"توسيع مساحة الصيد بغزة" تجميل لوجه الاحتلال لا أكثر!

ميناء غزة

غزة /سوا/كرم السيسي/ يعلق الصيادون الفلسطينيون كل آمالهم على شباك الصيد التي أدخلوها الى مساحة 9 أميال بعد سماح سلطات الاحتلال الاسرائيلي بزيادة المساحة من 6 ميل، وذلك في مناطق معينة من بحر قطاع غزة "من ساحل وادي غزة الى رفح".

وأبحر صيادو قطاع غزة الأسبوع الماضي، إلى مسافة 9 أميال من عدة مناطق مختلفة بغزة، عقب سماح الاحتلال الإسرائيلي بالدخول إلى المنطقة لمدة 6 أسابيع فقط، بينما تعد هذه هي المرة الثانية خلال العام الحالي؛ التي يتمكن فيها الصيادين من الوصول إليها.

الصياد الفلسطيني محمد جربوع من معسكر الشاطئ، الذي مكث داخل البحر في مساحة 9 ميل نحو 16 ساعة لصيد الأسماك، يقول لـ "سوا": "كنا نتوقع أن يكون الصيد أفضل بكثير، رغم ان كمية الصيد قد ارتفعت عند بعض الصيادين الى ما نسبته 15%، وآخرين ارتفعت نسبة الصيد لديهم 5% فقط؛ عن الأيام التي كان يُسمح لنا بالدخول ل 6 أميال فقط”.

ويشير الصياد جربوع، الذي يعمل في هذه المهنة منذ 21 عاما، إلى أن أوضاع الصيادين "ما زالت صعبة جدا" جراء استمرار الحصار البحري المفروض منذ عقود من الزمن، مناشدا العالم التدخل لدى سلطات الاحتلال لرفع الحصار البحري.

وعن أنواع الأسماك التي تم اصطيادها حديثا، أوضح الصيادون انهم تمكنوا من صيد أسماك جديدة مثل "المليطة والسلطان إبراهيم والسردين واللوكس بالإضافة الى كميات جيدة من سمك الفريدي" وبأحجام كبيرة.

أما الصياد أبو بكر(34عاما)، اعتبر أن توسيع مساحة الصيد غير كافٍ، وهي 30% من حق الصياد الطبيعي، مضيفا "من حقنا الوصول لكامل البحر، وتوسيع الصيد لـ 9 أميال لا يجدي نفعا ولا يزيد من نسبة الصيد الا بنسبة قليلة جداً، ولا يغطي احتياجات كامل السوق المحلي، كما لا يعوض الخسائر التي يتكبدها الصياد طيلة العام".

ويوضح الصياد لـ "سوا": "مناطق الـ 9 ميل جيدة لمراكب الشراع فقط، أما اللنشات الكبيرة تحتاج الوصول لـ 12 ميل في مناطق تكثر فيها الاسماك".

وعبّر الصيادون في أحاديث منفصلة لـ "سوا"؛ عن صدمتهم من عدم وجود أسماك بكيمات كبيرة في مناطق الـ 9 ميل.

بدوره، قال مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي زكريا بكر، إن المناطق المسموح بها للصيادين باصطياد الأسماك مقيدة، وهي من منطقة وادي غزة وسط القطاع حتى مدينة رفح، ويمنع الوصول من المناطق الخصبة بالأسماك وهي من وادي غزة حتى بيت لاهيا شمالا.

وأضاف بكر لـ "سوا": "لا جدوى لعملية توسيع مساحة الصيد، فهم لازال الصياد يتعرض لاعتداءات في جميع المسافات المسموحة له، حيث يتعرضون لإطلاق النار والتراجع نحو الشاطئ، اضافة لتعرضهم في بعض الأوقات للاعتقالات.

وأكد بكر ان موضوع الـ 9 ميل قديم جديد وهو فقط للترويج الإعلامي، وأن 90% من الصيادين عادوا من البحر بخسارة محروقاتهم لعدم وجود أسماك بكثرة وذلك بسبب ان الانتاج لا يغطي سعر المحروقات والوقود.

وأوضح: "الصيادون اصطادوا اسماكا فقدتها الأسواق الغزية منذ سنوات عديدة مثل اللوكس وانتياس والفريدي وغيرها، لكن المردود الاقتصادي صفر لصغر المساحة وكثرة قوارب الصيادين، مشيرًا إلى وجود 4 آلاف صياد في القطاع وقرابة 1500 قارب صيد بحري في غزة.

واعتبر بكر أن توسيع مساحة الصيد "تجميل لوجه الاحتلال القبيح وشرعنة للحصار المفروض منذ سنوات"، وفق قوله.

ولم يحقق توسيع الاحتلال الإسرائيلي مساحة صيد الأسماك قبالة شواطئ بحر قطاع غزة من 6 أميال إلى 9، آمال الصيادين الفلسطينيين بالصيد الوفير، وعويضهم عن خسائرهم.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد