صور.. "موسم البلح بغزة".. انتاج وفير واسعار متدنية

موسم البلح بغزة

خاص/سوا/ وفاء أبو خصيوان/ كل من يراها يُعجب بطولها وشموخها، والاغلب يعتقد ان الفائدة الوحيدة منها البلح والرطب، ولكن كل جزء من النخلة يٌستخدم في الصناعة، ويستفيد منه الانسان والحيوان.

ويعتبر الرطب والعجوة موسم الخير في قطاع غزة ومدينة دير البلح خاصة، والكثير من مزارعي النخيل توارثوا زراعة النخيل وكيفية العناية به طوال العام، ليحصدوا ثماره في بداية اكتوبر ويستمر شهرا كاملاً.

ويشتهر قطاع غزة بزراعة أشجار النخيل المثمرة، فمع بداية أكتوبر من كل عام، تبدأ مراسم قطف البلح "الحياني" والتي تتشابه الى حد كبير مع مراسم الأفراح، يبدأ خلالها عشرات النخالين بالاستعانة بمئات العمال استعداداً لإتمام عرس سنوي ينتظره مئات التجار وآلاف المواطنين.

ويعتبر الموسم الحالي 2017 أكثر المواسم انتاجا للبلح على الاطلاق، فيما يوفر موسم القطف مئات فرص العمل للعمال والمزارعين الذين ينتظرون بدء الموسم بشغف كبير، لذلك يعتبر موسم البلح مصدرا أساسيا لدخل عشرات العائلات في قطاع غزة.

 

 

ام انور ابو جميزة وابنتها ومجموعة من النساء العاملات في مزرعة النخيل المجاورة لمنزل لها، يجلسن وبين أيديهن وعاء مليء بـ "الرطب" يقمن بتقشير الجزء الخارجي منه واخراج النوى من داخله، ثم ترتيبه في اواني خاصة لوضعه في المُجفِّف الشمسي، وهو عبارة عن دفيئة بلاستيكية بداخلها مجموعة من الاعمدة لترتيب الاواني عليها، لسرعة التجفيف والحفاظ على نظافته من الحشرات الطائرة.

لم يقتصر العمل عند ام أنور (50 عاماً) على صنع العجوة فقط، فهي تقوم بعمل "الدبس من الرطب"، و"المربى من البلح الاحمر"، حيث تقوم بتقشير البلح ووضعه في وعاء كبير وغليه، ومن ثم اخراج النوى منه ووضع بدلا منها اللوز، ثم تعيد طبخه على الغاز حتى ينضج, وتأخذ عملية الطبخ حوالي 12 ساعة حسب الكمية.

ومن داخل المجفف الشمسي يتفقد المزارع جمال ابو جميزة العجوة ويتابع العمل مع العمال، يقول: "محصول النخيل في غزة يعد منتجا وطنيا ومن أساس الاقتصاد الفلسطيني، ويعتبر البلح الحياني اكثر انواع البلح جودة واشهرها في قطاع غزة".

ويؤكد المزارع ان بدء موسم البلح يساهم في خلق فرص عمل وصلت في العام الماضي الى 100 عامل وعاملة داخل مزرعته فقط.

ويوضح أبو جميزة (60 عاماً) كيفية عمل القهوة من نوى البلح، حيث يقوم بتنظيفه وغسله وتجفيفه وطحنه مع الهيل واضافة 20% قهوة وخلطها مع بعضها البعض، لتخرج على شكل قهوة ذات جودة عالية، تم عرضها في عدد من معارض المنتجات الغذائية.

حتى أوراق النخيل "الجريد" يتم استغلاله عقب عملية القطف سنويا، ويشير الي تجميع الأوراق وتنشيفها وطحنها واستخدامها في صناعة غذاء الحيوانات، كما يستخدم البلح الضعيف او الغير صالح للإنسان كغذاء لبعض الحيوانات.

 

 

وتوقعت وزارة الزراعة بغزة، أن يصل انتاج البلح هذا العام الى 15 الف طن ما يشكل فائضاً كبيرا يزيد عن حاجة قطاع غزة، فيما يعاني الموسم من تدني اسعار البلح ومشتقاته، لعدم فتح الباب لتصديره، بسبب الحصار.

ولا يحتمل محصول البلح التخزين لفترات طويلة في الثلاجات، من أجل استخدامه في فترات لاحقة من العام، بسبب أزمة الكهرباء، مما يعمل على فساده ويسبب خسارة كبيرة للتاجر والمزارع.

ويطالب المزارعون الحكومة بضرورة توفير ثلاجات خاصة لتخزين الفائض من المحصول واستخدامه على مدار العام وفي الاعياد، مما يساعد على نهوض الاقتصاد المحلي.

وكيل وزارة الزراعة بغزة ابراهيم القدرة، أوضح لـ "سوا" ان موسم النخيل لهذا العام مبشر، حيت بلغ عدد اشجار النخيل ربع مليون نخلة تنتج 15 الف طن من البلح، ويتم تحويل جزء منه الى "رطب"، مشيرا الى أن ما يقارب من 13 الف طن يتم تسويقه محليا أو يستخدم في الصناعات التحويلية مثل "العجوة والمربى والدبس وغيرها".

وأشار الى أن 1500 طن من الكمية الفائضة، يتم تخزينها في ثلاجات، اما للتصدير في حالة سمح الاحتلال او بالتسويق خلال فترات العام، ويتم تحويل 4 الاف طن من التمور الى عجوة.

 

 

وتقوم وزارة الزراعة بالتواصل مع المزارعين من اجل حماية الأشجار من "سوسة النخيل" التي اضرت بالكثير من الاشجار وجعلته عرضة للهلاك، عبر توفير مصائد لأصحاب المزارع الكبيرة، فيما تسعي الوزارة لمحاولة تصنيع المصائد محليا بسبب عدم توفيرها من الخارج.

وفي اطار استغلال محصول البلح، تحاول وزارة الزراعة العمل مع الشركاء من اجل ايجاد مصانع آلية لزيادة منتج العجوة والعمل على رفع وتيرة الانتاج المحلي وتحويل الرطب الى عجوة، الا أن ذلك يحتاج الى جهد كبير وطاقات من المزارعين والوزارة.

ويأمل القدرة في ظل اجواء المصالحة ان تتحسن حالة الزراعة وفتح المعابر أمام تصدير المنتج المحلي للخارج، وتدريب طواقم الوزارة على الطرق الحديثة وايجاد حلول لتصدير البلح الى الخارج مما يزيد من الحيوية الاقتصادية في قطاع غزة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد