موقع اسرائيلي: تنازلات حماس الدراماتيكية قد تُبشر بعهد جديد في غزة

السلطة تتسلم معابر غزة

القدس / سوا / قال موقع واللا الاخباري الاسرائيلي ان قطاع غزة شهد أمس لحظة تاريخية دون أي مبالغة ، فلأول مرة ومنذ عشر سنوات تعود السيطرة على المعابر الحدودية لأيدي السلطة الفلسطينية.

وقال الكاتب آفي يسسخروف في مقال نشره بموقع واللا :"هذه الخطوة قد يكون لها تداعيات مهمة، وخصوصًا بالنسبة لسكان القطاع، وعلى إسرائيل أيضًا".

وأضاف:" إنها الخطوة المهمة الأولى لتطبيق الاتفاق بين فتح و حماس ، ومن المحتمل أننا يجب أن ندرس من جديد الشكوك الكثيرة حول إمكانية تحقق مصالحة حقيقية".

وتابع:" فلنبدأ بالغزيين، منذ عشر سنوات اضطر سكان القطاع الذين طلبوا الخروج عبر معبر ايرز للمرور بنقطتي تفتيش حتى يصلوا للحاجز ، نقطة 4-4 التي أقامتها حماس بعد وقت قصير من سيطرتها في 2007، و5-5 التي أقامتها السلطة الفلسطينية على مدخل ايرز.

وقال يسسخروف :"مشكلة السكان لم تكن مع حاجز السلطة، التي يتم من خلالها تنسيق الدخول ومرور المواطنين من قبل الجانب الاسرائيلي، بل بنقطة حماس، أفراد التنظيم كانوا يفحصون كل شخص يدخل أو يعود، من يدخل لإسرائيل ومن يخرج منها".

وأردف قائلا :"كذلك في معبر كرم أبو سالم، فقد ألغت حماس موقعها خارج المعبر الذي كانت تستخدمه لأهداف أمنية واقتصادية، وكل شاحنة كانت تمر بالمعبر اضطرت لدفع ضرائب لحماس؛ وكان ذلك بمثابة دخل عظيم لخزينة التنظيم، تقدر بعشرات الملايين من الشواكل سنويًا، إن لم يكن أكثر، لكنها الآن ألغت الموقع وأوقفت جباية الضرائب، وانتقلت السيطرة على المعبر للسلطة التي كان لها فعليًا أفراد داخل كرم أبو سالم، ومن الآن فصاعدًا هي الجهة المسؤولة عن جباية ضرائب تجارية".

وأشار يسسخروف الى ان قرار حماس بإخراج موظفيها من المعابر خطوة مفاجئة ، وهذا التنازل من طرف قيادة حماس في غزة لم يعجب الكثيرين داخل الحركة.

وأضاف :" لكن، نحن ما زلنا أمام أسباب غير قليلة تدفعنا للشك وتضع علامات استفهام، فعقوبات السلطة الفلسطينية على القطاع لم تُزل، كما استؤنف التنسيق الأمني بين اسرائيل والسلطة في الضفة الغربية ليعود كما كان في الماضي، والدليل على ذلك هو اللقاء المعلن لمسؤولي السلطة مع وزير المالية موشيه كحلون ومع منسق أنشطة الحكومة في المناطق يؤاف مردخاي، وكذلك الاعتقالات الذي نفذتها السلطة ضد نشطاء التنظيمات الإسلامية".

وقال يسسخروف :"رغم كل ذلك؛ محتمل جدًا أن نكون على باب عهد جديد ، أي مصالحة على النموذج "الفلسطيني" دون نزع حماس لسلاحها في القطاع، ودون وقف العمليات في الضفة، لكن مع سيطرة مدنية للسلطة في القطاع، وربما أيضًا على المدى الأبعد الذهاب لانتخابات ، فحماس - ويجب الاعتراف بذلك في هذه المرحلة - تقدم تنازلات دراماتيكية في المجال الأمني والاقتصادي".

وأكد يسسخروف ان حماس نجحت أيضا باحتواء حدث صعب من الجانب الفلسطيني، تفجير النفق الذي استشهد به 9 أشخاص و5 مفقودين، فحدث كهذا كان يقود في السابق لتصعيد غير بسيط؛ وكل ذلك يشير إلى أن هذه المرة هناك تغير في اتجاه حماس، فقيادتها معنية بالمصالحة، ليس هناك شك بذلك، والسؤال الآن فقط: ما هو النموذج؟

وأضاف الكاتب الاسرائيلي :" ماذا ستفعل إسرائيل في ظل الواقع الجديد في المعابر؟ هل ستستمر إسرائيل بالتفرقة بين الضفة والقطاع في كل ما يتعلق بدخول مرضى لإسرائيل؟ أو عمال لإسرائيل؟ هل من الممكن زيادة عدد التصاريح للدخول من معبر ايرز لإسرائيل في أعقاب هذه الخطوة؟

وأشار الى ان مردخاي رئيس إدارة التنسيق والاتصالات في غزة أصدر أمس قراراً بعقد اجتماع مع ممثلي السلطة الفلسطينية لمناقشة عمل المعابر على الحدود مع القطاع.

وأوضح يسسخروف ان هذه الخطوة وتحسين العمل في المعابر بجانب فتح معبر رفح بعد اسبوعين مثلما وعدت السلطة الفلسطينية سيؤدي لتحسن اقتصادي ملموس في القطاع.

وقال :" من ناحية أخرى، ستواصل حماس والجهاد حفر الأنفاق وتصنيع الصواريخ، ولكن على الأقل فإن السبب الإنساني الاقتصادي لحرب أخرى بين إسرائيل وحماس لن يصبح له علاقة".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد