أقامت الرئاسة الفلسطينية اليوم الأربعاء، لقاءً شبابياً تحت عنوان "دعم القدس وتفعيل الطاقات الشبابية لخدمة القضايا الوطنية"؛ وذلك في مقر الهلال الأحمر بمدينة غزة .

وحضر اللقاء، مؤمن سويدان مستشار الرئيس لشئون الشباب، ود. عاطف أبو سيف المحافظ في ديوان الرئاسة، ود. فيصل أبو شهلا النائب في المجلس التشريعي.

مستشار الرئيس لشؤون الشباب مأمون سويدان، أكد أن "الشباب الفلسطيني أمل شعبنا ومحل رهانه في كل الاوقات والأزمان".

وقال سويدان في كلمته : "نلتقي اليوم في لحظات تاريخية حاسمة في تاريخ شعبنا، نلتقي موحدين ونحن نعيش أجواء المصالحة التي ستقودنا حتما لتحقيق وحدة وطنية راسخة، تسهم في تقوية مناعتنا الوطنية وتمكن شعبنا من القدرة على الصمود".

ووصف قرار الرئيس الأمريكي نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس بالعنصري والأرعن، معتبرًا أن القرار "يتناقض ويتنافى كليا مع أحكام ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية التي تعترف بحق شعبنا في سيادته على القدس كعاصمة لدولة فلسطين"

وتابع سويدان: "ننظر لهذا القرار باعتباره ظالم ويمثل عدوانا سافرا من قبل الادارة الامريكية على دولة فلسطين وشعبها"، مؤكدًا الرفض المطلق للقرار، وضرورة التصدي له بكل الإمكانيات.

وأكد ان الادارة الأمريكية "قد تمادت الى حد التطاول مع موقف الحكومة اليمينية المتطرفة في اسرائيل"، مشيرا الى أن القيادة الفلسطينية عاقدة العزم على المضي قدما في مواجهة القرار والعمل على احباطه وإلغائه في جميع المؤسسات والمحافل الدولية

وشدد سويدان على أن القيادة الفلسطينية تتطلع الى موقف عربي واسلامي أكثر قوة وصلابة في وجه الادارة الامريكية ليس أقله "طرد سفراء الولايات المتحدة من العواصم العربية والاسلامية"، واغلاق سفاراتها ومقاطعة مصالحها".

 

وقال مستشار الرئيس لشئون الشباب: "نتداعى اليوم لعقد لقائنا هذا لنوصل رسالة شباب فلسطين الى العالم أجمع، رسالة الى حكومة الاحتلال نقول فيها: نحن موحدين ولن ترهبنا قوتكم وجبروتكم وغطرستكم وعدوانكم، وسنستمر في مسيرة كفاحنا الوطني حتى انجاز مشروعنا التحرري وبناء دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين واطلاق سراح كافة اسرانا".

وتابع: "رسالتنا الى الادارة الامريكية وزعيمها ترامب، شعب فلسطين شعب حر ابي لن يسمح بالعبث في حقوقه الوطنية المقدسة، وان ارادة شعبنا ستقف بالمرصاد في وجه العدوان مهما تكبر وتجبر ومهما بلغت التضحيات".

ووجه سويدان رسالة الى الأمة العربية قائلا إن "القدس عنوان كرامتكم، وهي عاصمة السماء وميراث الانبياء والشهداء، واولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبي محمد، وعليكم تقع مسؤولية قومية ودينية واخلاقية في دعم واسناد شعبنا في معركته المفتوحة مع الاعداء بالدفاع عن مقدساتنا"

وأضاف موجها كلمته للأمة العربية: "ان وحدة الدم والتاريخ والمصير تحتم عليكم الانتصار للقدس، لا تسمحوا لأحد بالاستفراد بشعبنا وقضيتنا وقوتنا، مستغلين خلافاتكم وصراعاتكم"، مشيرا الى أنه "عليهم البدء بمعركة عزل الولايات المتحدة عن ساحتنا العربية والاسلامية".

ودعا سويدان أحرار العالم الى تعزيز دورهم في دعم شبعنا وقضيتنا التي تتعرض لموجة شديدة من محاولات استهدافها وتصفيتها.

 

من جهته، أكد د. فيصل أبو شهلا النائب في المجلس التشريعي أن هناك محاولات لخلق فرقة ما بين أبناء شعبنا اللفلسطيني وأبناء الشعوب العربية وهذه سياسة "فرق تسد" التي يتبعها الاحتلال، مشددا على أنه يجب ألا ننساق لمن يستعمل أسلوب الشتائم والتهجم على الشعوب أو على الحقوق

وقال أبو شهلا في كلمته : "الإدارة الأمريكية تلوح ب صفقة القرن التي نعتبرها مؤامرة على القضية والشعب الفلسطيني وليست صفقة تعطي الحقوق وتحقق السلام والاستقرار".

وشدد أبو شهلا: "نستنكر كل ما نراه تطبيع ومحاولة الاستخفاف بقضية القدس وكأنها أمر طبيعي كما بدر مؤخرا من الوفد البحريني بزيارته لإسرائيل ثم محاولتهم دخول المسجد الأقصى وزيارة قطاع غزة"، مثمنا الاستنكار الذي بدر من الشعب والبرلمان البحريني والقيادات الدينية في البحرين ضد هذا الوفد.

وأكد أبو شهلا أن المطلوب من الشباب في هذه المرحلة الحساسة التي نعتبرها مرحلة جديدة من مراحل النضال الفلسطيني تستدعي انتباها ووعيا لما يحاط بنا وبقضيتنا حتى لا ننجر وراء اتجاهات "شعبوية" خاطئة أو قرارات عنترية غير مسؤولة تجر قضيتنا إلى عزلة دولية وعربية ليست في مصلحة قضيتنا .

ولفت أبو شهلا: "من المهم أن يعرف الشباب دورهم الحقيقي في هذه المرحلة والمطلوب عمله سياسيا وميدانيا فبالشباب قامت ثورتنا عندما آمنوا بقضيتهم وبوحدتهم دون أن ينظروا إلا صراعات العقائدية والدينية والحزبية".

 

والناشطة الشبابية فداء حميد أكدت في كلمتها التي قدمتها نيابة عن الشباب الفلسطيني على التفاف الشباب الكامل حول الخيار الوطني الفلسطيني وكل الخطوات السياسية التصعيدية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية ردا على القرار الإجرامي ضد القدس المحتلة، مشددة على دعوة الرئيس لكل الدول العالم بضرورة اتخاذ خطوات جريئة فعلية ردا على الولايات المتحدة وسحب سفرائهم منها وقطع العلاقات الدبلوماسية واستجابة لرفض الشعوب الحرة التي انطلقت إلى الشوارع مرددة ان القدس عربية حرة.

وشددت حميد على أهمية تصعيد حملة المقاطعة للكيان الصهيوني وكل مؤيدي هذا الكيان وعلى رئسهم الولايات المتحدة على كافة الأصعدة، لافتة "نحن كشباب جاهزين لنقوم بدورنا النضالي في هذه المعركة الكبرى وسنكون في كل ساحات المواجهة مع الاحتلال".

ودعت حميد الشباب الفلسطيني لرفع الهمة ولنضع خططنا ولنتحرك على الأرض وفق منهجية عمل واضحة نستغل فيها كل الطاقات الشبابية لتكون بحجم هذا الحدث.