الفصائل: الساحة الفلسطينية تفتقد أبو عمار في هذه المرحلة
احتشد مئات الآلاف من الفلسطينيين في ساحة السرايا بمدينة غزة ؛ لإحياء الذكرى الـ13 لرحيل الرئيس ياسر عرفات "أبو عمار".
وتتزامن الذكرى الثالثة عشر لرحيل "ابو عمار" مع خطوات عملية من جميع الفصائل لإنهاء الانقسام الفلسطيني وإعادة الوحدة الوطنية التي طالما بذل عرفات جهودا جبارة للحفاظ عليها طوال مسيرته الثورية والنضالية من اجل فلسطين وشعبها.
وأجمعت الفصائل الفلسطينية في أحاديث منفصلة مع وكالة (سوا) الإخبارية، على أن هذه المرحلة تحتاج إلى قائد ثوري ومقدام مثل عرفات، وان ابناء الشعب الفلسطيني من جميع الاحزاب والفصائل والقوى الفلسطينية تفتقده وروحه المناضلة والمضحية من أجل حقوق أبناء شعبه.
نائب رئيس حركة فتح، عضو اللجنة المركزية للحركة محمود العالول ، قال : "إننا وبمشاعرنا الجياشة محزونون في ذكرى الزعيم الاستثنائي ياسر عرفات مفجر الثورة الفلسطينية"
وأكد العالول في تصريحٍ صحفي على ضرورة استكمال مسيرة القائد المؤسس عرفات نحو تحقيق الثوابت الوطنية، وأهداف الشعب الفلسطيني، وتجديد العهد والوفاء للشهداء، وتحقيق أمانيه بعودة اللاجئين وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة ( حماس ) خليل الحية إن "هذا القائد (عرفات) ترك ارثا مميزا رغم اننا اختلفنا معه في اتفاقية اوسلو".
وأضاف الحية في حديث تلفزيوني : "إننا في حماس اختلفنا مع عرفات عندما اجتهد باتفاقية اوسلوا، ولكن عرفات أنهى حياته بأقصر رسالة للشعب الفلسطيني، وهي أن العدو الاسرائيلي لا يؤمن لكم بحق ولا يقر لكم بدولة، فتمسكوا بالسلاح الذي متّ من أجل استعادة عمله وتوحيده".
وتابع : "ابو عمار عندما وقف في كامب ديفيد وطُلِب منه التنازل عن القدس قال "لا شهيدا شهيدا شهيدا ".
وأردف قائلا : "اتمنى من كل القادة الذين يتحدثون عن ابو عمار، ان يستذكروا هذه الحالة، ويقولوا ما الذي مات عليه"، مشددًا على مواجهة الاحتلال، حيث عاد للمقاومة وللشعب عندما شعر أن إسرائيل لا تقر بحقوقنا.
فيما، أكد القيادي البارز في الجهاد الاسلامي خضر حبيب أن "أبو عمار رحل عنا، ونحن وشعبنا وأمتنا بأمس الحاجة اليه كقائد ثوري، ومقدام وشجاع"، مشيرًا إلى أنه أنجز الكثير للقضية الفلسطينية ولشعبنا.
وشدد على ان ابو عمار شخصية لا تتكرر في تاريخ الشعوب، مضيفًا : "لو كان ابو عمار موجود بيننا، لما حدث هذا الانقسام، ولما ظهرت هذه الاشكاليات على ساحتنا الفلسطينية".
واستذكر مناقب الراحل عرفات، مؤكدًا مدى الحاجة حاليًا لقائده مثله، "يوحد شعبنا ويجعله صفا واحدًا" في مواجهة المشروع الإسرائيلي.
من جانبه، بين عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كايد الغول، مدى الافتقاد لأبو عمار، قائلا : "نفتقد في ذكرى الراحل عرفات الذي يحسب له انه قائد الثورة الفلسطينية المعاصرة، حيث تمكن من استحضار القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا بمختلف المحافل العربية والدولية، كما تمكن من اعادة شد الوتر باتجاه البعد الوطني للقضية بالترابط مع الوضع العربي"
وأضاف الغول :"رغم أن عرفات راهن لفترة من الوقت على ما يسمى بعمليه السلام، إلا أنه ادرك بعد محادثات كامب ديفيد، أن هذا الطريق مغلق".
وأشار إلى مساهمة الرئيس عرفات بالانتفاضة الثانية، قائلاً : "أراد من جديد التأكيد على قدرة الشعب الفلسطيني، الانتفاض في وجهة الاحتلال، وعلى الإصرار برفض الإجراءات الأمريكية والإسرائيلية التي كانت تريده التخلي عن حقوق شعبنا؛ لذلك ساهم في انطلاق الانتفاضة".
وأضاف أن "عرفات دفع حياته ثمنًا لهذا الموقف، وهذا يقدر ويحسب له، ويمثل قدوة لمن يريد التمسك بالحقوق"، مشددًا على أن "من يريد أن يناضل من اجل تحقيقها، عليه ان يكون مستعدا لدفع الثمن".
بدوره، اكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال ابو ظريفة ان ياسر عرفات لم يكن قائدا فلسطينيا محضا بقدر ما كان قائدا امميا بكل معنى الكلمة
واوضح ان ياسر عرفات هو من حافظ على الهوية الفلسطينية، وكان موجها للعديد من قوى التحرر الوطني الفلسطيني، ونقل القضية الفلسطينية الى مواقع متعددة في اطار المؤسسات بما فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974
وقال : "ابو عمار لم يساوم يوما على المبادئ الوطنية لشعبنا الفلسطيني، لهذا دفع ثمن التمسك بهذه المبادئ من خلال حصار ظالم استمر لسنوات في المقاطعة، ولم ينحني أمام كل الضغوطات"
واضاف : "عرفات لديه من المواقف ما يجعلنا دائما نستذكر هذه المسيرة الكفاحية الطويلة لهذا الرجل الذي شكل صمام الامان للقضية وللوحدة الوطنية، وكان يحل كل التناقضات الفلسطينية على قاعدة الحوار والوحدة والتمسك بالحقوق والنضال الوطني"
وتابع : "استطاع أن يحمي القضية في كثير من المنعطفات التي مرت بها القضية، لهذا نحن بحاجة إليه الآن".
وفي السياق، قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض : "اليوم نفتقد صفات أبو عمار التي تميزت خلال مسيرة الثورة الفلسطينية التي امتدت لأكثر من 50 عاما"
وذكر العوض أن عرفات كان دائم الحضور في معارك الدفاع عن الثورة الفلسطينية وعن شعبنا ومخيماتنا لكل مكان، موضحًا أنه "إلى جانب شدته في ساحات القتال، كان حنونا طيبا ويتعامل مع ابناء شعبنا الفلسطيني كالأب الذي يتابع كل شؤن أبنائه".
وبين أن عرفات، حرِص طوال حياته على احترام الديمقراطية في كل الأوضاع، حتى عندما كان يعلوا الرصاص، إذ كان يستشهد ويستنير دائمًا بجميع الآراء الفلسطينية، مشيرًا إلى حكمته أيضا في إدارة العلاقات الفلسطينية والعربية والدولية.
واشار الى انه بالرغم من أن شخص ابو عمار غائب منذ 13 عاما؛ إلا ان شمس الحرية التي نسج خيوطها مازالت مشرقة، مشددًا على ضرورة أن نكلل مسيرته الكفاحية بالانتصار من خلال إقامة دولتنا المستقلة بعاصمتها القدس.