70-TRIAL- بقلم- خالد مسلم غزة / سوا/ بين دروب الحياة الصعبة يجلس الأعزب ياسر- 36 عاما في محل لبيع الخضراوات يتمنى ان يحصن نفسه ويكمل نصف دينه ولكن الظروف الصعبة تمنع ذلك فعائد المحل قليل وتكاليف الزواج باهظة وبمجرد التفكير بالأمر يصبح النسيان أرحم. بعد انتهاء ياسر من ترتيب بعض الخضار اخذ نفسا عميقا وقال بصوت يملؤه الحزن "اصبحت ابلغ من العمر 36 عاماً وغير قادر على توفير تكاليف الزواج فالمهور عالية وأعباء الزواج كثيرة ومكلفة والبيوت اسعار اجارها مرتفعة ولا ادري ماذا افعل " في حين أرجع  حسام - ر ذو الثلاثين عاما تأخر موعد خطوبته حتى الآن لأسباب نفسية مضيفا " أنا املك كل مقومات الزواج وتكاليفه تقريبا ولكني غير مؤهل نفسيا لهذا الامر فقد قمت بترتيب حياتي وفق نظام معين وأخشى عدم الانسجام والتفاهم مع زوجتي كما يحدث مع بعض الشباب" فيما ذكرت والدة حسام انها تقنع ابنها بالزواج منذ فترة ولكنه لا يستجيب لهذا الامر رغم استقرار اموره الحياتية مضيفة" بلغ حسام من العمر 30 عام ولم يتزوج وانا لم اتوان في اقناعه ولكني لا ادري ما الحل" وأشارت الى ان جميع اخوته واخواته يتفننون في محاولة اقناعه ومن المواقف التي حدثت لإلزامه بالأمر أن خصصت اخواته يوما للتجمع في البيت عند الوالدين وإلزام حسام بالجلوس لمناقشة الأمر لكنه كان يخرج من البيت ولا يرجع الا عند الفجر حتى فشلت المحاولات. أسباب نفسية ومادية  وليد شبير – رئيس قسم علم الاجتماع بالجامعة الاسلامية -عزا ان عزوف الشباب عن الزواج هو نتيجة عدة اسباب من اهمها الأسباب المادية مثل عدم وجود عمل وكثرة النفقات وعدم القدرة على توفير بيت للسكن في ظل الاوضاع الصعبة. وأشار شبير الى أن بعض الاسباب النفسية مثل المشاكل الاسرية والظروف العائلية الصعبة تؤثر سلبا على الشاب وكذلك خجل بعض الشباب وعدم رغبتهم في الحديث عن هذا الامر فهو يحتاج الى من يشجعه ويشاطره الحديث ويؤثر بالإيجاب على افكاره  وطالب الشباب ان يبحثوا عن العمل بأنفسهم في القطاع الخاص فلا يجب انتظار العمل في محال الدراسة بل يجب ان السعي للحصول على الرزق في ظل هذه الاوضاع الصعبة والمتردية التي يعيشها أهالي قطاع غزة. مخالفة للسنة النبوية وشدد الدكتور ماهر الحولي استاذ الشريعة الاسلامية بالجامعة الاسلامية على أهمية تحصين الشباب المسلم  لقوله عليه الصلاة والسلام " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم" وقال  " عزوف بعض الشباب عن الزواج بدون اعذار يخالف السنة النبوية والفطرة التي فطر الله الناس عليها الانسان اما اذا كان من باب العجز فيجب على اولي الامر تقديم المساعدة لهم لان الشريعة الاسلامية تحث على الزواج لما له من آثار ايجابية في صلاح المجتمع" وعن كيفية المساعدة للزواج قال الحولي" يمكن ان يُخصص للشباب نصيب في اموال الصدقات والزكاة نساعدهم به على تيسير امور زواجهم كما فعل الخلفاء في عصورهم ولكن يجب على الشباب السعي في طلب العمل وتأمين مصدر رزق على الاقل ليستطيع مواجهة ظروف الحياة الصعبة" ولكن في ظل الظروف القاهرة التي يمر الشباب في قطاع غزة والتي تمنعهم عن تحقيق الكثير من احلامهم كباقي سكان العالم من الشباب ترى هل يجد من ضاقت به الدنيا الكل لاكمال نصف دينه؟ وهل نرى مستقبلا مساعدات تلائم هذا الوضع الصعب لمن شاب من الشباب دون زواج؟
180