"الحايك" يعالج نطق الأطفال داخل وخارج حدود القطاع

محمد الحايك

غزة / سوا /  فاتن عيسى / يعتقد الكثيرون أن قطاع غزة ليست البيئة المُناسبة لإبداع أيٍ من أبنائها، ولكن ثمة أشخاص أثبتوا عكس هذه الفكرة، فالشاب محمد الحايك استطاع رغم كل الظروف الصعبة التي تعيشُها غزة، أن يُضيف أملاً جديداً للكثير من العوائل الذين يُعانون أبناؤهم من تأخر في النطق، مُتخطياً حدود القطاع .

الشاب الحايك (29 عاماً) والذي تخرج من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بغزة، عزّز خبراته العملية بالمطالعة والمتابعة والاطلاع على الأساليب الحديثة لعلاج النطق واللغة عند الأطفال، وبعد تخرجه شارك في مشاريع عدة نظمتها مؤسسات دولية لفحص وعلاج الأطفال في قطاع غزة.

ويعمل حاليا على تقديم المُساعدة لعشرات الأطفال داخل وخارج غزة ممن يواجهون صعوبة في النُطق والحديث، مُعتبراً أن مُساعدتهِ للأطفال اكبر نجاح استطاع أن يقدمه .

وعن بداية مبادرته الإنسانية، حيث انطلقت عندما طلبت بعض الأمهات خارج غزة مساعدته في علاج وتعليم أطفالهن مخارج الحروف، يقول الحايك: "كانت البداية مع سيدة سورية هاجرت إلى لبنان، وبعد إجراء الاختبارات على طفلتها تم اكتشاف الخلل في 10 حروف، وباشرت علاجها بالتمارين عبر الفيديو، إلى جانب تعليم الأم طريقة إخراج كل حرف وحده، ونجح علاج الطفلة بعد ثلاثة أسابيع من الجلسات المتواصلة".

ولم يكن يتوقع النجاح الذي حققه مع الطفلة السورية، والتي قامت والدتها بنشر رسالة شكر خاصة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما شجعه على مواصلة الطريق، خاصة بعد طلبات العلاج التي وصلته من الضفة الغربية، الأردن، العراق، الجزائر، تونس، حيث جرى علاجها جميعاً.

ويستخدم الحايك أسلوب اللعب في علاجه للأطفال اضافة لاستخدام التكنولوجيا حتي يتم ترغيب الطفل بمعني الشاشة الذكية، وهي أساليب مرغوبة ومحبوبة للطفل.

وعلى الرغم من أن التواصل إلكترونيا تُعتبر طريقة صعبة تماما للبعض، خاصة فئة الأطفال، إلا أنها خدمت  الكثير من الثقافة وحداثة العِلم، يضيف: "يمكن رؤية انعكاس ذلك في التغير على أسلوب حديث الطِفل بشكل واضح؛ مخارج الحروف، كلها تعزز بشكل أو بآخر هذه  تجربة".

اكبر نجاح قدمه اخصائي النطق الحايك، هو التواصل مع حالات خارج قطاع غزة وعلاجها، يقول: "لأول مرة أحسست بأنه باستطاعتي أن أحقق وعدي الذي وعدته".

أول حالة خارج غزة قام بمتابعتها، استطاع الحايك أن يعالجها بإتقان ليمارس الطفل حياته بشكل طبيعي، ما أعطاه الثقة بقدراته وشجعه على استمرار العمل في معالجة حالات أكثر خارج غزة.

وتعتبر صفحة الاخصائي الحايك على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وسيلة مهمة للتواصل مع ذوي الأطفال الذين يعانون من مشاكل النطق والحديث، وهي ما ساعده على شهرته في مجاله.

وبات الحايك الآن مشرفًا على علاج حالات من الضفة الغربية، والعراق والاردن وتونس والجزائر، وبلدان أخرى.

وفي اطار العمل الانساني، أطلق الشاب حملة تَستهدف الأطفال السوريين المهاجرين الى تركيا، حيث يقوم حاليا بمتابعة وعلاج قرابة 25 طفلًا.

كما يهتم الاخصائي محمد الحايك بعلاج المشكلة المعروفة بـ "التأتأة"، عن طريق تنظيم النفس عبر تطبيق تمارين معينة مثل نفخ البالون او الركض او النفخ علي الشمع او حبس النفس، وغيرها.

ويوضح أن طرق العلاج تختلف مع اختلاف حالة كل طفل، مشيرا الى أن البداية تكون بالشرح للطفل "من اين يخرج الحرف من اعضاء النطق ولوحده، ومن ثم في مقاطع قصيرة ثم طويلة وهكذا".

ويشعر الاخصائي الحايك أنه يؤدي رسالة انسانية يجب الاستمرار في أدائها لجميع الأطفال أينما وجدوا ودون تمييز أو طبقية، على الرغم من كافة المعوقات. 

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد