"أصحاب البيوت المدمرة" مصير مجهول بانتظار "منافع" المصالحة
غزة /خاص سوا/ربا العجرمي/ بعد مضي أكثر من ثلاثة أعوام على انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، ثمة شريحة كبيرة من الذين دُمرّت مساكنهم خلالها، لم تطالهم بعد عجلة إعادة الإعمار.
وبعد قدوم حكومة الوفاق الوطني لغزة، وعقدها اجتماعها الأول فيها منذ عام 2014، عاد الأمل من جديد في نفوس أولئك الذين أنهكتهم الوعود، بقرب إيفاء الدول المانحة بتعهداتها، وإعادة إعمار منازلهم.
وبلغ إجمالي التعهدات التي أعلن عنها المانحون في مؤتمر القاهرة المنعقد في 12 أكتوبر 2014 بمبادرة من مصر والنرويج والسلطة نحو 5 مليارات دولار، من بينها 3.5 مليار دولار بهدف دعم إعادة إعمار غزة، و1.5 لدعم الموازنة العام للسلطة.
وعود فقط
"الدول المانحة لم تفِ بوعودها حتى الآن، واسمكم لا يزال على قائمة الإعمار"، كلمات تكررت على مسامع الحاج سالم العطاونة أحد أصحاب المنازل المدمرة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وعبّر العطاونة خلال حديثه لـ"سوا" عن أمله بأن تتسلم الحكومة مهامها في قطاع غزة، وتضع ملف الإعمار فورًا على طاولتها، مضيفًا بنبرة غاضبة : "دخلنا في العام الرابع ولم يتغير شيء."
وكحال العطاونة، أبدى المواطن أبو أحمد المصري تخوفه من قدوم فصل الشتاء وهم على ذات الحال، مشيرا أنهم يعانون الأمرين من هذا الفصل في مواجهة الأمطار الغزيرة من جهة والبرد القارس من جهة أخرى.
وأضاف: "ما زلنا نعيش على أمل أن تتحول وعود المسئولين لنا إلى أفعال على الأرض"
المواطن "أبو حسن عفانة, " أحد أصحاب البيوت المدمرة, كان يملك منزلاً من ثلاثة طوابق, في منطقة تل الزعتر شمال غزة, و تم تدمير منزله بشكل كلي من طائرات الـ F16 الصهيونية, هذا المنزل يقول عفانة:" كان يسكنه نحو 5 عائلات هي الآن مشردة ومشتتة.
وأضاف :" لم نتلقى أي من التعويضات أو ما يسمى بدل إيجارات إلى الآن وللشهر الثالث على التوالي, ولا زالت البوصلة تائهة حول من هو المتسبب بتأخير هذا الإعمار؟" .
يذكر أن 200 وحدة سكنية مدمرة كليا في غزة لم يتم إعمارها بعد, والآلاف من أصحاب المنازل المدمرة لم يتلقوا بدل إيجار منذ شهور .
من جهته، أكد وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، أن العديد من الدول المانحة لم تلتزم بالـ 5% التي تعهدتها في مؤتمر المانحين, في حين أن 39% فقط قيمة ما تم الإيفاء به من مستحقات إعادة الإعمار.
ويحتاج قطاع غزة إلى مبلغ 5.4 مليار دولار أميركي لإعادة إعماره في كل القطاعات، بحسب الحساينة .
وأكد الحساينة أن أي مواطن دُمر بيته، ويتواجد في كرفان، سيكون صاحب الأولوية بالنسبة للوزارة في سجل الإعمار.
وقال: "الجهات المانحة تتحدث دائما عن موضوع الانقسام، وستكون الأمور أفضل بكثير من حيث المنح للإعمار" .
وطمأن الحساينة، المواطنين بأن ملف الإعمار كان حاضرًا خلال جلسات الحكومة الفلسطينية منذ تشكيلها عام 2014، مؤكدًا أن وضع عملية الإعمار سيتحسن بعد إنهاء الانقسام.