مع ارتفاع حدة التراشق الإعلامي.. هل سيمر مهرجان رحيل "أبو عمار" بدون خلافات؟

57-TRIAL- غزة / خاص سوا/ دفع عودة التراشق الإعلامي بين حركتي فتح و حماس في الأيام الأخيرة بشرائح واسعة في الساحة الفلسطينية لأبداء مخاوفها بأن يلقي ذلك التراشق بظلاله على مهرجان ذكرى رحيل الرئيس "ياسر عرفات" والذي من المقرر أن تقيمه حركة فتح في الحادي عشر من نوفمبر الجاري بمدينة غزة.
وزاد من حدة تلك المخاوف الشتائم والقدح بين مناصري فتح وحماس على صفحات الفيس بوك، بعد دعوات أنصار حماس للأجهزة الأمنية في غزة بمنع إقامة المهرجان قبل أن يتم الاعتراف بالموظفين من قبل حكومة التوافق بشكل رسمي، وإفساح الحريات بشكل أكبر لمناصري حماس والتنظيمات الأخرى في الضفة الغربية أسوةً بما تتمتع به حركة فتح من حرية في غزة.
مهرجان بطابع وحدوي
حركة فتح من جانبها، أوضحت أنها معنية بأن يخرج المهرجان بطابع وحدوي، ويشارك فيه كل ألون الطيف الفلسطيني، الذين ستوجه لهم دعوات رسمية من قبل الحركة خلال الأيام القليلة القادمة.
وأكد الناطق باسمها "فايز أبو عيطة" أن مكان المهرجان سيكون على أرض الكتيبة غرب مدينة غزة، والزمان كما هو محدد سابقاً في الحادي عشر من نوفمبر، منوهاً إلى أن رمزية الرئيس عرفات في القضية الفلسطينية هي من ستعجل المهرجان يظهر بمظهر وحدوي.
وبين الناطق باسم فتح لوكالة (سوا) الإخبارية صباح اليوم الأربعاء، أن أهم فقرات المهرجان هي كلمة الرئيس " محمود عباس " التي وصفها بـ"التاريخية"، والتي ستتناول المرحلة الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية، على الصعيد السياسي وطي صفحة الانقسام الداخلي.
وكانت حركة فتح قد تلقت موافقة من قبل رئيس حكومة التوافق "رامي الحمد لله" الذي يشغل أيضاَ منصب وزير الداخلية، لإقامة مهرجان ذكرى رحيل الرئيس "أبو عمار" على أرض الكتيبة في غزة، حيث ستقوم عناصر من الأجهزة الأمنية بتأمين المهرجان.
هاشتاج #لن_يحتفلوا
من جانبهم، عبر العديد من نشطاء حركة حماس على الفيسبوك عن رفضهم لإقامة حركة فتح مهرجان ذكرى رحيل الرئيس عرفات على أرض غزة، وبدأوا منذ أيام بالتغريد على هاشتاج (#لن_يحتفلوا)، مطالبين عناصر فتح بالطلب من قياداتهم الكشف عن قاتل الرئيس "أبو عمار" قبل الاحتفال بذكرى رحيله.
وأوضح أولئك النشطاء أن من سيؤمن المهرجان هم عناصر من الأجهزة الأمنية في غزة والذين لم يتلقوا رواتبهم منذ 5 أشهر متواصلة، وترفض حكومة التوافق الاعتراف بهم حتى اللحظة، مطالبين بالضغط على حركة فتح والحكومة من أجل الاعتراف بشرعية الموظفين قبل أن يسمح لها بإقامة مهرجان في غزة.
وشهدت مشاركات أولئك النشطاء عبر الفيسبوك حالات من الشتم والاتهامات المتبادلة مع نشطاء حركة فتح الذين أخذوا بالرد على تلك المشاركات، في مشهد أعاد للأذهان أيام الانقسام الأولى.
الداخلية ستؤمن المهرجان
هذا وكانت وزارة الداخلية في غزة قد أعلنت في وقت سابق لها من الأسبوع الجاري أنها ستؤمن تنظيم مهرجاناً شعبياً لحركة فتح لمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس ياسر عرفات التي توافق يوم 11 من الشهر الجاري.
وقال "إياد البزم" المتحدث باسم الوزارة في بيان له، إنه جرى اليوم عقد لقاء بين اللواء "صلاح أبو شرخ" مدير عام قوي الأمن الداخلي و"هشام عبد الرازق" ممثلاً عن قيادة حركة فتح في غزة بشأن التنسيق لإقامة مهرجان جماهيري في ذكرى رحيل "أبو عمار" في قطاع غزة.
وأوضح البزم أنه تم خلال اللقاء الاتفاق على كافة التفاصيل المتعلقة بالمهرجان، وأن اللواء أبو شرخ أوعز للأجهزة الأمنية المختصة بإجراء الترتيبات اللازمة لتأمين المهرجان. وسبق أن أمنت وزارة الداخلية في غزة مطلع العام الماضي مهرجاناً جماهيرياً لحركة فتح بمناسبة ذكرى انطلاقتها.
ضغط إعلامي
المحلل السياسي "طلال عوكل" استبعد في حديث مع وكالة (سوا) الإخبارية، أن يؤثر ذلك التراشق على مهرجان رحيل "أبو عمار"، وسيمر المهرجان بكل سهولة ويسر، خاصةً وأن هناك لجان مشتركة بين حركتي فتح وحماس والأجهزة الأمنية في غزة لتأمين المهرجان.
واعتبر عوكل أن رمزية الرئيس "عرفات" تبقى في النهاية أكبر من كل تلك السجالات الإعلامية، نظراً لشخصية ذلك الرجل التي كانت توحد ولا تفرق، مستبعداً أن تقوم حركة حماس بأي إجراء يمكن أن ينغص على ترتيبات المهرجان.
وبين أن ما يقوم به عناصر حركة حماس إعلامياً وبعض قيادتها هدفه الضغط والتذكير بأن هناك مشكلة تخص الموظفين في غزة، بالرغم من صرف سلفة الـ 1200 دولار للموظفين المدنيين في حكومة غزة السابقة.
يشار إلى أن الرئيس الفلسطيني السابق "ياسر عرفات توفي في 11 نوفمبر /تشرين الثاني 2004، بأحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس، خلال تلقيه العلاج بعد تدهور صحته خلال حصار الجيش الإسرائيلي له لعدة شهور في مقر الرئاسة ب رام الله المعروف باسم "المقاطعة".
وكانت لجنة تحقيق فلسطينية في وفاة عرفات، قد أعلنت نهاية العام 2013 عن موته "مسموماً بمادة البولونيوم المشع" نقلاً عن تقريرين لمعهدين طبيين في روسيا وسويسرا.


215
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد