عاش الشعب الفلسطيني صولات وجولات من جلسات المصالحة الفلسطينية منذ بداية عام 2005 ولغاية الآن، حيث أفضت تلك الجلسات إلى عدة اتفاقيات أبرزها "إعلان القاهرة" في عام 2005، وتبعها "اتفاق مكة" في عام 2007 ومن ثم جلسات حوار في القاهرة واليمن والدوحة  و"اتفاق الشاطئ" في عام 2014م،  وصولا للترجمة الفعلية لكافة الاتفاقيات السابقة في 2017 برعاية مصرية، ذلك الاتفاق ما كان ليتم تطبيقه بسبب صعوبة الرهانات العربية الرهانات العربية والإقليمية والمصالح الضيقة للأحزاب الفلسطينية المتحاورة، لقد ناقشت الفصائل الفلسطينية مسارات المصالحة الفلسطينية في عدة دول عربية وإقليمية دون التوصل لمسودة اتفاق نهائي ينهى الصراع الفلسطيني الفلسطيني، ولم يُكتب النجاح لمعظم الجهود العربية والمحلية في وضع حد لحالة الانقسام في الأراضي الفلسطينية، ولكن في النهاية وُجدت الإرادة والعزيمة وتم تهيئه المناخ العربي والفلسطيني لقبول المصالحة، دون النظر لغالب أو مغلوب من الأطراف الفلسطينية.

لازال المواطن الفلسطيني يعيش هوس المصالحة الفلسطينية التي جاءت سريعة وتم تنفيذ بعض شروطها في وقت قياسي فقد تم حل اللجنة الإدارية لحركة حماس وجاءت حكومة التوافق الوطني بكافة أركانها إلى قطاع غزة واستلمت مهام عملها وباشرت في التعرف على أركان وزارتهم المتهرئة منذ سنوات والتي عانت الحصار والتهميش وقله الحيلة، إلا أن المواطن في غزة يستشعر التحسن وقرب التوصل إلي توافق وطني بالكامل ينهي سنوات عشر عجاف من المعاناة والألم، وهو ينتظر أن تقوم الحكومة بكامل عملها خلال وقت قريب.

لقد تم حقن المجتمع الفلسطيني خاصة في غزة بشحنات من الأمل على أن فجر تحسن الواقع الاقتصادي والقضاء على البطالة والفقر و فتح المعابر وتحسن جدول الكهرباء وتوفير المياه بات أقرب من أي وقت مضى، وأن ما يحدث اليوم على أرض الواقع في غزة يمثل " عودة السلطة الفلسطينية لممارسة عملها في قطاع غزة"، هذا الشعور لابد أن يُقابل خلال الأيام القادمة بمزيد من التنفيسات على القطاع المدمر من خلال رفع الإجراءات العقابية التي رافقت اللجنة الإدارية، حتى يبقى باب التفاؤل مفتوحا على مصراعيه أمام المواطن الذي يسعى إلي فتح صفحة جديدة مع فصائلة وأحزابه وقيادته، يكون عنوانها " غزة في انتظاركم".

في نظرة على مجمل الأحداث الأخيرة التي عاشتها الفصائل الفلسطينية في القاهرة نجد أن التفاهمات تناقش عمل الحكومة والتي تطمح لأن يتم تمكينها ووزرائها كل في مجال اختصاصه وحسب الصلاحيات والمهام الموكلة لهم من ممارسة عملهم والالتزام بتذليل العقبات التي تعترضها وتمكين كافة المؤسسات والهيئات والمحافظات من القيام بمهامها المنصوص عليها في النظام الأساسي الفلسطيني، وترحيل نقاط الخلاف إلي القاهرة من اجل التوافق عليها وهذا أحدث صدى كبير في الشارع المصري بأهمية الدور المصري والإيمان المطلق بأن مصر تسعى جاهدة إلي وحدة الشعب الفلسطيني تحت مسمى السلطة الوطنية الفلسطينية وفرض سيطرتها على الضفة الغربية وقطاع غزة.

 نحن الفلسطينيين قطعنا شوطا طويلا من أجل طي صفحة الانقسام وتوحيد شطري الوطن وإنهاء الحقبة التاريخية الأصعب في حياتنا، لذلك نشطت مؤخرا القيادات الفلسطينية في جمهورية مصر العربية وقطاع غزة وبرعاية مصرية وعربية على انجاز مجموعة من اللقاءات من أجل تحسين الظروف السياسية والإنسانية والاقتصادية في قطاع غزة، فقد ارتفع سقف الأحلام والمراهنات على نجاح المصالحة، وباتت الأحلام ممكنة، وأصبح لدينا أمل بأن القادم أفضل

على نار هادئة طبخ المصريين اتفاق المصالحة ما بين حركتي فتح وحماس بل زادت على ذلك بأن أرسلت رئيس جهاز المخابرات المصرية خالد فوزي إلي غزة، وحضر اجتماع الحكومة من أجل أن يثق المواطن الفلسطيني بأن المصالحة أصبحت واقعاَ لا يمكن العودة إلي الوراء من جديد، فقد تعامل المصريين مع ملف المصالحة هذه المرة بجدية كبيرة وأعطته اهتماما أكبر من أي وقت مضى. 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد