"الرسم الالكتروني" مجال جديد يقتحم عالم الفنون

الرسم الالكتروني

غزة /سوا/جميل قاسم/ كثيرا ما اعتدنا على رؤية الرسامين في قطاع غزة ولوحاتهم التي تجسد الواقع من زوايا عديدة, فمنهم من يحاول نقل صورة جميلة تعبر عن ما يدور حوله من أحداث وتفاصيل, والبعض الآخر اشتهر برسمه المتقن للشخصيات التاريخية وقدرته على رسم أي شخص بدقة متناهية.

القليل من هؤلاء الفنانين يحاول أن يبتكر منحى جديد في الرسم وخلق نوع من التميز والانفراد بلون خاص من أشكال الرسم المتعارف عليها.

الشابين "خالد جرادة" و"نور الدين صالح", هم من أولئك الرسامين الذين عملوا على ممارسة نوع جديد من الرسم والذي نادرا ما تجد احد يهتم لذلك, انه رسم القصص المصورة والألعاب البرمجية وأفلام الكرتون.

يقول جرادة: "كنت في البداية ارسم رسومات واقعية وشاركت في بعض المعارض الفنية  بعدة لوحات منها الرسم بالزيت والفحم والفن التشكيلي بجانب الرسم الجرافيتي, لكن بعد ذلك وصلت لمرحلة انه لابد من عمل شئ جديد وعدم التقيد بحدود اللوحة الواحدة".

وبدأ الرسام جرادة التفكير في عمل قصص مصورة تحمل الطابع الواقعي والخيالي من خلال مجموعة رسومات متتالية تعبر عن حدث ما, يضيف: "كنت أحاول  من خلال تلك الرسومات ان اروي قصة يفهمها من ينظر إلى اللوحة دون شرح, أو باستخدام القليل من الكلمات بجانب اللوحة".

 

 

أما الفنان صالح, يرى أن الإبداع في الرسم يكون عبر خلق رسم جديد من وحي الخيال والتفكير في لوحات جديدة تعبر عن قصص يفهمها الناس دون الحاجة للكتابة, وليس فقط الهدف من الرسم هو عرض لوحات تحمل اسم الرسام بل لابد من وجود لمسة إبداعية تميزه عن غيره من الفنانين, وفق قوله.

ويتابع صالح: " إتقان هذا الشكل من الرسم لا يأتي إلا من خلال ممارسة الرسم الواقعي أولا ومن ثم فهم الأساسيات الخاصة بالقصص المصورة والرسوم الكرتونية, وابتكار شخصية كرتونية جديدة تحمل مواصفات معينة, ومعرفة الزاوية المراد رسمها وكيفية إبراز دورها في القصة".

وعن طريقة الرسم والأدوات المستخدمة, يقول جرادة: "أقوم برسم الشخصية أولا بمخيلتي ثم تحويلها إلى رسمة على ورق ومن ثم باستخدام جهاز لوحي "wacom" وقلم الكتروني تخرج الرسمة بشكلها النهائي".

ويتم اختيار الألوان المستخدمة بدقة متناهية وعلم مسبق وليس بشكل عشوائي, فيما يجب أن تتناسب مع طبيعة الشخصية ودورها في القصة او اللعبة والمشهد الذي تؤديه, وقد يتم استخدام بعض البرامج الحاسوبية مثل الفوتوشوب والرسام و"ان ديزاين" التي تتيح بعض الدرجات اللونية الغير متواجدة في الرسم التقليدي، وفق الفنانين.

ويؤكد الفنانان أن الرسم باستخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة يوفر الوقت والجهد،  ويساعد بشكل أساسي على إخراج اللوحة بأكثر دقة, "لكن لا يتم الاعتماد بشكل كلي عليها فالإتقان يرتكز بشكل أساسي على من يقوم بالرسم".

وعن دوافع توجه الفنانين لهذا النوع من الرسم يوضح صالح:"ما دفعني لهذا اللون من الرسم هو مشاهدة الرسوم المتحركة أو ما يعرف بمسلسلات الكرتون حيث كنت من صغري أتابع بشغف العديد من المسلسلات الكرتونية ومنها  كابتن ماجد, بيكمون, أبطال الديجتال وغيرها من الألعاب الالكترونية, وكنت أسعى دائما لرسم تلك الشخصيات".

ويرى كلا من جرادة وصالح ان الجامعات على مستوى قطاع غزة تفتقر إلى تخصص يهتم بهذا المجال والذي دفعهم للالتحاق بتخصص قريب نوعا ما من مجال الرسم باستخدام الادوات الالكترونية، وهو تخصص تكنولوجيا المعلومات,  إضافة إلى تخصص الوسائط المتعددة.

 

 

كما فتح هذا المجال فرص عمل أمام الفنانين مع مؤسسات مختصة في هذا المجال: "يرتكز عملنا في مجال الرسومات على الإعلانات والقصص المصورة والرسوم المتحركة والتصاميم الخاصة بالإعلان والدعاية لبعض المؤسسات المحلية".

وفيما يخص العمل مع مؤسسات خارجية يقول صالح:" حصلت على فرصة عمل مع  شركة العاب عالمية "يوبي سوفت" للعمل معهم في فرعهم المتواجد في مدينة أبو ظبي ولكن إغلاق معبر رفح كان العائق, ولكني أقوم دائما بعرض أعمالي على مؤسسات خارجية إلى أن تحين الفرصة المناسبة.

فيما يعكف الفنان جرادة على عمل كتب خاصة بقصص مصورة للأطفال, فيما يسعى صالح للوصول إلى العالمية والعمل مع شركات برمجة عالمية ووضع بصمته على تصميم الألعاب الالكترونية المنتشرة على مستوى العالم.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد