تقرير دولي يظهر تصاعد اعتداءات الاحتلال والمستوطنين بحق المدنيين الفلسطينيين
رام الله /سوا/ أظهر "تقرير حماية المدنيين" الذي يغطي الفترة ما بين 24 تشرين الأول/أكتوبر وحتى يوم 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، الصادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا" اليوم، وجود تصاعد في الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين.
وأشار التقرير إلى قيام قوات الاحتلال بتفجير نفق يقع تحت السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل يوم 30 تشرين الأول/أكتوبر، ما أدى إلى استشهاد 12 مواطنا، وإصابة 12 آخرين.
وقال مكتب "أوتشا": هذا هو العدد الأكبر من الوفيات التي تسجَّل في حادثة واحدة منذ الأحداث التي اندلعت في العام 2014.
وأضاف: وفي يوم 31 تشرين الأول/أكتوبر، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على فلسطيني، يبلغ من العمر 29 عامًا، وقتلته وأصابت شقيقته بجروح، بينما كانا يسافران على الطريق 465 بالقرب من مستوطنة حلميش (رام الله).
وتابع: ووفقًا لمصادر إسرائيلية، فقد أطلق الجنود النار على المركبة بعدما واصل السائق قيادتها رغم توجيه الأوامر إليه بالتوقف، وأوردت التقارير أن السلطات الإسرائيلية فتحت تحقيقاً جنائيًا في ظروف هذه الحادثة. وقد احتُجزت جثة الرجل، وهو من سكان قرية دير بلوط (سلفيت)، لمدة ثلاثة أيام.
وذكر أن قوات الاحتلال أصابت 29 مدنيا فلسطينيًا من بينهم تسعة أطفال، في خلال مواجهات اندلعت في مختلف أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، إذ سُجِّلت 18 إصابة في سياق عمليات التفتيش والاعتقال في مخيمات اللاجئين، بما فيها الجلزون (رام الله)، وقلنديا ( القدس )، والدهيشة وعايدة ( بيت لحم )، وبلاطة ( نابلس ) وجنين، وفي مدينتيّ البيرة (رام الله) والخليل.
وقال التقرير: لقد نفذت القوات الإسرائيلية ما مجموعه 166 عملية تفتيش واعتقال واعتقلت 179 فلسطينيًا، وأفادت التقارير بوقوع 11 إصابة أخرى خلال المظاهرة الأسبوعية ضد القيود المفروضة على الوصول في قرية كفر قدوم (قلقيلية) وخلال أربع مظاهرات اندلعت بالقرب من السياج الحدودي الذي يحيط بقطاع غزة.
ووثق التقرير إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار باتجاه المزارعين وصيادي الأسماك في15 حادثة على الأقل، بينما كانت تفرض القيود على المناطق المقيد الوصول إليها الواقعة على امتداد السياج الحدودي مع إسرائيل وضمن مناطق صيد الأسماك.
وأضاف التقرير: وقد أصيبَ صيادان بجروح واعتُقلا وصودِر قاربهما، كما أنه في حادثتين أخريين، دخلت القوات الإسرائيلية إلى قطاع غزة، بالقرب من خانيونس والمنطقة الوسطى، ونفذت عمليات تجريف وحفر بالقرب من السياج الفاصل.
وقال: اعتقلت القوات الإسرائيلية فلسطينييْن، أحدهما مريض، على معبر "إيرز" الذي يخضع للسيطرة الإسرائيلية.
وتابع: كما هدمت السلطات الإسرائيلية خمسة مبانٍ في تجمعين سكانيين يقعان بشكل جزئي في المنطقة (ج) بحجة عدم الترخيص، ما ألحق الضرر بسبل عيش تسع أُسر.
وأردف: وتشمل هذه المباني أربع ورش تؤمّن سبل العيش لأصحابها في برطعة الشرقية (جنين)، وهي قرية تقع في المنطقة المغلقة خلف الجدار "منطقة التماس"، ومبنى زراعيًا في مخيم العروب للاجئين (الخليل).
وأضاف تقرير "أوتشا" كما دمر الجيش الإسرائيلي مبنى زراعيا آخر في تجمع الدوا (نابلس) بعد إصابته بقذيفة دبابة خلال تدريب عسكري، ما ألحق الضرر بسبل عيش نحو 100 شخص، ويقع هذا التجمع في منطقة أعلنت إسرائيل أنها "منطقة إطلاق نار"، وقد هجر السكان مساكنهم في هذا التجمع السكاني خلال السنوات الأخيرة بسبب العنف والترهيب اللذين يمارسهما المستوطنون، وهم لا يصلون إليه إلا لزراعة أراضيهم.
وقال التقرير: لقد تعطلت الحياة في ثلاثة تجمعات سكانية تقع في مناطق عسكرية مغلقة لأغراض التدريب او ما يسمى مناطق " إطلاق نار918 " جنوبيّ الخليل بسبب التدريبات المكثفة التي أجرتها المروحيات بالقرب من منازلهم.
وأوضح أن التجمعات السكانية المتضررة هي طوبا وصفاي ومجاز، التي تقع في المنطقة المعروفة بمسافر يطا (الخليل). وقال: نتيجة لذلك، تطايرت أسقف بعض المساكن وعلف الماشية، وتعرض الأطفال للخوف والصدمة، علما بأن مناطق إطلاق النار تغطي نحو 30% من مساحة المنطقة (ج)، حيث يقطن فيها ما يقرب من 6,200 شخص يتوزعون على 38 تجمعًا سكانيًا ويواجهون مستويات عالية من الاحتياجات الإنسانية.
وتابع التقرير: لقد مهّد حكم صدر عن محكمة إسرائيلية في منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر الطريق أمام هدم أربعة مبانٍ في منطقة كفر عقب في القدس الشرقية بحجة عدم الترخيص. وتقع هذه المباني، التي تضم 100 وحدة سكنية وستة منها مأهولة، على مسار طريق من المخطط شقه ويؤدي إلى حاجز قلنديا.
وأضاف: ونتيجة لذلك، باتت ست أُسر تضم 25 فردًا، من بينهم 13 طفلًا، عرضة للتهجير، وقد أُجِّل تنفيذ الهدم حتى شهر كانون الأول/ديسمبر بعد صدور أمر قضائي مؤقت، وتقع منطقة كفر عقب ضمن حدود بلدية القدس، ولكنها معزولة من الناحية المادية عن بقية أنحاء المدينة منذ العام 2002 بسبب الجدار، وتكاد لا تحصل على أي خدمات بلدية.
وفيما يخص قطعان المستوطنين، قال التقرير: وأفادت التقارير بوقوع ثماني حوادث ترهيب وسرقة محاصيل زراعية نفذها مستوطنون إسرائيليون في سياق موسم قطف الزيتون الذي ما يزال متواصلًا.
وتابع: وقد وقع سبع من هذه الحوادث في مناطق مجاورة للمستوطنات، والتي يحتاج الفلسطينيون إلى "تنسيق مسبق" مع السلطات الإسرائيلية للوصول إليها.
وأردف: وشملت التجمعات السكانية المتضررة دير الحطب والساوية ودير شرف وحوارة (نابلس)، والتواني (الخليل)، وسنجل (رام الله) والجبعة (بيت لحم). وتفيد التقارير بأن ما لا يقل عن 1,073 شجرة تعود ملكيتها للفلسطينيين تعرضت للتخريب على يد المستوطنين الإسرائيليين منذ بداية موسم قطف الزيتون في شهر تشرين الأول/أكتوبر من هذا العام.
وقال تقرير "أوتشا" كما وردت التقارير التي تشير إلى عدة حوادث أخرى ألقى فيها المستوطنون الحجارة باتجاه المزارعين الفلسطينيين.
وأضاف: كما أصيب فلسطينيان بجروح وتعرضت شبكة ري للتخريب على يد مستوطنين إسرائيليين، ووقعت هاتان الإصابتان في حادثتين شملتا اعتداءً جسديًا في البلدية القديمة في القدس وبالقرب من تجمع عين البيضاء شمال غور الأردن.
وتابع: وفي حادثة أخرى في المنطقة الأخيرة، فككت مجموعة من المستوطنين نحو 1,000 متر من أنابيب المياه من شبكة ري وألقتها في حفرة بالقرب من الحدود مع الأردن، وفقًا لشهود عيان فلسطينيين، وكانت هذه الأنابيب قد رُكِّبت كجزء من مشروع إنساني بتمويل من المانحين لدعم المزارعين في تلك المنطقة، والذين استعادوا إمكانية الوصول إلى أراضيهم الخاصة بعد حكم صدر عن المحكمة العليا الإسرائيلية.
وبشأن الوضع الداخلي الفلسطيني، قال تقرير "أوتشا": يوم 1 تشرين الثاني/نوفمبر، سلّمت حماس حكومة الوفاق الوطني السيطرة على الجانب الفلسطيني من معابر إيرز وكرم أبو سالم ورفح، ونتيجة لذلك، خُففت القيود التي كانت تفرضها سلطات حماس منذ أمد بعيد.
وأردف: وتُعَد هذه الخطوة جزءًا من اتفاق المصالحة الوطنية بين فتح وحماس، والذي جرى التوصل إليه في يوم 12 تشرين الأول/أكتوبر، وبقي معبر رفح الخاضع للسيطرة المصرية مغلقًا في كلا الاتجاهين خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير.