غزة /سوا/حاتم هاني الرواغ/ تنبعث رائحتها مع ساعات الصباح الأولى، وتفوح من داخل كل منزل لتشكل بداية نهار جديد، إنها القهوة السمراء، المشروب الأكثر انتشاراً والذي يُعد ثاني أكثر السلع تداولا في العالم بعد النفط الخام، وينمو في أكثر من 70 بلدا.

في متنزه ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة، يجلس الشاب إبراهيم الخطيب (23 عاماً) على إحدى الطاولات، يحتسي كأساً من القهوة صباحاً بينما ينتظر موعد محاضرته الجامعية، ومن حوله عدد من المواطنين يترددون على بائعي القهوة.

 ويقول الخطيب بأن" القهوة هي مشروبه المُفضل" وقد يؤدي ذلك إلي شُرب (3) كؤوس على مدار اليوم، وأعتبر شُرب القهوة عادة يومية لا يمكن أن يستغني عنها، وفي حال لم تتوفر خلال اليوم قد يُصاب بصداع خفيف بالرأس، على حد قوله..

بينما يقف أيمن بلبل (47 عاماً) خلف "بسطته" التي يبيع من خلالها القهوة ويعمل عليها على مدار اليوم، يصطف أمامه عدداً من السيارات ليحصلوا على كأساً من القهوة، ويجلس بجواره مجموعةً من الزبائن الذين يترددون عليه بشكل يومي وخاصة في ساعات الصباح الأولى.

يوضح بلبل بأن، القهوة مشروب يشهد إقبالاً كبيراً بين المواطنين على الرغم من توفر أكثر من (70) نوعاً من المشروبات الساخنة لديه، ولكن للقهوة النسبة الأكبر لاحتوائها على الكافيين الذي يعُتبر منبه طبيعي يساعد على الشعور بالانتباه واليقظة لفترة من الزمن.

ويمتهن بلبل بيع القهوة منذ أكثر من (15 عاماً) حين كان أعداد بائعي القهوة في قطاع غزة محدود جداً، ولكن مع تردي الوضع الاقتصادي لجأ المواطنين إلى اقتناء عربات لبيع القهوة على مفترقات الطرق وفي الأماكن العامة، ليتمكنوا من سد جزء بسيط من احتياجاتهم اليومية.

وفي حديث مع مدير عام شركة "ديليس" عبد الحافظ عثمان، أكد إن الكمية الإنتاجية للقهوة في قطاع غزة كبيرة جداً، وتعتبر كسلعة أساسية يحتاجها المواطنين في حياتهم اليومية، مشيراً إلى أن القطاع يستهلك يومياً ما يزيد عن (5) أطنان من القهوة، وأن الشركة تزود السوق وبشكل يومي بأنواع مختلفة من القهوة وبكميات كبيرة.

وهذه الكمية ما أكدته شركة أخرى في إنتاج القهوة وتوزيعها، حيث أكدت على أن غزة تستهلك يومياً ما يزيد عن 5 أطنان من القهوة بمختلف أنواعها.

ويوضح عثمان في حديثه لـ"سوا"، أن شركته تستورد القهوة الخضراء من عدة بلدان منها البرازيل وكوالالمبور والهند وغواتيمالا والأكوادور، ويتم إدخالها إلى قطاع غزة عبر المعابر الحدودية ومن ثُم تحميصها وطحنها في معامل الشركة الخاصة، ومن ثم توزيعها على نقاط البيع.

وبحسب وزارة الاقتصاد الوطني بقطاع غزة، فإن القطاع يستورد سنويا (1892) طن من البن سنوياً، بمعدل استهلاك يومي يصل لـ (5) أطنان.

 وتعد هذه الكمية كبيرة جداً بالنسبة لبقعة جغرافية صغيرة كقطاع غزة مقارنة ببلدان العالم، حيث يبلغ سكانه حوالي 2 مليون نسمة.

ويختلف الكثير من الناس خاصة في المناطق الشعبية على مدى ضرر أو فائدة شُرب القهوة على صحة الإنسان.

وتعد القهوة سلاح ذو حدين، كما يقول المثل الشعبي: "ما زاد عن حدّه قلب ضده"، وهذا ما ينطبق على شرب القهوة بالتأكيد، فإنّ شرب القهوة وإدمانها له فوائد سلبية ضارة على الجسم، على أنّ الاعتدال في شربها له فوائد صحيّة على الجسم، وذلك علينا أن نكون حريصين على ذلك.