تقرير مصور
بالصور: الشهيد أبو ثريا.. جسد يلحق بساقيه للسماء
لم يمنعه العجز من السير، حلق وسط قنابل الغاز المسيل للدموع ، لم يسعفه كرسيه المتحرك ، فقرر التخلي عنه ، فتخلت الروح عنه ، لكن لم يسقط علم فلسطين من يديه ، وبقى ملفوفاً على جسده.
رحل الشهيد المقعد إبراهيم أبو ثريا ، بعدما كتب فصول حياته الـ"29" بالمعاناة والألم ، جال شوارع مدينة غزة بحثاً عن لقمة عيش تستره وأسرته المكونة من 6 أفراد، حيث عمل في تنظيف السيارات ، دون كلل أو ملل ، موزعاً ابتسامته على المارة، في رسالة تحدي للجميع.
ومع اندلاع المواجهات الفلسطينية الرافضة لقرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل ، هب الشهيد أبو ثريا ولبى النداء ، وكان في مواجهة مباشرة مع قوات الاحتلال الاسرائيلي على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
واشتهر ابو ثريا بمقاومته الاحتلال رغم بتر قدميه عام 2008 أثناء الاجتياح الإسرائيلي لمخيم البريج وسط قطاع غزة، اثر غارة شنتها طائرة استطلاع إسرائيلية استهدفت مجموعة من الشبان الفلسطينيين فاستشهد سبعة منهم، ونجا هو بعد اصابته بقدميه وبترهما.
أبو ثريا المقاوم تحدى الإعاقة الجسدية التي لحقت به وواصل نضاله على مدى السنوات ، حيث لم تخلو تظاهرة أبو مسيرة ضد الاحتلال ، الا وكان مشاركاً فيها ، رافعاً علم فلسطين فوق رأسه.
وفي منتصف ديسمبر 2017 ، لم يتحمل الاحتلال الاسرائيلي عزيمة وقوة الشاب أبو ثريا ، فقرر قناص إسرائيلي إنهاء فصول حياته بإطلاق رصاصه بشكل مباشر استقرت في رأسه ليقتله بدم بارد ، دون مراعاة للإنسانية التي غابت عن الاحتلال.
ارتقى أبو ثريا شهيداً وهو يمتطى علم فلسطين فوق رأسه ، على الحدود الشرقية للقطاع المحاصر ، في وقت لم يدرك الاحتلال الاسرائيلي ان روح الشهيد أبو ثريا ستحمي القدس من فوق سبع سموات.
ووفق شهود عيان، فإن "أبو ثريا" لم يكن يكترث لقدميه المبتورتين، بل كان يواصل الذهاب بشكل يومي للحدود الشرقية لحي الشجاعية شرق مدينة غزة نصرة لمدينة القدس.
أبو ثريا وجه قبل استشهاده بدقائق رسالة قال فيها :"هذه الأرض أرضنا، ولن نستسلم".
وأكّد على ضرورة أن تتراجع الولايات المتحدة الأميركية عن قرارها بخصوص القدس المحتلة، مضيفاً أن الشعب الفلسطيني هو شعب الجبارين.