السبسي: أن متيقن من انتصار إرداة أبناء فلسطين في النهاية
عبر الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ، عن يقينه من انتصار إرادة أبناء فلسطين "شعب الجبارين"في النهاية مهما اشتدت الأزمات وتتالت المحن.
وأكد السبسي في رسالة وجهها للرئيس محمود عباس اليوم الخميس ، وقوف بلاده رئيسا وحكومة وشعبا، ومساندتها المطلقة للقضية الفلسطينية العادلة وتضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق في هذه الظروف العصيبة.
وقال إن هذه الظروف تقتضي من جميع العرب والمسلمين وكل القوى المحبة للسلام، التحرّك العاجل لتفادي اتخاذ أية خطوات مماثلة تجاه مدينة القدس التي تعدّ جزءا لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة سنة 1967.
واستنكر الرئيس السبسي، بشدّة هذا الإعلان أحادي الجانب، واعتبره اعتداء سافرا على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني واستهدافا لتطلعاته المشروعة لنيل حريته واستقلاله.
وعد السبسي القرار بأنه خرق صارخ لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وتنكّر للاتّفاقيات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي تمت برعاية أميركية والتي تقضي بأنّ وضع مدينة القدس يتمّ تقريره في مفاوضات الحلّ النهائي.
وأضاف أن الإقدام على هذه الخطوة غير المسبوقة لدليل واضح على الانحياز الكامل للجانب الإسرائيلي وتنكّر صريح للمواثيق الدولية بما يجعل من جهود إحياء عملية السلام أمرا مستعصيا ويساهم في مزيد الاحتقان وتوتير الأجواء وإرباك الأمن والاستقرار في المنطقة، فضلا عمّا تُمثله من استفزاز واستهتار بمشاعر الأمة العربية والإسلامية".
وتابع الرئيس التونسي في رسالته: "إنّ تونس التي وقفت دائما ولا تزال إلى جانب الشعب الفلسطيني الأبي وساندت قضيته العادلة وناصرتها في كافة المحافل الإقليمية والدولية، لتؤكّد التزامها الثابت ببذل كلّ ما بوسعها مع الدول الشقيقة والصديقة من أجل حشد الدعم الدولي لإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة اهتمام المجموعة الدولية وانتزاع الاعتراف الكامل بحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وجدد الرئيس السبسي، وقوف تونس ومساندتها غير المشروطة للسلطة الفلسطينية فيما ستتخذه من تدابير وإجراءات للدّفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المناضل.
وفيما يلي نص رسالة الرئيس السبسي للرئيس محمود عباس:
فخامة الرئيس والأخ العزيز،،
على إثر إعلان الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل واعتزامها نقل سفارتها إليها، أودّ أن أؤكّد لفخامتكم وقوف تونس المتجدّد، رئيسا وحكومة وشعبا، ومساندتها المطلقة للقضية الفلسطينية العادلة وتضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق في هذه الظروف العصيبة التي تقتضي من جميع العرب والمسلمين وكل القوى المحبة للسلام التحرّك العاجل لتفادي اتخاذ أية خطوات مماثلة تجاه مدينة القدس التي تعدّ جزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967.
وإذ نستنكر بشدّة هذا الإعلان أحادي الجانب، فإنّنا نعتبره اعتداء سافرا على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني واستهدافا لتطلعاته المشروعة لنيل حريته واستقلاله، وخرقا صارخا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وتنكّرا للاتّفاقيات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي تمت برعاية أمريكية والتي تقضي بأنّ وضع مدينة القدس يتمّ تقريره في مفاوضات الحلّ النهائي.
وإنّ الإقدام على هذه الخطوة غير المسبوقة لدليل واضح على الانحياز الكامل للجانب الإسرائيلي وتنكّر صريح للمواثيق الدولية بما يجعل من جهود إحياء عملية السلام أمرا مستعصيا ويساهم في مزيد الاحتقان وتوتير الأجواء وإرباك الأمن والاستقرار في المنطقة، فضلا عمّا تُمثله من استفزاز واستهتار بمشاعر الأمة العربية والإسلامية.
وإنّ تونس التي وقفت دائما ولا تزال إلى جانب الشعب الفلسطيني الأبي وساندت قضيته العادلة وناصرتها في كافة المحافل الإقليمية والدولية، لتؤكّد التزامها الثابت ببذل كلّ ما بوسعها مع الدول الشقيقة والصديقة من أجل حشد الدعم الدولي لإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة اهتمام المجموعة الدولية وانتزاع الاعتراف الكامل بحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وإذ أجدّد لفخامتكم وقوف تونس ومساندتها غير المشروطة للسلطة الفلسطينية فيما ستتخذه من تدابير وإجراءات للدّفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المناضل، فإنّي على يقين بأنّ إرادة أبناء فلسطين "شعب الجبارين" ستنتصر في النهاية مهما اشتدت الأزمات وتتالت المحن.
وتفضلوا، فخامة الرئيس والأخ العزيز، بقبول أصدق مشاعر الأخوة وخالص عبارات التضامن والمساندة.
الباجي قايد السبسي
رئاسة الجمهورية التونسية