وقف المغوار على المنبر وأعلن وثيقة استقلال فلسطين، وقتها صفق له الجميع داخل القاعة وقوبل بالرفض الحزبي خارجها ولم ننل استقلالنا بعد، رغم أننا اليوم بأمس الحاجة لتطبيق نصوص الوثيقة التي مضى عليها تسعة وعشرين عاماً.
بالطبع لم يعرف الفلسطينيون وخاصة الأجيال الحديثة مثلي أن استقلال دولة فلسطين في الخامس عشر من نوفمبر عام ١٩٨٨كان الاستقلالُ الثاني بفوارق كثيرة .
ففي المرة الأولى أعلن من قبل حكومة عموم فلسطين من غزة ولم يحظ بالاعتراف الدولي بقدر ما لقي تنكراً دولياً للحقوق الفلسطينية دفعت لحل مشكلة اليهود التي تؤرق أوروبا على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه السياسية والقانونية، ولضعف الموقف العربي لذلك لم يرى النور كما الإعلان الثاني الذي صدح به عرفات من الجزائر مدوياً في قصر الصنوبر لاقى قبولاً دولياً ودعماً عربياً.
لكن القصة التي بدأت تدور في مخيلة كل منا ما الذي تغير ما بين الإعلانين لتبدأ الاعتقادات ربما الأول لم يرى النور بقدر الوثيقة التي أعلنها عرفات وفتحت الأفق لوقوف العديد من شعوب ودول العالم إلى جانب قضيتنا العادلة لنيل فلسطين حقوقها وحريتها بإعلان مرحلة جديدة من النزاع مع الحركة الصهيونية لأثبات القدس عاصمة أبدية لفلسطين.
ودعونا لا ننظر للإعلان كما ننظر للكأس من الجانب الفارغ، ولتكن تلك المرة من الجانب الممتلئ بالأبعاد السياسية والمكاسب الجمة التي حققها اعلان وثيقة الاستقلال والذي أعقبه حقبة مبدوء باعتراف ١٠٥دول باستقلال دولة فلسطين، ونشر عدد كبير من السفراء الفلسطينيين في عدد من الدول، واعتبار فلسطين عضواً مراقباً في الأمم المتحدة .
ألا تستحق جميع تلك المكاسب التي حلقت بعلم فلسطين عالياً في مقر الأمم المتحدة أن تجعل الخامس عشر من كل عام مميزاً بوثيقة الاستقلال التي نأمل تحققها ليحرر الوطن.
فلنعتبر الوثيقة ورقية كما الناظرين للظاهر دون الباطن لكن كيف لوثيقة صاغها الشهيد محمود درويش وصدح بها الشهيد ياسر عرفات مدوياً بهموم شعبه وثباته على أرضه بالداخل والخارج أن تبقى بالظلام فكلاهما رحلوا وتركوا فينا من الأثر ما يجعلنا ننتظر بترقب لحظة الاستقلال وتحرير الوطن الذي لا يأتي إلا بالإرادة الصلبة والصمود الأسطوري للتخلص من زيف الاحتلال الطامع بفلسطين ودحض أكذوبة أرض بلا شعب .
لذلك ما أحوجنا اليوم لتطبيق وثيقة الاستقلال أكثر من أي وقت مضى بعد أن ضاق الوطن على أهله وما أحوجنا للاستقلال .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية