق تحقيقات المركز، فإن المقعد أبو ثريا، أصيب بشكل مباشر في رأسه أثناء تواجده على بعد حوالي 30 مترًا من الشريط الحدودي المذكور، في مكان مرئي تمامًا لجنود الاحتلال، ولم يكن يشكل أي خطر على الجنود.
" كما أن إصابته في جبينه تشير إلى أنه جرى قنصه بشكل مقصود من جنود الاحتلال، ودون وجود أي خطر على حياتهم في ظل التظاهرة التي تقوم على الهتافات والرشق بالحجارة وإشعال الإطارات، ما يؤكد أن الاحتلال استخدم قوة نارية مميتة وغير متناسبة ضد المدنيين العزل" ، وفقا للبيان.
وفيما يلي تفصيل للإصابات في محافظات قطاع غزة:
محافظة الشمال: تركزت المواجهات وإطلاق النار من قوات الاحتلال في محيط مقبرة الشهداء شرق جباليا، ومحيط معبر بيت حانون، وبؤرة أبو سمرة شمال بيت لاهيا، شمال المحافظة، وأسفرت عن إصابة 67 مواطنا من بينهم 7 أطفال، ومسعفان، وصحفي أندونيسي. بين المصابين 38 بأعيرة نارية، و 18 بقنابل مسيلة للدموع، وحالة واحدة بعيار معدني مغلف بالمطاط ، و8 حالات أصيبت بالاختناق جراء استنشاقهم للغاز. كما تضررت إحدى سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر نتيجة استهدافها قنبلة غاز.
محافظة غزة: تركزت المواجهات وإطلاق النار من قوات الاحتلال بالقرب من معبر ناحل العوز سابقا شرق حي الشجاعية، وأسفرت عن إصابة 43 مواطنًا، بينهم 3 أطفال. بين المصابين 23 بالأعيرة النارية، 18 بقنابل الغاز المسيل للدموع ، 2 أصيبوا باستنشاق الغاز.
محافظة الوسطى: اندلعت المواجهات وإطلاق النار من قوات الاحتلال شرق مخيم البريج، وأدت لإصابة 14 مواطنًا، بينهم طفلان، بين المصابين 6 بالأعيرة النارية أحدهم أصيب في رأسه، وحول لمستشفى الشفاء؛ لخطورة حالته، و5 بالقنابل المسيلة للدموع، 3 منهم أصيبوا في رؤوسهم بشكل مباشر، و3 باستنشاق الغاز.
محافظة خان يونس: تركزت المواجهات وإطلاق النار من قوات الاحتلال في 4 نقاط هي: شرق بلدات خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة، والقرارة ، وأسفرت عن إصابة 31 مواطنًا، بينهم 4 أطفال، بين المصابين 18 بالأعيرة النارية، أحدهم مصور صحفي، والبقية بأعيرة معدنية مغلفة بالمطاط وقنابل مسيلة للدموع، ووصفت حالة أحد المصابين بالخطيرة.
محافظة رفح: تركزت المواجهات وإطلاق النار من قوات الاحتلال على الشريط الحدودي، شرق حي الشوكة، وأسفرت عن إصابة 37 مواطنًا، بينهم طفلان، بين المصابين 10 بالأعيرة النارية، و27 بقنابل الغاز المسيل للدموع.
وفي الضفة الغربية، شهدت محافظات الضفة كافة، مسيرات احتجاج وتنديد بقرار الرئيس الأميركي، واستخدمت قوات الاحتلال القوة المفرطة ضد المشاركين فيها، وأسفرت أعمال إطلاق النار لتفريق تلك المسيرات عن مقتل اثنين من المواطنين الفلسطينيين، أحدهما أثناء التظاهرات، والثاني جرت تصفيته أمام الكاميرا، بعد تنفيذه عملية طعن، وإصابة (60) مواطناً، بينهم طفل وصفت إصابته بالخطرة، أصيب (4) منهم بالأعيرة النارية، و(56) بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط.
واستناداَ لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 1:00 بعد ظهر يوم الجمعة المذكور، تجمهر عشرات الفتية والشبّان على المدخل الشمالي لمدينة البيرة، وأشعلوا الإطارات ورشق عدد منهم جنود الاحتلال المتمركزين على حاجز (DCO) بالحجارة والزجاجات الفارغة.
وشرع جنود الاحتلال بإطلاق الأعيرة النارية والمعدنية وقنابل الغاز تجاههم. وفي حوالي الساعة 2:00 بعد الظهر، اقترب المواطن أمير عقل العدم، 19 عاماً، من سكان بلدة بيت أولا، غرب محافظة الخليل، من الجنود، وكان يحمل سكينا بيده، وطعن أحدهم، وتراجع حوالي أربع خطوات إلى الوراء؛ فأطلق جندي ثلاثة أعيرة نارية متتالية تجاهه، فأصابه بعيارين ناريين في قدمه، وسقط أرضا على ظهره، ثمّ أطلق عياراً آخر إلى صدره من الجهة اليمنى، وهو ملقى على الأرض، في عملية تصفية وثقتها عدسة كاميرا أحد الصحفيين، حيث شوهد القتيل وهو يسقط الأرض ويتعرض للإصابة تلو الأخرى ويتألم بقسوة دون مبالاة من الجنود.
وتقدم طاقم إسعاف تابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لإنقاذه، ونقله إلى سيارة الإسعاف، فمنعهم جنود الاحتلال، وصادروا مفاتيح السيارة، فقام طاقم الإسعاف، وبمساعدة عدد من الشبان بسحب المصاب بالقوة والهروب به ركضاً مسافة تقدر بحوالي 50 متراً قبل وضعه في سيارة
خاصة، والتوجه به إلى إحدى المستشفيات داخل مدينة رام الله . وفي ساعات المساء، أعلن عن وفاته بعد أن أجريت له عمليات جراحية عاجله له.
وأكد شهود عيان لباحثة المركز أن مسافة إطلاق النار على المواطن عقل كانت عن مسافة صفر، وتمت بشكل مباشر.
كما ذكر الشهود أن القتيل كان يلف دمية لحزام ناسف على بطنه.
وفي أعقاب انتهاء صلاة العصر، نظّم أهالي بلدة عناتا، شرق مدينة القدس المحتلة، مسيرة على مفترق البلدة. رشق المتظاهرون الحجارة تجاه سيارات المستوطنين المارة عبر المفترق الرابط بين شمال وجنوب الضفة الغربية، ما أسفر عن تحطيم زجاج إحداها.
وأضاف: "على الفور وصلت قوة من جيش الاحتلال، وفتحت النار بشكل كثيف تجاههم، ما أسفر عن إصابة المواطن باسل مصطفى محمد إبراهيم، 29 عاماً، بعدة أعيرة نارية في صدره".
وأشار إلى أن نقل المصاب إلى مركز الإيمان الطبي في البلدة، ونظراً لخطورة إصابته نقل إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله، وفي حوالي الساعة 6:30 مساءً، أعلنت المصادر الطبية عن وفاته متأثرا بجراحه.