المضادات الحيوية خطر يهدد صحة المواطن بغزة

المضادات الحيوية

غزة /سوا/أروى عيد/ يلجأ العديد من الأهالي في قطاع غزة لاستخدام المُضادَّات الحيوية بكثرة دون الرجوع الى الطبيب دون العلم بمدى خطورة تناولها.

وعادة ما تعتبر المضادات أدوية مهمَّة تُستخدم لعلاج حالات العدوى التي تُسبِّبها البكتيريا أو الجراثيم التي تصيب الكبار والصغار.

وتعد المضادات الحيوية؛ من الأدوية التي لا تصرف دون وصفة طبية قانونيًا، وهذا المعروف عالميًا، ولكن في دول العالم الثالث يتهاون الصيادلة بصرفه واستخدامه دون الالتزام بالقانون، في تجاهل واضح للآثار المترتبة على ذلك.

الطبيب نبيل الشرقاوي، يؤكد أن المواطنين يتهاونون في استخدام المضادات الحيوية، وهو ما أنتج مقاومة لديهم ضد الكثير من المضادات الحيوية، حيث ينتج ميكروبات لا تجدي معها نفعًا المضادات المتوفرة في الدولة، ما يشكل مأزق للطبيب ومشكلة للمريض فيتم تحويله للخارج للبحث عن علاج يقضي ذلك.

ويرى الشرقاوي أنه ليس من الحكمة ان يتم وصف مضاد حيوي من "أقوى نوع" ليدلل على مهارة الطبيب في شفاء المريض بأسرع وقت، فالتدريج مهم ويجب الأخذ بعين الاعتبار مضار ذلك.

وشدد على ضرورة عدم إعطاء الأطفال تحديدًا مضادات حيوية بدون داعي وإن كانت بداعي ألا تكون قوية بحيث تقتل مناعة الطفل وتضعف مقاومة جسمه.

ويوصي الطبيب الشرقاوي بضرورة رفع الوعي لدى المواطنين حول المضادات الحيوية ودواعي استخدامها وأهمية التوجه للطبيب لتشخيص أمراضهم عوضًا عن اللجوء مباشرة للمضادات الحيوية.

وأشار إلى ضرورة الصرامة في تطبيق القوانين على الصيادلة وتشديد الرقابة عليهم في صرف المضادات الحيوية دون وصفات طبية منعا للنتائج السلبية على الصحة التي تترتب على ذلك، وفق قوله.

وخلال جولة في صيدليات مختلفة في قطاع غزة، وجدنا أن معظمها تتهاون في صرف الأدوية وخاصة المضادات الحيوية دون وصفة طبية، فيما يتمادى بعضهم في صرف المضادات بناءً على خبرتهم الشخصية في العمل الصيدلي.

وقد يعزو ذلك لضعف الرقابة على الصيدليات وعدم الصرامة في تطبيق القانون كما أن قلة وعي المواطن تجاه الأمر يساعد في زيادة الأمر سوء ويساعد في انتشاره.

ومن الملاحظ، أن المواطن الغزي بات لا يعي أضرار المضادات الحيوية في ظل بحثه عما يشفيه في وقت سريع، اضافةً إلى أن البعض لا يلجأ لطبيب مختص لتشخيص المرض واعطاء وصفة طبية مناسبة.

الفتاة آية حافظ اعتادت الذهاب للصيدلية المجاورة لمنزلها لصرف المضاد الحيوي في كل مرة تصاب بالإنفلونزا، تقول: "على الرغم من عدم تجاوب الجسم مع المضاد الحيوي المعتاد في الفترة الأخيرة، فقد اضطررت للجوء إلى مضاد حيوي أقوى"، مشيرة الى أن الأمر لا يحتاج إلى الذهاب للطبيب لتشخيصها فهي "انفلونزا عادية دورية".

منظمة الصحة العالمية أطلقت الأسبوع العالمي للتعامل مع المضادات الحيوية في الفترة ما بين 13 و19 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، إدراكًا منها لأهمية الحرص في التعامل مع المضادات الحيوية.

وتهدف الحملة العالمية إلى زيادة الوعي بمقاومة المضادات الحيوية، والتشجيع على اتباع أفضل الممارسات بين عامة الجمهور والعاملين الصحيين وراسمي السياسات، تجنباً لظهور المزيد من حالات مقاومة المضادات الحيوية وانتشارها.

وينصح الأطباء بتوجه المريض إلى المنزل وأخذ قسطاً من الراحة بدلاً من تناول المضادات الحيوية؛ حيث أن تناول هذه المضادات الحيوية في علاج الالتهابات العادية، سيقلل فترة المرض بحوالي يومين فقط، إلا أنه سيجعل مقاومة البكتيريا للدواء أكثر حدة، بمعنى "أنك لن تتمكن من علاج الأمراض التي تتطلب الدواء بهذه الأدوية".

وتشير دراسات إلى أن حوالي عشرة ملايين إنسان توفوا في الفترة التي تلت عام 2010، على خلفية سوء استخدام المضادات الحيوية.

من جهته، قال مدير التفتيش الصحي في وزارة الصحة الفلسطينية رأفت رضوان إن دور الوزارة هو رقابي تمثيلي فقط وليس لاتخاذ قرارت، مضيفا أنه تم تشكيل لجنة لمناقشة موضوع المضادات الحيوية وتقنينها من قبل الوزارة.

وحول الرقابة على الصيدليات في صرف المضادات الحيوية بدون وصفة طبية، اشار رضوان الى أن المضادات الحيوية موضوعها فني ويلزمها تشكيل لجنة ليقرر إذا كان احتياجها أولي أو لا.

ولفت الى أنه لا يوجد قانون يمنع الصيدلي من صرف المضادات الحيوية من غير وصفة طبية ولكن يتم دراسة تقنينها، وفق قول أبو رضوان.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد