منح صفاء ناصر الدين أعلى وسام فرنسي
منح الرئيس الفرنسي بقرارٍ جمهوريٍ عبر ممثله في فلسطين القنصل الفرنسي العام في القدس بيار كوشار، اليوم الثلاثاء، نائب رئيس جامعة القدس لشؤون القدس ووزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابقة صفاء ناصر الدين، وسام "الشرف الوطني الفرنسي برتبة فارس"، وهو أعلى وسام تقدمه الجمهورية الفرنسية بقرار رئاسي.
ويأتي التكريم تقديرا لمنجزات ناصر الدين في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ودعم الريادة والشباب والإبداع ودورها الرائد والمتميز بتعزيز العلاقات الفرنسية الفلسطينية في المجالات الاقتصادية والثقافية والتكنولوجية وتواصلها وتفاعلها الداعم مع مختلف المؤسسات والفعاليات المرتبطة بجمهورية فرنسا.
وقدم القنصل الفرنسي الوسام في حفل خاص نُظِّم في حرم جامعة القدس الرئيس في بلدة أبو ديس، بحضور العديد من الشخصيات السياسية والاعتبارية والأكاديمية والاقتصادية.
وأكد القنصل الفرنسي أن ناصر الدين عالمة تستحق التكريم وصديقة وفية لفرنسا، وقال: "لقد اختارت في وقت مبكّر جدا التخصص في حقل الاتصالات، وبعد حصولها على درجة البكالوريوس في الهندسة الالكترونيّة من جامعة القدس، اختارت في منتصف التسعينيات الدراسة في فرنسا لتعزز مهاراتها في مجال معالجة الإشارة، وحصلت على درجة الماجستير من جامعة تولوز، وبعدها درجة الدكتوراه في مدينة بوردو، من المدرسة الوطنيّة العليا للإلكترونيات والمعلوماتيّة والاتصالات والرياضيّات".
وأضاف: "واصلت ناصر الدين نشر سلسلة من المنشورات في مجلات عريقة، بينها أوروبيّة، التي حازت على ترحيب مجتمع الباحثين، وهذا كله لم يلبي تطلعاتها، وهنا أستذكر نشاطها التعليمي، لا سيّما في القدس، واستثمارك في قطاع المشروعات، لتعزيز الابتكار التكنولوجي ودعم الشركات الناشئة في فلسطين، ثم انتقلت للعمل السياسي وزيرة في الحكومة الفلسطينية وبنجاح كبير. إنها تتمتع بشعبية كبيرة لمسناها من خلال نزوع الفلسطينيين نحو التكنولوجيات الجديدة، فهو من أكثر الشعوب التي عرفتها استخداما لوسائل الاتصال، وساهمت في إطلاق اصلاحات هامّة في فلسطين، من بينها في قطاع البريد، وفي إنعاش قطاع اقتصاد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات".
من جانبه، ثمن حسن دويك في كلمته نيابة عن رئيس الجامعة، العلاقات الفرنسية الفلسطينية التاريخية، معتبرا منح ناصر الدين هذا الوسام وساما لفلسطين.
وعبر عن فخر الجامعة بها، معتبرا هذا الحضور الحاشد والمتميز دليلا على الاحتفاء بابنة القدس وخريجة جامعة القدس ونائب رئيس الجامعة التي تحظى بالاحترام والتقدير.
من جهتها، شكرت ناصر الدين فرنسا كما شكرت القنصل الفرنسي العام في فلسطين على هذا الوسام معتبرة أنه يعكس تقدير الدولة الفرنسية لدورها ومبادراتها لخدمة مجتمعها المحلي، وأنه رسالة فرح وأمل من دولة تنعم بالتقدم والاستقرار إلى دولة ناشئة تعيش تحت الاحتلال.
وقالت: "الوسام هو تكريم لوطني العزيز ودافع للاستمرار وتشجيع للأجيال القادمة لتعلم اللغة والثقافة الفرنسية والتعلم من هذه الدولة المتقدمة".
وأضافت: " كفلسطينية من القدس أفتخر بهذا الوسام الذي يأتي من دولة تقوم على مبادئ الحرية والعدالة في الحياة الإنسانية، التي حرمنا منها كفلسطينيين نعيش تحت رحمة الاحتلال الإسرائيلي، وكما قاوم الفرنسيون الباستيل رمز الاضطهاد وانتصروا على الظلم، نقاوم نحن الاحتلال الجاثم على صدورنا".
وتعتبر ناصر الدين ناشطة مجتمعية ومتطوعة فعالة على مدى عشرين عاماً بهدف تغيير وتحسين نمط حياتها إلى الأفضل من خلال العائلة والمجتمع، وخبيرة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على المستوى المهني والأكاديمي، وفي مجال الحكومة الإلكترونية والحكومة المفتوحة، وفي مجال السياسات وتطوير المؤسسات، كما أنها عضو في العديد من مجالس الإدارة.
أطلقت ناصر الدين العديد من القرارات التي كان لها الأثر فيما يتعلق بخلق بيئة تنافسية في سوق الاتصالات، وتقديم خدمات جديدة للبريد الفلسطيني بالشراكة مع القطاع الخاص وإطلاق مبادرات جديدة لدعم المحتوى العربي على شبكة الانترنت عن الثقافة والتراث الفلسطيني والمحتوى الحكومي والتطبيقات العربية، وصدر في عهدها العديد من الطوابع أبرزها أول طابع يحمل اسم دولة فلسطين بعد انتخاب فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة.