ارتفاع وفيات حوادث السير بغزة
غزة /سوا/كرم السيسي/ يشهد قطاع غزة في الآونة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد حوادث السير والتي نتج عنها حالات وفاة لاسيما بين الاطفال، الأمر الذي بث القلق في نفوس المواطنين، خصوصًا أن عدد الوفيات يزداد مقارنة بالأعوام السابقة.
حوادث سير مروّعة وقعت في مدينة غزة خلال الأسبوع الماضي، وفي حادثة مفجعة لقي شاب مقبل على الزواج مصرعه أثناء توزعيه لبطاقات فرحه قبل أيام، اضافة لطفل يبلغ من العمر شهرين خلال تواجده مع والديه على الدراجة النارية، فيما يرقد الوالدين في العناية المكثفة بسبب الحادث.
الرائد فهد حرب مفتش تحقيقات حوادث المرور في الشرطة بغزة، وصف عدد حالات الوفاة بسبب الحوادث المرورية بـ "الخطير جدا" مقارنة بالأعوام السابقة.
وأوضح حرب في حديث لوكالة "سوا" الإخبارية، أن 60 حالة وفاة بينهم 40 طفل؛ وقعت منذ بداية العام حتى الآن في حوادث سير، فضلاً عن مئات الإصابات بينها 70 اصابة وصفت بالخطيرة.
وأكد أن الحوادث التي وقعت اشتركت فيها جميع أنواع المركبات، مشيرا الى أن 10 حالات وفاة تسببت بها الدراجات النارية.
وعن أسباب ارتفاع نسبة حوادث السير، بيّن حرب أن أسباب الحوادث تكون جراء عدم اتباع السائقين لإرشادات رجال شرطة المرور، بالإضافة الى الإهمال واللامبالاة وعدم اتخاذ وسائل الحيطة والحذر من طرف السائق أثناء القيادة وانشغال السائقين بالحديث مع الركاب أو سماع المذياع، والحديث أثناء القيادة بالهاتف النقال.
وكشف عن عدم وجود سياسة مرورية صحيحة من طرف وزارة النقل والمواصلات، معتبرا أنها سببًا خطيرًا جدًا، "ويجب ان تسير على أساس قانوني ليس على اعتبارات اقتصادية واجتماعية وقلة وجود موارد مادية للمواطن لأن هذه أرواح تزهق".
وأشار حرب، الى أن الشرطة كثفت من حملاتها المرورية والتوعوية للسائقين بالسير المروري، مشيرا الى أن هناك توجيهات لقيادة الشرطة بتوقيع اقصى العقوبات في حال ارتكاب مخالفات على السائقين.
ولفت الى قلة الكوادر البشرية الموجودة لدى شرطة المرور بغزة، "التي من المفترض ان تكون في الشوارع تراقب السائقين"، إضافة الى قلة وجود الأجهزة الحديثة كـ (الرادار) وغيرها من الوسائل التي تحد من الحوادث المرورية.
وحمّل حرب المسؤولية لأسباب ارتفاع حوادث الطرق بالدرجة الأولى على العنصر البشرى المتمثل في سائق المركبة، خاصة السرعة الجنونية التي يقود بها بعض السائقين.
ويرى إياد، أحد سائقي الأجرة بغزة، السبب في ارتفاع نسب حوادث السير في شارع صلاح الدين (أكبر شوارع القطاع)؛ أنه يفتقر للإنارة الكافية، مشيرا الى انه خالي تماماً من الإشارات المرورية الضوئية.
وأضاف السائق لـ "سوا": "ليس هناك شاخص يحدد السرعة للسائقين بالإضافة لعدم وجود أزرار حديد على الإسفلت تحدد المسالك في الليل خاصة في ظل عدم إنارة الشوارع".
وتابع: "الطرق غير صالحة للسير وتساهم في وقوع الحوادث، اضافة الى أن هناك الكثير من السائقين يحملون الرخصة دون استحقاق أو عدم الوصول لتولي المسؤولية لقيادة مركبة"، منتقدا قلة الوعي الذي يعاني منه السائق فيما يتعلق بالتجاوزات الذي يمارسها إرضاءًا لذاته، وإهمالا لسلامته وسلامة الركاب.
اما سائق الدراجة النارية حمزة زقوت من وسط قطاع غزة، يقول: "عانيت كثيرا بعد شرائي للدراجة النارية من الطرقات التي لا تدعم السير عليها وكثرة الحفر وعدم ترميم الطرق الموجودة في الشوارع وخاصة منطقة (نتساريم) في شارع صلاح الدين".
ويحاول السائق زقوت اتخاذ كل احتياطات الأمان بقدر المستطاع، من عدم السرعة والتهور، والالتزام بقواعد السير فيما يخص الدرجات النارية، التي ينتقدها الكثيرين على اعتبار انها سببًا رئيسيًا في ارتفاع نسبة حوادث الطرق.
وطالب زقوت سائقين الأجرة باحترام الدراجات النارية واعتبارها مركبة مثل اي مركبة أخرى كما، داعيًا الشرطة الى مخالفة اي دراجة نارية أو مركبة لا تلتزم بقواعد السير.