سيدة فلسطينية تتفوق في صناعة المنتجات الطبيعية
خاص/ سوا/ إسراء شحادة/ كثيرا ما يعتمد رواد الأعمال في نجاحهم على قاعدة "في كل محنة منحة" لمعرفة كيفية اكتشاف المنحة في قلب المحنة، وكيف يخرج النور من قلب الظلام، فلم تيأس السيدة كاميليا ثابت يوماً من قدرتها على فتح مشروعها الخاص في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها قطاع غزة منذ عدة أعوام.
السيدة ثابت (45 عاماً) أنشأت مشروعاً أطلقت عليه اسم "ياسمين للمنتجات الطبيعية"، بعد جولات من الفشل والتجريب لتوفير علاج لأحد أفراد عائلتها بسبب عدم توفره في قطاع غزة.
نشأة الفكرة
وبدأت فكرة المشروع عندما أصيبت ابنة شقيقتها بمرض "الحساسية الشديدة"، حيث لم يتجاوب جسدها إلى أي نوع من العلاج المتوفر، فبدأت التفكير بصناعة منتج من شأنه أن يقضي على الحساسية التي تعاني منها الطفلة الصغيرة، مستفيدة من دراستها لعلم الكيمياء، وخبرتها في تجهيز المستحضرات الطبية.
وانطلقت السيدة من قاعدة أخرى "الحاجة أم الاختراع"، وقررت ثابت أن تبدأ بالمحاولة لصناعة منتج طبيعي يساعد الطفلة على التخلص من الحالة التي تعاني منها "الحساسية"، ولكنها فشلت في عدة محاولات مما جعلها تشعر بالإحباط في البداية.
ولم تدع ثابت الفشل يسيطر عليها وأقنعت نفسها مجددا أنها تستطيع التغلب على الأمر، وبعد عدة محاولات تمكنت من صناعة أول منتج علاجي لها عام 2001 وهو صابون بزيت الزيتون.
رغبة وشغف
وفي حديثها لـ "سوا" تقول: "كانت البداية عبارة عن احتياج منزلي، بعد ذلك اكتشفت أن الأمر ليس متعلق بدراستي الجامعية فقط، بل أني أمتلك الرغبة والشغف لتطوير نفسي في هذا المجال، فأخذت أبحث وأقرأ عن كل ما هو جديد في هذا المجال".
وأضافت: "كان يلزمني الكثير من الوقت لأتمكن من تطوير مشروعي بسبب ظروفٍ صعبة مررت بها بعد توالي الحروب على القطاع"، مشيرة الى أنها تمكنت من اقامة أول معرض لمنتجها عام 2015، تضمن مجموعة من المنتجات الطبيعية المختلفة منها؛ الصابون والكريمات ومقشر للجسم، وكان المعرض ناجحاً أكثر مما توقعت.
شغف ثابت بهذا المجال جعلها في حالة مستمرة من البحث والاطلاع على كل ما يتعلق بالمنتجات الطبيعية والمطابق للمواصفات العالمية لتطوير شركتها، حيث أصبحت تمتلك مجموعة كبيرة من المنتجات الطبيعية من ضمنها منتجات العناية بالبشرة والشعر.
التسويق
وأصبحت ثابت تمتلك معملًا صغيرًا في منزلها تقوم من خلاله بتصنيع منتجاتها، أما عملية البيع فتكون "أون لاين" من خلال صفحة الكترونية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لعرض وتسويق منتجاتها، وتشهد الصفحة تفاعلًا كبيرًا.
وفي جهودها للتسويق، تعمل السيدة على عرض منتجاتها في العديد من نقاط البيع وبعض الصيدليات، بالإضافة إلى المشاركة في العديد من المعارض كان آخرها معرض "بريق الأمل" قبل عدة أيام، والذي يهدف لدعم مريضات السرطان.
أما كمية التسويق، فتصفها ثابت بأنها متذبذبة من فترة لأخرى، وتزداد في فترات الاعياد والمناسبات، تضيف: "ولكن الاضطرابات في الحياة الاقتصادية الذي سببتها أزمة الرواتب أثرت على محدودية المبيعات".
فارق كبير
وعن الفرق بين المنتجات الطبيعية والمنتجات الصناعية المتوفرة في الأسواق، تقول ثابت: "هناك فرق كبير بينهم، فالمنتجات الموجودة في السوق تحتوي على مواد كيميائية تضر بالجسم وتؤذيه، أما الطبيعية فهي مصنوعة من الزيوت الطبيعية ومن مواد كيميائية بسيطة يستطيع الجسم تكسيرها وطرحها والتخلص منها دون أن تضره أو تؤذيه".
وتضيف: "المواد المستخدمة في الانتاج تكاليفها مرتفعة، وهذا ما يجعل أسعار المنتجات الطبيعية أعلى من أسعار المنتجات الأخرى".
تحديات وصعوبات
ولعل أبرز الصعوبات التي تواجه ثابت في مشروعها، هي أزمة المعابر التي يعاني منها قطاع غزة منذ عدة أعوام، الأمر الذي يمنعها من الحصول على أنواع معينة من المواد المستخدمة في صناعة منتجاتها وغير متوفرة في القطاع.
ومن شأن هذه المواد أن ترفع جودة المنتجات بنسبة كبيرة اضافة الى زيادة كمية الانتاج، ليصبح بالإمكان تصديرها للخارج.
لم يكن عملها في صناعة المنتجات بالأمر السهل، تقول ثابت: "الصناعة اليدوية ليست سهلة فهي مرهقة جداً وتحتاج إلى جهد كبير، إضافة إلى أن هناك نظم وقوانين تضبط التصنيع ويجب الالتزام بها".
نجاح وطموح
وعبرت ثابت عن فرحتها بنجاح مشروعها، وتُقدر نسبة النجاح بـ 75%، فيما تطمح لأن يكون لديها احترافية أعلى؛ سواء احترافية علمية أو مهنية حتى تتمكن من رفع تلك النسبة.
كما تسعى إلى إنشاء زاوية خاصة بالأطفال، تتضمن العديد من المنتجات الطبيعية والخالية تماماً من الزيوت والمواد الحافظة، والتي تتطلب الالتزام بقيود شديدة حتى يكون المنتج آمن 100%.