منذ أن قصفت قوات الإحتلال الإسرائيلي نفق حركة الجهاد جنوب قطاع غزة ، واستشهاد 12 مجاهداً واحتجاز قوات الاحتلال خمسة جثامين، وتطالب بمبادلهم بالجنود الإسرائيليين المختطفين لدى المقاومة، أوقفت قوات الإحتلال العمل بإقامة حاجز تحت الأرض ضد الأنفاق ونشرت القبة الحديدية ونشرت قوات خاصة من الجيش وقلصت حركة المستوطنين في مستوطنات محيط قطاع غزة خشية من احتمالات الرد من قبل الجهاد الإسلامي.


أمس الأحد ظهر نتنياهو في إفتتاحية جلسة الحكومة، ووجه تهديد مباشر لحركة الجهاد الإسلامي وحمل حركة حماس المسؤولية. تهديد نتنياهو بدا وكأن إسرائيل تمتلك معلومات بان حركة الجهاد الإسلامي تلقت أوامر من قيادة الجهاد في الخارج بالرد على عملية النفق، تهديدات نتنياهو تزامنت مع التحقيقات التي تجريها الشرطة لضلوعه في ملفات الفساد. 
نتنياهو لا يفوت فرصة في ربط جميع المواضيع واستغلال الفرص وتهديد غزة وإقحامها في ما يجري في الإقليم خاصة التغيرات الدراماتيكية في السعودية وتهديدها لحزب الله، وعلاقة حماس والجهاد الإسلامي بإيران وحزب الله، وما يجري من أجواء مصالحة متعثرة وشروط نتنياهو لضمان مصالح إسرائيل الأمنية.


حرب النفق مستمرة وإسرائيل تدرك ان حركة الجهاد الإسلامي سترد على استشهاد أعضائها وإسرائيل مستمرة في تهديدها وشن حرب نفسية وارسال رسائل للجهاد الاسلامي ولغزة، والإدعاء أن حركة الجهاد تحضر لعملية عسكرية. تهديدات نتنياهو برد قاسي قد تكون من أجل تعزيز الردع وتقليل فرص إندلاع مواجهة عسكرة كبيرة في غزة، غير ان عدوانية نتنياهو ووزراء أخرين تقول غير ذلك ومنهم نفتالي بينت تحدث صباح اليوم الاثنين للإذاعة العبرية وقال ليس لدينا مصلحة في التصعيد وان صبرنا يصل للصفر لكن من مهاجمتنا لها ثمن باهظ.


إسرائيل لم تكتفي إسرائيل بالتهديد حيث قامت الليلة الماضية باعتقال قيادي كبير في الجهاد الاسلامي من الضفة الغربية كما ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية، ويأتي في ظل التهديد ضد غزة والخشية من التصعيد. اسرائيل تحاول الضغط على الجهاد وعلى الناس وتقول انها غير معنية بالتصعيد غير انها مستعدة وجاهزة وتعمل على تهيئة الظروف والتبرير بان حركة الجهاد هي من تجر المنطقة للحرب والتصعيد. 


قد يكون كل ذلك من اجل الردع المتبادل وقد تكون حركة الجهاد الاسلامي بشن حرب نفسية ضد اسرائيل وإرباكها. لكن في غزة دائما الأمور تبدأ بهذه الطريقة من التهديد والتصريحات الإعلامية، ويبدو انه لا يوجد قيمة للإنسان في فلسطين عموما وغزة خصوصا، واسرائيل يعنيها مصالحها وهي تعبر عن عدوانيتها باستمرار. غير أن الأوضاع في حالتنا الداخلية مختلفة وصناع القرار في فلسطين هم من يقررون في مصير الناس بدون اي اعتبار لحالهم ومستمرون في استنزافهم، ولا يوجد اي اعتبار لمصالحهم الدنيا واحتياجاتهم الانسانية، او حتى موازين القوة وما يجري من تطورات دراماتيكية والفوضى الجارية في المنطقة العربية. 


الأوضاع في قطاع غزة كارثية والمصالحة متعثرة والرئيس محمود عباس مستمر في وضع شروط، ولم يتخذ قرارات تمنح الناس الأمل والتراجع عن القرارات والعقوبات التي فرضها قبل ستة أشهر من أجل إستعادة الوحدة الوطنية حسب إدعاؤه وإحترام انسانية المواطنين. سنظل ننتظر  الأسوأ ومزيد من الموت والدمار، والسؤال هل نستطيع ضبط الإيقاع والتعالي على الجراح والصبر، وتفويت الفرصة وعدم الزج بغزة في معارك وقودها الدم ومزيد من الالم والحزن والحسرة؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد