"ايرز".. طُعم الاحتلال لصيد سكان غزة

حاجز ايرز

غزة /خاص سوا/فرح شعشاعة/ باتت إسرائيل تستخدم حاجزها الحدودي مع قطاع غزة، كمصيدة لاعتقال المدنيين الغزيين أثناء تنقلهم عبره باتجاه المحافظات الشمالية.

وخلال عام 2016، اعتقل 30 مواطنًا غزيًا ما بين مريض ومرافق وتاجر وغيرها من الفئات عبر معبر بيت حانون، فيما وصل العدد 14 معتقلًا منذ بداية العام الجاري، بحسب مركز الميزان لحقوق الإنسان.

ولعل انخفاض عدد المعتقلين خلال العام الحالي، لا يُشير إلى وجود تسهيلات وسياسة إسرائيلية أقل عدوانًا، إنما يعود إلى تقليص سلطات الاحتلال لعدد التصاريح الصادرة لسكان القطاع.

المواطن فضل أبو حصيرة (27 عاما)، من سكان مدينة غزة، والذي يعاني من التهابات حادة في ساقه اليمنى، جرى اعتقاله أثناء مروره عبر المعبر؛ وذلك بعد حصوله على تصريح للوصول إلى مستشفى المقاصد في مدينة القدس .

ويقول والد الأسير فضل لمراسلة "سوا" : "ابني توجه للمعبر برفقة والدته، بناءً على رسالة وصلتهما من الجانب الإسرائيلي، ردًا على طلب التحويلة الطبية من الهيئة العامة للشئون المدنية الفلسطينية".

ويضيف أبو حصيرة : "أدخلوه للمقابلة فور وصوله المعبر، وانتظرته والدته لمدة تزيد عن 5 ساعات، فذهبت الأم لأحد الضباط لتستفسر حول مصير ابنها، الذي بدوره أخبرها بأنها مرفوضة أمنيًا، وأنه تم اعتقال ابنها لذات السبب".

ويستدعى طالب التصريح عادةً، لمقابلة أمنية في المعبر ومن الممكن اعتقاله وإخضاعه وابتزازه للتخابر مع الاحتلال، أو أن يعود إلى غزة، ليصبح المعبر سلاحاً لابتزاز المرضى المسافرين.

ويوضح والد الأسير أنه وعائلته لا يملكون أي معلومات مؤكدة عن ابنهم سوى أنه موجود في أحد زنازين سجن عسقلان تحت التعذيب، ولا تستطيع زيارته، لافتًا إلى أنه بحاجة لإجراء عملية جراحية طارئة في ساقه، مُحذرًا في الوقت ذاته من أن مرور الوقت لا يخدم حالته الصحية.

وبحسب المؤسسات الحقوقية، فإن الاحتلال لا يراعي الحالة الإنسانية الصعبة لسكان غزة، إذ ثمة هناك أعدادًا كبيرة من المواطنين بحاجة ماسة للسفر، إلا أن الاحتلال يُقابِل طلبهم المرور عبر المعبر بالرفض المُطلق.

حسن الراعي (39عاما) مدرب فريق المكفوفين بأكاديمية نادي المشتل للفنون القتالية، اعتقله الاحتلال في أبريل العام الماضي، أثناء عودته إلى قطاع غزة بعد مشاركته مع فريق مكفوفي غزة ببطولة في دولة الإمارات.

ولم تُبرر سلطات الاحتلال حينها سبب اعتقال المُدرب الرياضي الراعي، لتستمر في اعتقاله قرابة 30 يومًا ، قبل أن تُعلن عن الافراج عنه.

وبحسب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، فإن سلطات الاحتلال تنتهك قوانين الاتحاد الدولي، عبر إعاقتها لتنقل الرياضيين الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية، كما أنها اعتقلت واعتدت على عددٍ كبير من الرياضيين خلال السنوات الماضية.

بدوره، قال عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في تصريح صحفي، إن سلطات الاحتلال حولت معبر بيت حانون "ايرز" إلى مصيدة لاعتقال المدنيين من قطاع غزة، وجعلت منه مكاناً لاحتجازهم وابتزازهم.

وأضاف : "سلطات الاحتلال تستغل الحاجة الماسة للناس للسفر عبر هذا المعبر، لغرض العلاج أو التعليم أو التجارة أو المرور إلى الأردن، فتمنحهم تصاريح دخول ومن ثم تعمد إلى توقيفهم في المعبر واحتجازهم لساعات طويلة وأحيانا تقوم بابتزازهم واعتقال البعض منهم".

ومن الجدير بالذكر أنه هناك تشديد كبير من قبل سلطات الاحتلال على إصدار التصاريح منذ بداية العام  وأن نسبة الموافقات الإسرائيلية على تصاريح المرضى بلغت 82% في العام الماضي، فيما انخفضت إلى (50-60%) خلال 2017.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد