الصينية لغة المستقبل بفعل الاقتصاد
أظهرت دراسة بريطانية حديثة، أجرتها الجمعية الوطنية للتعليم والثقافة، أن نسبة كبيرة من البريطانيين يعتبرون اللغة الصينية "لغة المستقبل"، وأعرب أكثر من 50% ممن شملتهم الدراسة عن أملهم في تعلم أبنائهم هذه اللغة، كما أظهرت دارسة فرنسية أن عدد الطلاب الذين يتعلمون الصينية بالمدارس والمعاهد الخاصة في بفرنسا قد تضاعف أربع مرات خلال عشرة أعوام.
وتأتي الصينية في المرتبة الرابعة في قائمة اللغات الأجنبية الأكثر تداولاً وإقبالاً في فرنسا بعد اللغة الإسبانية والألمانية والإيطالية، وبدأ تدريس الصينية للأجانب منذ أكثر من سبعة عقود، ومع اتساع نشاط مؤسسة كونفشيوس مطلع الألفية الثانية، انتشرت اللغة الصينية في معظم أنحاء العالم.
كما شهدت السنوات الماضية إقبالاً كبيرا من الطلبة الأجانب على تعلم اللغة الصينية نظرا لاتساع نفوذ الصين وصعودها خلال العشر سنوات الماضية بوصفها قوة اقتصادية بارزة على الساحة الدولية.
أداة معرفية
وقال ماتيس، وهو طالب أميركي بجامعة بكين، إن الصين من أكثر الدول تطوراً، وإن مواكبة تطور سوق الأعمال وتوجهاته تستدعي تعلم اللغة الصينية التي تجاوزت حدودها الوظيفية لتصبح أداة معرفية أساسية في الاطلاع والتعلم من التجربة الصينية.
وأضاف ماتيس، أن اللغة الصينية باتت تنافس نظيرتها الإنجليزية، وأن كافة المعطيات تشير إلى أن الصين تتجه لتصبح قوة اقتصادية رائدة ومتفردة، وبالتالي فإن كل من لديه رؤية مستقبلية سيدرك أن الصينية ستكون لغة العالم خلال العقود القادمة.
طالبتان أفريقيتان مع زميلين في بداية العام الدراسي بالصين (الجزيرة)
من جهتها أشارت أستاذة اللغة الصينية في معهد اللغات بالعاصمة بكين شياو بينغ إلى أن عدد الطلاب الأجانب الذين التحقوا بالمعهد ارتفع بنسبة 45% على أساس سنوي خلال الخمسة أعوام الماضية.
وقالت شياو إن القاسم المشترك بين الطلاب كان حبّ اللغة والتعرف عن قرب على الصين وتاريخها وحضارتها، ونوهت إلى أن معظم الطلبة الأجانب كانوا من أصحاب التخصصات الاقتصادية أو الدراسات البحثية والتاريخية.
غير أن أستاذ الخط الصيني شان دا جي حذر من خطورة إهمال اللغة الصينية من قبل الصينيين أنفسهم، وقال إن انفتاح الصين على العالم دفع كثيراً من الصينيين لتعلم اللغات الأجنبية، مشيراً إلى أن اللغة الصينية باتت عرضة للنسيان في ظل التطور التكنولوجي وانصراف الشباب إلى التخاطب عبر الوسائط الإلكترونية والرموز النصية، والاستغناء عن الكتابة اليدوية.
قرن الصين
بعد الضجة الكبيرة التي أثارها مقطع فيديو لحفيدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهي تغني وتنشد باللغة الصينية، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية مقطعاً آخر لابنة الملياردير الأميركي جيم روجرز وهي تردد بطلاقة أغنية صينية.
وكان المستثمر الأميركي قد أشار في تصريحات صحفية إلى أنه عادة ما يشدد في محاضراته على ضرورة تعليم الأطفال الصينية باعتبارها لغة القرن الجديد. وقال إن القرن التاسع عشر كان قرن بريطانيا، والقرن العشرين قرن أميركا، وتوقع أن يكون القرن الواحد والعشرين قرن الصين.
وقد برر تشجيع ابنته على تعلم اللغة الصينية بتسارع وتيرة النمو الاقتصادي الذي تسجله الصين، وتوقع أن تصبح خلال السنوات المقبلة قوة اقتصادية عملاقة.
يشار إلى أنه ورغم أن اللغة الصينية يتكلمها حوالي ثلث سكان العالم فإنها الأقل انتشاراً بين اللغات الأجنبية الأساسية، وقد أرجع محللون ذلك لاقتصار استخدامها داخل البر الصيني، مشيرين إلى أن الصينية لم تتجاوز حدودها الجغرافية وإن كانت نسبة الإقبال على تعلمها كبيرة جداً مقارنة بلغات أجنبية أخرى.